أكثر من تسعين عامًا مضت على إنشاء متحف السلاح، وتحديدًا عام 1928، حين قرر الملك فؤاد الأول إنشاء متحف يضم أهم الأسلحة التى استخدمها الجيش المصري، حيث كان محبًا للسلاح واقتناها هو وابنه الملك فاروق، وغالبًا ما تم شراؤها من مزادات، أو تلقوها كهدايا، أو ورثوها من جدهم الكبير محمد على باشا، ما جعله متحفا غاية من الثراء العسكرى والتاريخي.
ينقسم متحف الأسلحة إلى ثلاثة أقسام مختلفة، قسم للأسلحة البيضاء، وتضم مجموعات نادرة من الأسلحة البيضاء، والتى قام بتصنيعها أمهر صانعى السلاح فى العالم الإسلامى وأوروبا، ومن مختلف العصور، وثانٍ للأسلحة النارية، والذى يُعد أكبر أقسام المتحف.
يبدأ المتحف بقاعة عرض الأسلحة الخداعية، وهى مجموعة بنادق نفذت على شكل عصى يتوكأ عليها الناس، ومجموعة أخرى من السيوف والخناجر، وثالث لساحة المدافع المكشوفة، معروض بها مدافع من طرز مختلفة، بعضها صنع فى عهد محمد على باشا وخلفائه، بالإضافة إلى مدافع أخري، أوروبية وأمريكية الصنع، وتعود إلى القرنين الـ18 والـ19.
أثمن القطع المعروضة هو الخنجر الخاص بالقائد العسكرى الألماني، ويُعد خنجر رومل، القائد العسكرى الألمانى الشهير، والملقب بـ«ثعلب الصحراء»، والذى قاد قوات المحور إلى انتصارات مدوية فى شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، أحد أهم المقتنيات داخل المتحف، وكان من المفترض وضعه فى المتحف الخاص بالقائد الألماني، والموجود فى منطقة العلمين القريبة من محافظة مرسى مطروح، ولكن الملك فاروق اشترى الخنجر ووضعه فى مكانه الحالي، كما يضم المتحف المسدس الخاص بالزعيم الإيطالى موسوليني، وقد اشتراه فاروق أيضا من أحد مزادات الأسلحة بإيطاليا.
إضافة إلى ذلك، فقد تم تخصيص «13 قاعة» للسلاح بأنواعه التى يعلمها البعض والمجهولة التى لن يراها أحد سوى فى متحف السلاح، منها للأسلحة البيضاء، ومعظم القطع النادرة فى القاعة قام على صناعتها أمهر الصناع فى بلاد العالم الإسلامى ودول أوروبا خلال العصور المختلفة، وتشمل «فئوسا، وخناجر وسيوفا، وسكاكين وأدوات صيد وسيوفا مبارزة»، وما يبهر الزائر أن العديد منها مطلى بالذهب ومطعم بالجواهر الثمينة مثل الماس والعاج، والياقوت والمرجان والزمرد والفيروز.
وخصص جانب فى القاعة الأولى لمتحف السلاح، خاص بأسلحة الهجوم الدفاعية، وهى عبارة عن «دروع قديمة نادرة، وتروس خاصة بساحات القتال البدائية، والصدريات، والظهور المعدنية، والخوذات، وواقيات للأذرع والقدمين، كما يوجد قمصان من المعدن للمحاربين القدامى يستخدمها المحارب لحمايته وتعود للعصر الأيوبى والمملوكي».
أشهر السيوف بالمتحف
يضم متحف السلاح، مجموعة من أشهر السيوف الموجودة، أهمها سيف السلطان العثمانى «سليم الأول»، وسيف وخناجر خاصة بمحمد على منذ القرن الـ19، وسيوف تعود لسليمان باشا الفرنساوى ناظر الحربية فى عهد محمد على، وسيف خاص بـ«نابليون بونابرت» وسيف آخر للملكة فيكتوريا يعود للقرن الـ19، وسيوف وخناجر بأحجام وأشكال مختلفة كانت هدايا للملك «فؤاد» والملك «فاروق» من الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية، والملك محمد الخامس ملك المملكة المغربية والملك «غازي» ملك العراق، وأمير «محمد آل خليفة» أمير دولة البحرين والإمبراطور «هيلاسلاسي» إمبراطور الحبشة، كما يوجد مشهد خاص بالنصب التذكارى يعود للملك الألمانى «فريدريك» وهو يركب جواده ويحيط به عدد من الفرسان، كما يوجد بالمتحف سيف «العدل والتتويج»، والمخصص لتتويج أباطرة وقياصرة روسيا.
كما يضم المتحف سيفا آخر من الذهب الخالص أهداه له أمير الكويت الراحل عبدالله السالم الصباح بمناسبة زواجه الثانى من الملكة ناريمان ووضع بجانب السيف صورة الزفاف الملكى التى تظهر فيها ناريمان مرتدية فستانا مرصعا بالألماس والأحجار الكريمة.
الأسلحة النارية
تعد القاعة الأضخم على الإطلاق، بين قاعات متحف الأسلحة، ففى الداخل قسمت القاعة إلى قاعات فرعية، خصصت قاعة بها للأسلحة الخداعية التى تستخدم فى التمويه، وهى عبارة عن مجموعة من بنادق أو سلاح «شيش» نفذت على شكل عصى.
كما توجد أسلحة حديثة بنادق ومسدسات تعود لعصر الملكية وما بعد الجمهورية.
أبرز المقتنيات
يتميز المتحف بطابع معمارى فريد جامعا بين الطرازين التراثى والمعاصر، وهو ما يبرز من خلال ما يضمه من أسلحة ترصد مدى ما عرفته من تطور على مر القرون والعقود بداية من الأسلحة البيضاء من خناجر وسيوف ووصولا إلى الأسلحة النارية من بنادق ومسدسات، ومن أبرز المقتنيات مجموعة سيوف مهداة للملك فاروق بمناسبة زواجه أكثرها جمالا سيف من الذهب الخالص المطعم بالألماس، وهو هدية من ملك إنجلترا جورج السادس فى يوم زفاف ملك مصر من الملكة فريدة.