بعد خروج ألمانيا بأقل الخسائر من جائحة كورونا، وتطعيم أكثر من نصف الألمان بلقاحات ضد فيروس كورونا، واصل الرئيس الألمانى فرانك-فالتر شتاينماير اجتماعاته مع المواطنين الألمان للتعرف على المشكلات التى تعرضوا لها خلال فترة الجائحةـ وفتح حوارات معهم، إلى جانب إقامة القصر الرئاسي حفلا مساء الجمعة لتقديم الشكر لعدد كبير من المواطنين والمتطوعين الذين قاموا بخدمات عديدة خلال فترة الجائحة.
أكد الرئيس الألمانى أن الجائحة جعلت العمل صعبًا للغاية بالنسبة للعديد من المهنيين، خاصة أولئك الذين يحتاجون الى اتصالات مباشرة بين بعضهم البعض، وتأثيرهم الشخصي قد عانوا من المكتب المنزلي ومؤتمرات الفيديو، والإشارة إلى أنه اضطر إلى تقييد المواجهات مع مواطنيه بشكل كبير بسبب الجائحة.
وكشفت مالكة فندق فى ولاية بافاريا خلال حديثها مع الرئيس أن معدل الإشغال كان جيدًا وأن العائلات الألمانية "حجزت أسبوعين للحجر وليس أيام قليلة، وكانت فرصة للألمان لاكتشاف جمال الولاية، ورغم أنها كانت فترة صعبة، لكنها كانت مهمة للهدوء واستعادة جمال الطبيعة، حتى ولو كانت العائد المادى أقل بكثير مما كان عليه قبل الجائحة.
بينما وصفت مديرة مدرسة أن طاقمها تم تطعيمهم بالكامل وتم إخبارهم "بالشوق لاستعادة الحياة المدرسية الطبيعية في النهاية". من المهم بشكل خاص للطلاب أن يبدي المعلمون الكثير من الثقة حتى لا يصبح الضرر الناجم عن الوقت الطويل في العزلة المنزلية أكبر.
بينما نوهت مديرة التمريض بولاية بريمن عن محاولة توفير جو أكثر استرخاءً في مرفق الرعاية الخاص بها ، حيث تم تطعيم ما يقرب من 100% من المرضى ، والإشارة إلى أنه عندما يتعلق الأمر بطاقم التمريض بمعدل تطعيم يبلغ حوالي 70 % ، فلا يزال هناك بعض الإقناع الذي يتعين القيام به، ولكنها لم تستطع إجبار أي من موظفيها على التطعيم حتى الآن.
وحاول الرئيس الألمانى نشر الأمل والتواصل مع المواطنين عن قرب، بعد أن شارك معهم فى لقاءات عبر الانترنت من قبل، ولكنه أصر هذه المرة على اللقاء وجها لوجه.
وفى حفل بالقصر الرئاسي تحت عنوان "شكرا"، أكد شتاينماير أن جائحة كورونا كانت فترة قاسية ، لكنه عبر عن شكره لمن دافعوا عن إخوانهم من البشر في أزمة كورونا بطريقة خاصة في عملهم أو عملهم التطوعي، مضيفا بقوله " "لقد تجاوزوا جميعهم أنفسهم في العام ونصف العام الماضيين. لقد حققوا جميعًا أشياء غير عادية، إنهم جميعًا نماذج يحتذى بها في مكافحة الوباء".
أضاف بقوله " إن الوباء ليس أقل من أزمة قرن و "اختبار لإنسانيتنا". إنه يبرز أسوأ وأفضل ما في الناس،لقد أظهرتم جميعًا الأفضل بالتأكيد. أنتم قدوة تفخر بها ألمانيا، وفي ضوء الانتشار السريع للفيروس ، وكثرة المرضى والموتى ، وبالنظر إلى كل القيود وخيبات الأمل والحرمان ، كان من الممكن بسهولة تثبيطه ، لكن هؤلاء نجحوا فى تقديم يد العون للجميع، والمساهمة فى تقليل الخسائر التى تعرضت لها ألمانيا خلال الفترة الماضية
وشكر شتاينماير كل من تم تطعيمه بالفعل ، وجدد في نفس الوقت مناشدته للجميع أن يفعلوا ذلك، معتبرا أن التطعيم هو جزء من الاحترام لكل من بذل قصارى جهده في مكافحة كورونا، وإذا تمكنت ألمانيا من تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس يمكن أن يؤتي التزامهم ثماره على المدى الطويل، خاصة وان الحرب على الفيروس لم تنته بعد، وأن الخريف المقبل ربما يحمل موجدة جديدة وجولة جديدة من الحرب على الوباء.
