دخل الجيش الألماني علي خط الأزمة في أفغانستان، منتقدا الساسة والأحزاب الألمانية وعدم قدرتهم علي إدارة الأزمة بشكل جيد، وهو ما ترتب عليه تفاقم الوضع في العاصمة كابول، والتخبط في عملية إجلاء الدبلوماسيين الألمان والمواطنين الأفغان، والتحذير من صعوبة الموقف خلال الفترة المقبلة.
الانتقادات جاءت علي لسان رئيس رابطة الجيش الألماني أندريه فوستنر، والذي أكد علي أن الوضع في أفغانستان "مخجل"، وأن هذه الأخطاء تسببت في "غضب هائل" بين المحاربين القدامى، متهما السياسيين في ألمانيا بالفشل لدورهم السلبي الأزمة الأفغانية، معتقرا أن ما يحدث كارثة سياسية ومأساة.
واتفق فوستنر مع تصريحات الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أكد منذ يوميان إنه أمر مخزٍ ما نراه هناك في أفغانستان.
ويري عسكريون ألمان أن الجيش الألماني سبق وأن وضع خطط إخلاء قبل شهور، لكن الأمر يتعلق دائمًا بالتقييم السياسي للوضع والقرار السياسي وجاء متأخرا جدا ".
وأشار فوستنر إلى رد الفعل المرير للعديد من قدامى المحاربين في أفغانستان، حيث أصيب من قبل العديد من الجنود أثناء المهمة في أفغانستان أو رأوا رفاقهم يموتون، وهناك علاقات زواج انهارت خلال هذا الوقت من التوتر، ومع ذلك لم يتم وضع كل هذا في الحسبان خلال معالجة الموقف، لذا يتزايد الغضب الهائل بين المحاربين القدامى والأعضاء في الجيش الألماني.
يأتي ذلك بعد ان انتقد وزير الداخلية الالماني هورست زيهور فشل مهمة الجيش في أفغانستان خلال الـ ٢٠ عامل الماضية، كما تعرضت وزير الدفاع انجريت كرامب كارنباور لانتقادات شديدة داخل جلسة خاصة للبرلمان الألماني لمتابعة الأزمة، وعدم قدرتها علي إدارة عملية الانسحاب بشكل سليم، إلي جانب سوء تقدير أجهزة المخابرات والجيش في توقع استيلاء حركة طالبان علي الحكم، حيث كانت كل التقارير تشير إلس سبتمبر المقبل، حتي جاءت المفاجأة وسقوط كابول في أيام قليلة دون مقاومة من الجيش الأفغاني.
يذكر أن المانيا تعد ثاني أكبر دولة لها جنود في أفغانستان بعد الولايات المتحدة الامريكية.
من ناحية آخري كثفت الخارجية الألمانية من محاولتها في اجلاء أكبر عدد من الجنود الألمان، والمواطنين الأفغان، إلس جانب التنسيق علي جذب نشطاء حقوق الإنسان والنساء، والتنسيق مع شركات الطيران والدول الأوروبية من أجل استئجار طائرات للمساهمة في عملية الاجلاء.