حملت العديد من الأديرة والكنائس الشهيرة فى مصر اسم العذراء مريم تكريمًا لاسمها وتخليدًا لسيرتها الطيبة، وبنيت آلاف الأديرة والكنائس حول العالم باسم العذراء البتول وخاصة بعد إقرار قانون الإيمان أثناء مجمع "أفسس" منذ نحو ألف وخمسمائة عام، وتم وضع مقدمته الشهيرة وتصدرها "نعظمك يا أم النور الحقيقى".
اختتم المجمع فعالياته حينها بحضور مائتى أسقف من آباء الكنيسة، ولاحظ المؤرخون انتشار اسم العذراء مريم، ورغم انتشار الكثير من الأديرة باسم العذراء مريم، إلا أن العصر الرسولى تميز ببناء أقدم كنيسة على وجه الأرض تحمل اسمها وهى "كنيسة فيلبى".
وفى مصر جاء تكريمها والاحتفاء بها قبل مجمع "افسس" عام 274م، حيث تم وضع نواة "كنيسة الدير المحرق" وانتشرت أديرة باسمها، أغلبها ارتبط برحلتها الشهيرة المعروفة برحلة "العائلة المقدسة".
وبلغ عدد الأديرة التى تحمل اسم العذراء فى مصر 13 ديرا، أربعة منها للراهبات، ومثلها للرهبان، والأديرة الأثرية خمسة، ويحرص الأقباط على زيارتها والصلاة فيها، وصدرت مئات الكتب توثق تاريخها.
وأصدر المستشرقون كتبا أيضا عن هذه الأديرة، من أشهرها، "كولن كريستوفر والترز" والذي جاء بعنوان "الأديرة الأثرية فى مصر"، ورصد الأديرة التى تحمل اسم العذراء مريم، بينما أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا رسميا بالأديرة المعترف بها ومنها دير العذراء بحارة زويلة، ودير البتول ملوى، ودير العذراء والملاك ميخائيل ديروط، سبقها بالطبع دير العذراء السريان، ودير العذراء البراموس، ودير العذراء المحرق، ودير أخميم.
"البوابة نيوز" سعت لتسليط الضوء على هذه الأديرة التاريخية التى تحمل اسم العذراء مريم فى مصر:
* ديــر العــذراء للراهبــات حارة زويلة:
يعد دير السيدة العذراء حارة زويلة من أقــدم أديــرة الراهبــات، ويقــع فى قرب كنيســة الســيدة العــذراء الأثريــة، والتى كانــت مقــرًا بابويًــا لـــ 23 بطريــرك، ولمــدة 360 ســنة مــن عــام 1300 م إلــى 1660م.
وراهبــات الديــر يقمن إلى اليوم بقرع الأجراس أثنــاء الخدمــات الطقســية الخاصــة بكنيســة العــذراء الأثريــة.
وكان الدير مقرًا بابويًا لعدد من بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية، فكان مقرًا لقداسة البابا مرقس السادس الـ 101، حيــث جــدد فــى بعــض المبانــى، وقــام بترميــم قاعــة الصــلاة، وذلــك عــام 1645م، وتوجــد مخطوطــة رقــم 312 طقــس محفوظــة بالمتحــف القبطــى بالقاهــرة.
* دير السيدة العذراء بالبراموس:
يقع الدير فى أقصى شمال غرب برية شيهيت بمنطقة وادى النطرون التي يطلق عليها بقعة أولاد الملوك وهى بقعة اشتهرت فى الأزمنة القديمة باسم (نتريا) ويبعد عن الرست هاوس نحو 12 كم، وعرف هذا الدير باسم السيدة العذراء براموس، وهى كلمة قبطية تعنى "الخاص بالروم"، وذلك لأنه يحوى كنيستها الأثرية، ولأنه ضم بين رهبانه ثلاثة قديسين أروام الجنسية، وهم مكسيموس ودوماديوس وأرسانيوس.
* دير السيدة العذراء بالسريان:
تم إنشاء دير السيدة العذراء بالسريان فى القرن الخامس الميلادى كما يشير الحصن القديم الذى يقع على يمين مدخل الدير، والذي بناه الملك "زينون" (474-491 م)، تكريمًا لابنته الراهبة "إيلارية"، كما أن حواجز كنيسة العذراء يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 700م، واشتهر دير السيدة العذراء بـ "دير السريان" لأن الرهبان الأقباط استضافوا بالدير رهبانًا سريان وكان يقع بالقرب من دير السريان دير للأنبا "يحنس كاما"، وهدم بسبب هجوم النمل الأبيض، ولجأ رهبانه إلى دير السريان، وحملوا معهم جسد أبيهم الأنبا "يحنس كاما"، وكل مقتنياتهم، ويُعد دير السريان أصغر الأديرة مساحة؛ إذ تبلغ مساحته نحو فدان، إلا أن أسوار الدير تعتبر أعلى أسوار الأديرة، ويوجد به باب النبوءات.
كما يوجد بمتحف الدير بعض الأواني النحاسية والخشبية والفخارية التي كان يستعملها الدير قديمًا، كذلك بعض الصلبان والمجامر القديمة والقناديل، وأيضًا بعض الملابس الكهنوتية منها؛ الصَّدرَة الخاصة بالأنبا "إيساك" أسقف البهنسا والفيوم والجيزة، والذى رحل فى السنين الأولى لبطريركية البابا "كيرلس الخامس"، وكذلك بعض الأيقونات الأثرية.
* دير السيدة العذراء "بياض" ببنى سويف:
وتنتشر أيضا الأديرة باسم العذراء فى جنوب مصر حيث يوجد دير العذراء بياض على الشاطئ الشرقى لنهر النيل تجاه مدينة بنى سويف وعلى بعد سبعة كيلو مترات من المدينة، ويبعد عن القاهرة 120 كيلو مترا نحو الجنوب، وكان يعتبر ضمن عدة أديرة قديمة منتشرة بعد القرن الرابع على الضفة الشرقية من نهر النيل فى هذه المنطقة، ولقد ذكره المقريزي المؤرخ الشهير في القرن الخامس عشر كما يوجد تنويه عنه في مخطوطة بالمتحف القبطى وأخرى بدير السريان.
* العذراء بالحمام بالفيوم:
اهتم البابا شنودة الثالث الـ 117 اهتماما كبيرا بدير العذراء "الحمام" بالفيوم وقام بتعميره، ويقع الدير على بعد 6 كم شمال غرب اللاهون، غرب قرية الحمام فى طريق الواسطى الترابى.
ويوجد به كنيسة هى المبنى الأثري الوحيد بالدير مع الأسوار، ولها قبتان متماثلتان عاليتان للصحن مثل دير العزب.
وأسس الدير القديس الأنبا إسحق أب جبل البرمبل وجبل مفسط (دير الحمام حاليا) وتم بناؤه نحو سنة 346 ميلادية.
* دير العذراء جبل الطير سمالوط:
أطلق الأقباط على دير العذراء بسمالوط اسم دير العذراء بجبل الطير وذكر المقريزي سبب تسمية هذا الجبل بجبل الطير فقال: إنه سمى بجبل الطير نظرًا لأن ألوفًا من طير "البوقيرس" كانت تجتمع فيه وداخله الكنيسة الأثرية، وكنيسة دير العذراء بجبل الطير أقامتها الإمبراطورة هيلانة عام 328م في المكان الذى حلت فيها السيدة العذراء، وابنها المسيح ومعها يوسف النجار أثناء رحلة الهروب إلى مصر وتقع الكنيسة في الجانب الغربي من قرية جبل الطير، وبجوارها مدافن الأقباط، ويلاحظ أن شوارع القرية كلها بأسماء قديسين والكنيسة منحوتة فى الصخر.
وأستبدل السقف الصخري بسقف مسلح لعمل دور ثان فى أوائل القرن العشرين حتى يستوعب الزوار صحن الكنيسة منحوت فى الصخر، ويتكون من صحن أوسط يحيط به 12 عمودا منحوتة أيضًا فى الصخر، وحولها الأروقة البحرية والقبلية والغربية ونحتت مصاطب لجلوس الشيوخ الرهبان.
* دير السيدة العذراء بجبل قسقام "دير المحرق":
يقع دير المحرق على سفح جبل قسقام على اسم مدينة قسقام التى خربت منذ زمن بعيد، ويبعد دير المحرق نحو 12 كيلومترا غرب بلدة القوصية محافظة أسيوط، ويقع الدير على حافة الصحراء حيث ترى فى الغرب الصحراء على امتداد البصر وكان الرهبان كثيرًا ما يتوغلوا في الصحراء فيما يعرف بالتوحد فى داخل الصحراء والدير المحرق من أشهر الأديرة القبطية فى مصر.
ويضم الدير الكنيسة الأثرية بدير المحرق هي أقدم أثر في دير المحرق فهيكلها هو ذات المغارة التى أقامت فيها العائلة المقدسة ومذبحها هو نفس الحجر الذى كان بالمغارة.
* دير السيدة العذراء بالجبل الغربى (دير درنكة):
يقع دير العذراء بالجبل الغربي لمدينة أسيوط بدرنكة على ارتفاع 100 متر من سطح الأرض الزراعية، ويبعد عن المدينة عشرة كيلومترات توجد بالدير مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحى.
* دير العذراء بالجنادلة في أسيوط:
يعتبر دير العذراء مريم بالجنادلة فريدا من نوعه فى أثرياته وما يحتويه من البهجة والجمال وينفرد كثيرا فى محتوياته الأثرية وتقسيمه، حيث سور الدير كان يحيط بالدير سورا كبيرا يجمع بداخله أبنية قلالى الآباء الرهبان والبئر الأثرىة وجميع مبانى الدير والكنائس الأثرية، ولكن هذا السور هدم ولم يبق منه إلا بقايا مبنية من الطوب تحيط بالكنيسة فقط.
وباب الدير ومن الناحية البحرية كعادة الأديرة وأمامه من الناحية البحرية مغارة كبيرة، وهناك مغارات كثيرة متناثرة حول الدير من كل ناحية كان يسكنها الرهبان كقلالى يستخدمنها للعبادة.
يوجد بالدير كنيستان أثريتان هما: الكنيسة الأولى كنيسة القديس بطرس وبولس هى كنيسة حديثة على اسم الرسل بنيت نحو سنة 1765 م على اسم القديس بطرس وبولس وهى كنيسة لها تسع قباب ولها ثلاثة هياكل، والكنيسة الثانية وهى عبارة عن مغارة منحوتة وحجارة جمعت من العصر الأول المسيحي مرسوم عليها هذه الحجارة مفتاح الحياه الفرعوني علامة الأونخ ويرمز إلى الصليب وأخرى منقوش عليها القربان وبعضها عبارة عن صلبان رسمت بطريقة زخرفية بديعة تدل على عظمة الفن القبطى.
* دير السيدة العذراء بالحواويش بأخميم سوهاج:
يقع هذا الدير على مسافة 4 كم شرق قرية الحواويش التى تبعد 12 كم جنوب شرق أخميم، يحيط بالدير سور مربع وتعتبر كنيسة الدير هى المبنى الرئيس بالدير وترجع غالبا للقرن 16/17 م والكنيسة تشترك مع كنائس أخميم في الطراز حيث تتكون من ثلاثة هياكل نصف دائرية تزينهما الحنيان وعلى الجانبين حجرتان عميقتان يوصلان إلى ممر خلف الهياكل يسمى الضفير وصحن الكنيسة يتوسطه أربعة أعمدة مستديرة تحمل القباب.
وأعمدة الكنيسة وقبابها مزخرفة بالطرف المحروق الملون بالأسود والأحمر تذكر الزائر بشهداء أخميم الذين ملأت دماؤهم حوائط الكنيسة عند احتفالهم بعيد الميلاد فى عهد أريانوس ودقلديانوس وجميع مبانى الكنيسة حديثة وبالكنيسة كرسى للقديس الأنبا يوساب الأبح وقد تم تعمير الدير فى نهاية عام 1979 وقد صار نموذجا للأديرة القليلة الحديثة بعد تعميره وهو من الأديرة القانونية المعترف بها وقد ورد بالميمر الذى يقرأ فى عيد صعود جسد السيدة العذراء (16 مسرى).
البوابة القبطية
أديرة العذراء مريم.. خير وبركة فى قلب مصر.. 13 ديرًا تخلد سيرة أم النور.. ارتبطت برحلة العائلة المقدسة ومئات الكتب وثقت تاريخها ومقرًا بابويًا لمئات السنين
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق