الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حياة العصور الوسطى.. «الخضر وموسى» قريتان منسيتان فى الفيوم

قريتان بمركز يوسف
قريتان بمركز يوسف الصديق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«سيدنا الخضر وموسى» هما قريتان بمركز يوسف الصديق، وتبعدان عن مدينة الفيوم نحو ١٤٠ كيلو مترا وتقعان شمال غرب المحافظة وتتكون منازلهما من طابق واحد لا يزيد ارتفاعه علي مترين، ٢٦ عاما عمر هاتين القريتين اللتان يعيشان فى غياهب الصحراء الشاسعة، فهما محرومتان من كل ما يقيم الحياة ويحفظ استمرارهما، فهما يعيشان حياة أشبه بحياة العصور الوسطى حيث لا مياه ولا كهرباء أو وسيلة مواصلات، ولا مخبز، ويسكنهما ما يقرب من ٤٠ ألف نسمة.
تبعد القريتان عن مدينة ومركز يوسف الصديق التابعتان له نحو ٤٠ كيلو، وتبدو وكأنهما جزء من كوكب آخر لا حياة فيه، وهناك يخترع السكان وسائلهم الخاصة لتسهيل حياتهم اليومية فى هذه المساحة الشاسعة التى تحتضنها جبال وادى الريان والحيتان فتجد «الكارو» يتجول بهدوء ليلبى حاجتهم فى التنقل بين الحقول الزراعية ونقل الأحمال. وتخوض المرأة غمار الأعمال الشاقة كتفا بكتف مع زوجها.
 

«البوابة نيوز» تعايشت مع أهالى القريتين والتقينا بعضا من سيدات قرية سيدنا الخضر على عربة كارو فى رحلة قصيرة للتعرف على حياة قاطنى القرية التى تشتهر بالزراعة وتربية الماشية والدواجن، فهى حياة بدائية أشبه بحياة الفلاح المصرى فى القرون الوسطى، ويعتمد الاهالى على الكارو فى حياتهم اليومية كوسيلة مواصلات فالكارو أو الحنطور كما يطلقون عليه هو مصدر دخل قديم وجديد كنا نراه فى الأماكن السياحية واليوم هو وسيلة فعالة للنقل وباب للرزق وقضاء حاجة السيدة الفيومية وسط الحقول، القريتان اللتان يقطنهما أكثر من ألف ربة منزل أغلبهن معيلات وزوجات ومطلقات وأرامل ومسنات، وتضمان مناطق زراعية قامت الدولة بتوفيرها من أجل الإصلاح الزراعي، وتقوم النساء بالزراعة وتربية الدواجن والماشية لتوفير مصدر رزق .
تقول «نادية ربيع» ربة منزل تعول ٤ أطفال استخدم الحمار والكارو فى قضاء مصالحى منها الذهاب للحقل، وكذلك أرفع عليه السباخ والكيماوى واحتياجات الأرض التى أقوم بزراعتها أنا وزوجي، حيث لا مصدر رزق لنا غيرها، وأذهب بها للقرى المجاورة للكشف على أبنائى عندما يمرضون حتى يحل الصباح أقوم بالتنقل بالكارو حتى أقرب موقف ويتكلف قيمة العلاج وأجرة السيارة أكثر من ٥٠٠ جنيه

.
وتقول «أم كلثوم محمد» يومى يبدأ من الخامسة صباحا فوق الكارو الذى ورثته عن أجدادى وزوجى، وهو يساعدنى فى نقل المعدات والحشائش والسباخ وجميع احتياجاتى إلى الأرض وأرحم من الجرار ومصروفه أقل، وهناك نجارين يقومون بتصنيعها وحدادين أيضا ونستخدمه فى جميع تنقلاتنا لأراضينا الزراعية ومعدات الفلاحة واحضار حشائش للماشية بمنازلنا ونقل المحاصيل الزراعية، والوصول الى البلاد المجاورة ونقل المرضى ، فهو لا يحتاج إلى زيوت ولا يعطل، وكذلك الحصان والحمار يأكل فى الشتاء الحشائش وفى الصيف التبن، ونستخدمه فى النزهات إلى بحيرة وادى الريان والحيتان بجانب استخدامه فى الحقول الزراعية.

نساء القرية
رغم مساهمة نساء القريتين وتضحياتهن إلا أنهن يعانين من مشكلات كثيرة لا تبدأ بغياب الرعاية الصحية ولا تنتهى بتدنى مستوى الدخل وارتفاع نسبة الأمية، فبعض السيدات متعلمات لكن عدم وجود فرص لعمل دفعهن إلى العمل فى الزراعة

تقول «اعتماد محمود» إحدى سيدات قرية سيدنا موسى، معيشتنا الصعبة حيث لا توجد وسيلة مواصلات سوى الكارو نستخدمه فى الذهاب للقرى المجاورة لحمل مياه الشرب لعدم وصولها إلينا 

واضافت نعانى فى الحصول على مياه الشرب رغم استغاثاتنا المتكررة لمسئولى مياه الشرب من عدم وصولها إلينا وإذا وصلت تكون بحالة رديئة، وتسبب الكثير من الأمراض منها الفشل الكلوى وغيرها.