«سيدنا الخضر وموسى» هما قريتان بمركز يوسف الصديق، وتبعدان عن مدينة الفيوم نحو ١٤٠ كيلو مترا وتقعان شمال غرب المحافظة وتتكون منازلهما من طابق واحد لا يزيد ارتفاعه علي مترين، ٢٦ عاما عمر هاتين القريتين اللتان يعيشان فى غياهب الصحراء الشاسعة، فهما محرومتان من كل ما يقيم الحياة ويحفظ استمرارهما، فهما يعيشان حياة أشبه بحياة العصور الوسطى حيث لا مياه ولا كهرباء أو وسيلة مواصلات، ولا مخبز، ويسكنهما ما يقرب من ٤٠ ألف نسمة.
تبعد القريتان عن مدينة ومركز يوسف الصديق التابعتان له نحو ٤٠ كيلو، وتبدو وكأنهما جزء من كوكب آخر لا حياة فيه، وهناك يخترع السكان وسائلهم الخاصة لتسهيل حياتهم اليومية فى هذه المساحة الشاسعة التى تحتضنها جبال وادى الريان والحيتان فتجد «الكارو» يتجول بهدوء ليلبى حاجتهم فى التنقل بين الحقول الزراعية ونقل الأحمال. وتخوض المرأة غمار الأعمال الشاقة كتفا بكتف مع زوجها.
«البوابة نيوز» تعايشت مع أهالى القريتين والتقينا بعضا من سيدات قرية سيدنا الخضر على عربة كارو فى رحلة قصيرة للتعرف على حياة قاطنى القرية التى تشتهر بالزراعة وتربية الماشية والدواجن، فهى حياة بدائية أشبه بحياة الفلاح المصرى فى القرون الوسطى، ويعتمد الاهالى على الكارو فى حياتهم اليومية كوسيلة مواصلات فالكارو أو الحنطور كما يطلقون عليه هو مصدر دخل قديم وجديد كنا نراه فى الأماكن السياحية واليوم هو وسيلة فعالة للنقل وباب للرزق وقضاء حاجة السيدة الفيومية وسط الحقول، القريتان اللتان يقطنهما أكثر من ألف ربة منزل أغلبهن معيلات وزوجات ومطلقات وأرامل ومسنات، وتضمان مناطق زراعية قامت الدولة بتوفيرها من أجل الإصلاح الزراعي، وتقوم النساء بالزراعة وتربية الدواجن والماشية لتوفير مصدر رزق .
تقول «نادية ربيع» ربة منزل تعول ٤ أطفال استخدم الحمار والكارو فى قضاء مصالحى منها الذهاب للحقل، وكذلك أرفع عليه السباخ والكيماوى واحتياجات الأرض التى أقوم بزراعتها أنا وزوجي، حيث لا مصدر رزق لنا غيرها، وأذهب بها للقرى المجاورة للكشف على أبنائى عندما يمرضون حتى يحل الصباح أقوم بالتنقل بالكارو حتى أقرب موقف ويتكلف قيمة العلاج وأجرة السيارة أكثر من ٥٠٠ جنيه
.
وتقول «أم كلثوم محمد» يومى يبدأ من الخامسة صباحا فوق الكارو الذى ورثته عن أجدادى وزوجى، وهو يساعدنى فى نقل المعدات والحشائش والسباخ وجميع احتياجاتى إلى الأرض وأرحم من الجرار ومصروفه أقل، وهناك نجارين يقومون بتصنيعها وحدادين أيضا ونستخدمه فى جميع تنقلاتنا لأراضينا الزراعية ومعدات الفلاحة واحضار حشائش للماشية بمنازلنا ونقل المحاصيل الزراعية، والوصول الى البلاد المجاورة ونقل المرضى ، فهو لا يحتاج إلى زيوت ولا يعطل، وكذلك الحصان والحمار يأكل فى الشتاء الحشائش وفى الصيف التبن، ونستخدمه فى النزهات إلى بحيرة وادى الريان والحيتان بجانب استخدامه فى الحقول الزراعية.