أكدت الرئاسة اللبنانية أنه لم يرد يوما في حساب الرئيس اللبناني ميشال عون المطالبة بالثلث المعطّل، وبالتالي فإنّ كلّ ما قيل عن طلب رئيس الجمهوريّة تسعة او عشرة وزراء عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلًا ولا اساس له من الصحة، مشددة على أن الرئيس عون لا يريد الدفع برئيس الحكومة المكلف للاعتذار عن مهمة تشكيل الحكومة.
جاء ذلك في بيان للمكتب الإعلام في رئاسة الجمهوريّة اللبنانية ردا على ما تداوله عدد من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئيّة والمسموعة من معلومات وصفها البيان بالمغلوطة حول مسار تشكيل الحكومة الجديدة.
وأضافت الرئاسة اللبنانية أن الحديث عن الثلث المعطل اختلقه البعض للتشويش على الاتصالات القائمة بين الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في سبيل تشكيل الحكومة، وذلك تحقيقًا لغايات لدى البعض لمنع تأليفها.
وأوضحت أن عون التزم طوال اللقاءات التي عقدها مع ميقاتي بالنقاط التي تمّ الاتفاق عليها منذ اللقاء الأول، والتي كان متفقًا عليها مع الجميع سابقا كأساس لتشكيل الحكومة، لا سيّما المعايير الواجب اعتمادها في توزيع الحقائب الوزاريّة على الطوائف والكتل بعدالة ومساواة وفق ما تقتضيه مصلحة لبنان واللبنانييّن وما يفرضه الدستور والميثاق.
واستطردت الرئاسة قائلة أن عون لم يقدّم لميقاتي أيّ اسم حزبيّ لتوليّ حقيبة وزاريّة أو أكثر، وكل الأسماء التي عرضها تتمتّع بالخبرة والكفاءة والاختصاص المناسب للوزارات المرشحّة لها، مشيرة إلى أن استبدال هذه الأسماء بأسماء أخرى لا مبرّر له طالما أنّ المواصفات المتفّق عليها متوافرة.
وأضافت الرئاسة أنّ عون كان إيجابيًّا ولا يزال وهو يدرك أنّه من حق رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف إعطاء ملاحظات على أيّ اسم يرد منهما أو من أيّ من الكتل المشاركة، وصولًا إلى الاعتراض عليها.
واعتبرت الرئاسة اللبنانية أن مطالب فرقاء سياسيين - دون أن تحددها- كانت تتزايد وتتبدّل يومًا بعد يوم، مما انعكس على تأخير الاتفاق على إصدار التشكيلة الحكومية، لأن أيّ تعديل في حقيبة كان يستوجب إعادة النظر في حقائب أخرى، موضحة أن هذا الأمر لا يزال قائمًا ومتكررًا على أمل التمكّن من تذليله بتعاون الرئيسين.
وأضافت الرئاسة اللبنانية أن هناك تصريحات وتحليلات صدرت اليوم تعمّدت تشويه مواقف رئيس الجمهوريّة، معبرة عن خشيتها من أن يكون الهدف ممّا يصدر، الدفع برئيس الحكومة المكلّف إلى الاعتذار، وهو ما لا يريده الرئيس عون، أو التمهيد لذلك، بغية إبقاء البلاد من دون حكومة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يجتازها لبنان.
وشددت الرئاسة على أن رئيس الجمهورية مصمّم على الاستمرار في التعاطي بانفتاح وتعاون وإيجابيّة مع الرئيس المكلّف، لتأمين ولادة حكومة يرضى عنها اللبنانيّون وتلاقي دعم المجتمع الدولي، مؤكدة أنه قدّم ويقدّم كلّ التسهيلات اللازمة من دون التوقّف عند حقيبة أو اسم، طالما تنازل منذ البدء عن الثلث الضامن.