- التفاوض على الحكومة لا يزال مستمرًا
- طالبان أمامها تحديات دولية قبل الوصول لأفغانستان الإسلامية الشاملة
- طالبان لديها تحفظات على عمل المرأة
- هناك مخاوف حول طبيعة المشاركة في الحكومة وطبيعة القراءة الدينية المتشددة لطالبان
- الحركة ليس أمامها إلا أن يكون لها تنازلات واضحة تجاه الحريات
في غضون خمسة أيام؛ أعلنت حركة طالبان سيطرتها على كابول، وهو ما أصاب العالم كله بالذهول، خصوصا بعد تقديرات المخابرات الأمريكية، بأن الحركة ستستغرق نحو 90 يومًا لتستطيع الدخول للعاصمة كابول.
أحداث سريعة باتت تعيشها أفغانستان ليجد العالم نفسه واقفا بين حقيقة لا يمكن أن يغض الطرف عنها لتبدأ المشاورات بين الدول متى سيتم الاعتراف بطالبان كحكومة شرعية للبلاد.
وللاطلاع على آخر المستجدات، كان لنا لقاء خاص، عبر تطبيق سكايب، مع عبد الجبار بَهِير، رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات، والذي أكد لنا أن الحركة لا تزال تواجه عدة تحديات مهمة، خصوصًا في ملف الحريات والمرأة؛ مشيرًا إلى أن طالبان أمامها تحديات دولية، قبل الوصول لأفغانستان الإسلامية الشاملة.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
* ما هي أهم التحديات التي تواجه الحركة الآن؟
** فيما يبدو أن الحركة ما زالت تواجه عدة تحديات أهمها تحدي طلبات المجتمع الدولي، فما زال المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية لم يتفقا مع حركة طالبان حول تأسيس النظام لمستقبل أفغانستان، وبالتالي نقل السلطة إلى هذه الحكومة المؤقتة الانتقالية على الأقل، كي يمهد الطريق لها، ويعلن للوصول إلى أفغانستان الإسلامية الشاملة التي يتم التوافق عليها وتكون مقبولة لدى الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي”، على حد قوله.
* وماذا عن ملف المرأة باعتباره أهم الملفات المطروحة الآن؟
** طالبان لا تزال تملك تحفظات في قرائتها لطبيعة عمل المرأة اليوم، فقد قال ذبيح الله مجاهد المتحدث في الحركة إنه ليس هناك أي تعارض مع أي نشاط للمرأة فهي تذهب إلى المدرسة وإلى الجامعة وهي تخرج حيثما تريد ولكن تراعي القيم الإسلامية والتقاليد الأفغانية.
وهذا يعني أن هناك إرادة على الأقل في تنفيذ ما قيل ونحن على مدى الأيام الماضية رأينا عددا من النساء المحجبات خرجن للحاجة الماسة وهن متحجبات ولكن بعدد ضئيل جدا فلا زالت هناك مخاوف كبيرة بهذا الشأن، ولكن كل هذا يندرج تحت التصريحات والمواقف الرسمية، لكن في الواقع الميداني كيف سيبدأ العمل؟ هذا ما سنراه في الفترة المقبلة هل ستصدق الحركة أم لا.
* وكيف ستكون الحريات بشكل عام؟
** فيما يبدو أن الحركة ليس أمامها إلا أن يكون لها تنازلات واضحة تجاه الحريات وتجاه المرأة، واتجاه قراءتها الدينية المتشددة على الأقل كي تصل إلى إنجاح تأسيس النظام في أفغانستان، سواء النظام الإسلامي أو النظام الجمهوري أو أي نظام آخر، ليكون على الأقل مقبولا في نهاية المطاف لدى الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي والحركة تخوضها.
* وماذا عن قرار العفو عن جميع الموظفين؟
- بالفعل أصدرت الحركة قرارا بالعفو، وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، إن الكل سيتوجه إلى المكاتب وإلى المقرات الحكومية، والمؤسسات الحكومية يشتغلون في أعمالهم، لكن لحد الآن ليس هناك بدء للعمل ليس فقط للمرأة بل للجميع. هناك حالة طارئة، وبالتالي كل المكاتب والإدارات الحكومية أو القطاع الخاص مغلقة.
* وهل سينجح تفاوض الحركة الأفغاني الأفغاني؟
** بالنسبة للتفاوض فهناك عدة تحديات ما زالت موجودة، لكن فيما يبدو أن على الأقل حركة طالبان جادة في التفاوض الأفغاني الأفغاني. كما ناشد ذبيح الله مجاهد المتحدث بحركة طالبان أنها لا تريد أن تعلن عن حكومة تخصهم وأن يكون منحصر بهم، بل التفاوض هو الجناح السياسي لحركة طالبان هي أن يعملوا بجدية مع المفوضين الأفغان، ومع المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية والعالم بشكل عام، إلى أن يصلوا إلى توافق واضح، وإلى إنجاح المفاوضات الأفغانية الأفغانية، والتوافق على شكل وتشكيل الحكومة. كيف ستكون الحكومة وكيف سيكون تفاصيل هذه الحكومة، هذه هي أهم المشاهد بكابول، لكن هناك مخاوف موجودة حول طبيعة المشاركة وحول طبيعة القراءة الدينية المتشددة لحركة طالبان، رغم أنها لم تقترب لحد الآن من أي شيء.
* وهل هناك أي مضايقات للإعلام حتى الآن؟
** العاصمة الأفغانية شهدت كل القنوات سواء رسمية أو غير رسمية أو في كتاب خاص تلفزيونية، والإذاعية كلها تعمل، كسابق عهدها، ولم نسمع أي توجيهات أو أي تعليمات من قبل الحركة.
واعترف ذبيح الله مجاهد أن الحرية التامة للإعلام لا أحد يستطيع أن يمنع الانتخابات والحرية. إلا أن الإعلام كذلك يراعي القيم الإسلامية والقيم الأفغانية ولا يعني. تمس بها سوءا، فهذا يعني أن هناك مواقف رسمية، وهناك ننتظر ما هو الواقع.
* وماذا عن تشكيل الحكومة؟
** إلى هذه اللحظة لا يزال التفاوض بين حركة طالبان وبين الوفد التفاوضي الأفغاني وبين المجتمع الدولي حول التوافق على انتقال السلطة مستمر، ولم يرشح أي شخص للسلطة، ومن المفترض أن تكون هناك حكومة برئاسة حركة طالبان وتكون بتشكيل أفغاني “بحت” ولا يوجد هناك أي ترشيحات.
والحركة ليست بحاجة لحكومة انتقالية أو حاكم من خارج الحركة كما تقول فإنها تؤكد على سيطرتها على أفغانستان بشكل كامل ولا ترى الحاجة لوجود أي أحد وسيط يتم ترشيحه، لقيادة النظام والفترة الانتقالية وتشكيل حكومة انتقالية، خصوصا أن الحركة جادة ومستعدة لكافة التفاصيل، وأصبح الحديث واضحا على نقل السلطة إلى إدارة وحكومة الجديدة تترأسها حركة طالبان بمشاركة أفغانية شاملة.
* وكيف هو الوضع الآن في الشارع الأفغاني؟
** الوضع الآن في الشارع الأفغاني يسوده الهدوء، فالمحلات تم فتحها والشوارع ممتلئة نسبيا من تيارات وعامة الناس وهم يترددون على المحلات وعلى الأسوق والمدينة، فليس هناك مخاوف على الأقل مخاوف أمنية، الشيء الوحيد هو أنه كان هناك عدة قضايا جنائية وغيرها.
لكن بحسب ما صرح به الله مجاهد أنه لم يسجل في العاصمة الأفغانية كابول أي قضية جنائية سواء بالقتل أو لجهات أخرى، اللهم إلا أن هناك بعض من قاموا باسم الحركة من مسلحين غير مسئولين ببعض أعمال السرقة، ولكن الحركة أعلنت {نها تلاحقهم وهذا كان بسبب، الفجوة التي كانت نتيجة لهروب الرئيس الأفغاني السابق.