نجم من نجوم الكوميديا، أثبت أن البطولة الحقيقية في ترك بصمة جيدة بقلوب المشاهدين، وليست بالمساحات الكبيرة فهو يتميز بطريقته الكوميدية البسيطة، التى تعتمد على تلقائيته، فلا يمكن نسيان شاب السفارة والمطار في فيلم "عسل أسود" ومجدي العمروسي في "حليم"، وعادل الشناوى في "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، وبركات في "أهل كايرو" وفوزى في "السبع وصايا"، وزياد فهمي في "نجيب زاهى زركش"، وشوقى في "لحم غزال".
إنه الفنان ياسر الطوبجى، بطل مسرحية الصندوق، التى عرضت مؤخرا على مسرح الطليعة، ويجسد خلالها "معدتش تفرق"، تلك الشخصية العدمية المستسلمة لكل الظروف، الذى أعرب في حواره مع "البوابة"، عن سعادته بعودته لـ"مسرح الطليعة"، بنص جيد بعد غياب 20 عاما؛ لافتًا إلى أنه غيّر جلده بعيدا عن الكوميديا في مسلسل "لحم غزال"، بطولة غادة عبد الرازق، ورغم رفضه للدور في البداية لبشاعته، إلا أنه وافق عليه حيث يحمل رسالة للفتيات، كاشفًا أن العمل أرهقه نفسيًا، وقد استأذن أسرته قبل تجسيده.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالى:
■ في البداية ما الذى جذبك لمسرحية الصندوق؟
- الفكرة شدتنى وقد عرضها على الصديق شادي سرور، مدير مسرح الطليعة سابقا، وكان متحمسا لها منذ بدايتها وقدمها للصديق المؤلف والمخرج محمد زناتي للعمل عليها، وبما أن الفكرة جيدة فهذا شجعنى للمشاركة بها على مسرح الدولة؛ حيث إن المسرح الحالى أصبح يهتم بالضحك والكوميديا البحتة، ولست ضد ذلك، لكن حينما نتحدث عن مسرح الدولة يجب أن يكون للمسرحية مواصفات حتى لو كانت كوميدية.
الحمد لله الصندوق توافر فيها الفكرة والكوميديا في نفس الوقت حيث تعتمد على مسرح العبث وسعيد جدا أنها أعادتنى للوقف على خشية مسرحى "الطليعة" بعد غياب ٢٠ عاما وآخر عمل قدمته على الطليعة، عندما كنت طالبا بينما قدمت مسرحيات أخرى، لكن ليست على خشبته؛ منها: مسرحية "اللي عليهم العين" وتتبع المسرح الخاص وهناك مسرحية على المسرح القومي اسمها "في بيتنا شبح" بطولة ماجد الكدواني وإخراج عصام السيد، و"الاسكافي ملكا" إخراج خالد جلال وكانت من بطولة ماجد الكدواني أيضا.
■ حدثنا عن دورك في العرض؟
- أجسد الشخصية العدمية وهى "معدتش تفرق" المستسلم لكل الأشياء، لا يتفاعل ولا يفكر ولا ينتج يجلس بداخل الصندوق منذ زمن وتوضع بجواره عرائس أخرى ولا يبالى، وبالمناسبة كل الشخصيات ليس لديها أسماء هم حالات في النهاية نكتشف أنهم دمى وعرائس يتم تحريكها ومن خلال المواقف تحدث كوميديا راقية ومميزة تناسب الأسرة المصرية بشكل عام بعيدًا عن الإيفيهات والمصطلحات المتدنية والتي لا تليق بمجتمعنا والعرض بالفعل جميل وراقى ومختلف.
بصراحه أنا بحب المسرح واعتبره "الجيم الخاص بالممثل" ويجب على الفنان خوض تجربة مسرحية ولو لمرة واحدة فاللقاء المباشر مع الجمهور يشحن الممثل بالإضافة إلى أن المسرح كواليس ومعروف أن الكواليس الحلوة تنتج عرضا ناجحا وتحقق ذلك بالفعل مع فريق العمل فالمسرحية تأليف وأشعار محمد الزناتي وإخراج رضا حسانين ويشارك في بطولتها الفنان ناصر شاهين وأحمد عبد الحي وأميرة عبد الرحمن، وطه خليفة ومحمود فتحي ومحمد عبد الخالق وأميرة فريد وطه السادات.
■ صف لنا تجربتك في مسلسل "لحم غزال"، بعد تحولك من الكوميديا إلى الشر، وماذا عن دورك في "نجيب زاهي زركش"؟
- بالفعل كنت مختلفا، والعجيب أن الشخصيتين "مش كوميدي"، وعكس بعض، جسدت في مسلسل "لحم غزال" بطولة غادة عبد الرازق، دور أب يدعى "شوقي"، وهو دور صعب للغاية لأنه رجل شرير وبشع لأقصى درجة لا توجد لديه إنسانية ليكون مثل شيطان يسير على الأرض، ومتزوج من "شوق" الفنانة مى سليم.
ويتبع معها كل الأساليب القذرة ومع ابنته أيضا، هذا الدور اعتذر عنه ٣ فنانين من أشرار الدراما فتم ترشيحى ورفضته في البداية لبشاعته وقلقى من تجسيد دور الشرير فلم أقدمه من قبل ولكن المخرج محمد أسامة حاول إقناعى لتغيير جلدى ككوميديان ووافقت، حيث يحمل الدور رسالة مهمة للفتيات، وهى عدم الخوف وعدم السكوت عن تلك العلاقات المشوهة ولا بد من فضحها لعدم تكرارها.. وكنت قلقا جدا من رد فعل الجمهور ودعوت ربنا أن جمهورى يكره شوقى ولا يكره ياسر الطوبجى وبالفعل لم أتوقع نفسى في هذا اللون فالدور أتعبنى وأرهقنى نفسيا وقد استأذنت أسرتى قبل الموافقة على تجسيده.
أما دورى في مسلسل نجيب زاهى زركش بطولة النجم الكبير يحيى الفخراني فكان أبا أيضا وكنت أنتظر تصوير مشهدى أمامه بفارغ الصبر ففكرة أن يجمعني به كادر واحد فهذا شيء عظيم بالنسبة لي ورغم أننى استعديت للشخصية كأداء وتمثيل لكن في لحظة نسيت كل شىء، وأخذت أداء جديدا من عين الفخرانى، وأصبح الموضوع أجمل وأعلى واستمتعت جدا ونال المشهد إعجاب الكثيرين وعلقوا قائلين إن ياسر الطوبجى كان بيضحك علينا وفهمنا أنه كوميدي بس، والحمد لله نجحت في لون آخر.
■ إذن لديك شخصيات وألوان جديدة لم تقدمها فما الدور الذى ترغب في تجسيده؟
- أتمنى تقديم المزيد من أدوار الشر المتنوعة ففكرة الشر عجبتني وشعرت أننى في "حته جديدة".
■ لكل فنان أعمال قريبة لقلبه ومحطات مهمة في حياته فما هى بالنسبة لك؟
- أهم المحطات في حياتي شغلي مع الفنان أحمد حلمي في البداية بفيلم "عسل اسود" ومسلسل "محمود المصرى" مع النجم الراحل محمود عبد العزيز الذى اختارني من مركز الإبداع لتقديم شخصية بسيطة لا تتعدى حلقتين ثم أعجب بى وقال لي: "أنت أي جملة حايرة طايرة أنت هتقولها"، وأيضا شغلى مع شريف عرفة في فيلم "حليم".
وعملي في مركز الإبداع في حد ذاته محطة مهمة جدا في حياتي والعمل بقناة موجه كوميدي قدمتنا للناس بشكل جيد وكنت اسميها فترة ما قبل التريند فكانت هى التريند وظهرت في توقيت لطيف وتعد الشباك الذى من خلاله ركز الجمهور معنا وقال إن فيه كوميديانات على الساحة هناك.