نظم المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وبالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة صبرى سعيد، أمسية "مصر والأردن.. علاقات ثقافية"، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
بدأ اللقاء بعرض فيلم تسجيلي عن الأردن، وقدم الأمسية صبري سعيد الذي ألمح إلى أن تلك الأمسية هي التاسعة عشرة ضمن أمسيات مبادرة علاقات ثقافية، وتعد تلك الأمسية متميزة لأنها تجمع مصر بجارتها الشقيقة دولة الأردن، ونحن نحتفي بالمشترك الثقافي بين مصر وجيرانها، وتشهد الدولتان اتفاقًا في عديد من الملفات سواء على المستوى السياسي "وعلى رأس الملفات السياسية القضية الفلسطينية)" أو على المستوى الثقافي، إذ شهدت الدولتان زخمًا فكريًا وثقافيًا منذ منتصف القرن العشرين، وهناك فعاليات ثقافية مشتركة كثيرة بين البلدين في العصر الحديث، ومصر شريك دائم في مهرجان قرطاج الأردني بصفة مستمرة.
وأما السفير أمجد العضايلة، سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى القاهرة والمندوب الدائم للأردن لدى جامعة الدول العربية، فقد تحدث عن العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين، والتي امتدت حتى شكلت نموذجًا يحتذى بين الدول بما يجمع الشعبين المصري والأردني وكذلك القيادات، مشيرًا إلى أن الثقافة قاسم الأخوة المشترك وبوابة الالتقاء للحضارات والجامع للشعوب، فكيف إذا اجتمعت بين الجيران العرب!
وأشار السفير أمجد العضايلة، إلى أن تلك الأمسية تتزامن مع احتفال الدولة الأردنية بمئويتها، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الأردنية المتميزة تبرز اليوم كمصدر اعتزاز لشعبي البلدين، وإلى جانب التعاون الثقافي الذي يحرص البلدان على مستواه المتميز، تستمر أشكال التعاون السياسي والاقتصادي في علاقات تتميز بالتكامل البيني، ولعل التعاون الثقافي بين الدولتين حمل دلالات على العمق في عديد من المجالات.
وأشار إلى أن هناك نحو خمسة آلاف طالب أردني في مصر ونحو نصف هذا العدد من الطلاب المصريين في الجامعات الأردنية، وأن الخصوصية التي تجمع الدولتين ستبقى متوهجة نحو مزيد من نماذج الشراكة المتميزة التي تجسدها الثقافة.
وتحدث السفير محمد حجازي، المساعد السابق لوزير الخارجية وسفير مصر الأسبق فى الأردن ،عن الرابط النفسي الذي يجمعه بالأردن الشقيق، موضحًا أن الجوار المستقر بين مصر والأردن كان بمثابة رمانة الميزان بين جوار الأردن مع دول مليئة بالتوتر.
ووقد شارك لسفير شريف كامل، سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، بكلمة مسجلة عبر الفيديو متحدثًا حول أهمية مختلف جوانب العلاقات بين مصر والأردن ومدى أهمية البعد الثقافي الذي يربط بين الشعبين، والحديث عن العلاقات الثقافية يطول، فمصر ضيف دائم على الملتقيات الثقافية والمهرجانات الأردنية، وكذلك الأردن في الفعاليات المصرية، كما أن هناك مشاركات كثيرة يتم ترتيبها بين البلدين.
وقال الدكتور حسن المومنى، أستاذ العلاقات الدولية فى كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثانى للدراسات الدولية فى الجامعة الأردنية (عبر الفيديو)، إن هناك سمات خاصة للعلاقات الثقافية الأردنية المصرية من خلال تأسيس شراكات استراتيجية، مثل الشراكة التي بدأت منذ سنوات بين مصر والأردن والعراق في عديد من المشروعات وسوف تؤثر على السياسة الدولية للشرق الأوسط، وكذلك التعاون مع دول المتوسط في الأردن ومصر يلعبان دورًا مهمًا في تمتين تلك الشراكات الاستراتيجية التي ستشكل مرحلة جديدة في التعاون العربي العربي، والعربي المتوسطي.
وتحدث الشاعر مفلح العدوان، مدير وحدة الشئون الثقافية فى الديوان الملكى الهاشمي، عن تجربته الشعرية وتاريخ بلاده الأردن، وألقى مقتطفات من شعره، وتحدث الدكتور محمد عبدالباسط، الفنان التشكيلي أستاذ التصميم بجامعة حلوان عن تجربته في جامعة الملكة عالية بتفعيل الإبداع في العملية التعليمية والتربوية، عبر عدد من المبادرات المعنية بتفعيل الإبداع والاهتمام بالفنون والتعدد الثقافي.
وألقى الشاعر الدكتور إسماعيل المزايدة، رئيس منتدى الجامعة الأردنية الثقافي، قصيدتين من شعره، وكذلك اختتم اللقاء الفنان والشاعر وعضو لجنه التراث الثقافى غير المادى بالمجلس محمد بغدادي متحدثًا عن تجربة الحرب في السويس (مسقط رأسه)، وملقيًا قصيدة له بالعامية المصرية.