«شحاتة»: درجات النجاح هذا العام عبرت عن القدرات الحقيقية للطلاب
«رضا مسعد»: اختيار الكليات بحسب المجموع.. مفهوم خاطئ
«عبد الحميد»: تفعيل اختبارات القبول بجميع الكليات لمعرفة قدرات الطلاب
«مغيث»: المستقبل للكليات التطبيقية والتكنولوجية.. وانقراض للعديد من المهن التقليدية
أصبحت متطلبات سوق العمل مختلفة عما كانت عليه فى السابق، خاصة في ظل اتساع نطاق استخدام التكنولوجيا وتوغل الشبكة العنكبوتية فى الحياة العامة، ولم تعد «كليات القمة» كالطب والهندسة المنفذ الوحيد لتلبية تلك المتطلبات، لكن يظل عدم خبرة كثير من الأسر باحتياجات سوق العمل الحديث عائقا أمامهم في اختيار الطريق الأمثل لأبنائهم من خريجي الثانوية العامة.
ومن المتوقع تراجع معدلات التنسيق فى الجامعات والمعاهد خلال العام الدراسي الجديد، خاصة بعد إعلان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أن نسبة النجاح فى الثانوية العامة للعام الدراسى 2020/ 2021 بلغت 74 %، حيث إن نسبة النجاح في شعبة العلوم بلغت 76 % وشعبة الرياضيات 74 % والشعبة الأدبية 70 %، مُقارنة بنسبة نجاح 81 % للعام الماضى 2020.
وتمتلك مصر ما يزيد على ٣٠٠ مؤسسة تعليم عال تكون متاحة لالتحاق خريجى الثانوية العامة بها، عبارة عن ٢٧ جامعة حكومية، و٣٠ جامعة خاصة، و٣ جامعات تكنولوجية، و٤٤ معهدًا فنيًا متوسط، فضلًا عن ٦ جامعات باتفاقيات دولية، و٣ جامعات أهلية، و٤ مؤسسات تستضيف فروع جامعات دولية، بالإضافة لجامعة زويل وأكاديمية السادات، و١٨٩ معهدًا خاصًا.
تواصلت «البوابة» مع عدد من خبراء التربية ونظم التعليم، للوقوف على أهم الوجهات المتاحة أمام خريجى الثانوية العامة التي تؤهله لتلبية متطلبات سوق العمل فى مصر فى ظل التطور التكنولوجى.
تعبير عن قدرات الطلاب
فى البداية يوضح الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن درجات النجاح فى الثانوية العامة لهذا العامة ٢٠٢١ والتى جاءت متراجعة تُعبر عن قدرات حقيقية يمتلكها الطلاب، ولا تُعبر عن تفوق وهمي، لأنها اعتمدت على قياس الفهم والتطبيق والتحليل.
ويقول شحاتة لـ«البوابة نيوز»، إنه من المفترض أن تكون الدرجات ليست هى الحكم في دخول أو عدم دخول طالب لكلية ما، بل استناد الطالب إلى ميوله ورغبته كأساس لاختيار الكلية الجامعية، لأن ذلك يؤدى إلى نجاح الطالب وتفوقه فى هذه الكلية، ولذلك دائمًا لشيء مهم في اختيار الكليات والجامعات، وهو رغبات الأبناء نفسهم، فلا بد أن تتفق أمنيات أولياء الأمور مع رغبات وقدرات الأبناء.
ويُتابع الخبير التربوى: "سوق العمل يتطلب حاليًا امتلاك الملتحقين به لمهارات التكنولوجيا المتقدمة واللغات الأجنبية المتعددة، ولم يعد الأمر مقتصرًا على كليات الطب والهندسة وغيرهما، وهذه المهارات توفرها كثير من الجامعات خاصة الجامعات الأهلية التي تم إنشاؤها مؤخرًا، وهى جامعات دولية ولها مكانة عالمية وتمتلك برامج تعليمية متميزة، ما يُتيح لطلاب الثانوية العامة التفوق فى دراسة برامج ليست موجودة فى الجامعات الحكومية والخاصة".
واختتم شحاتة حديثه قائلًا: "مطلوب أن يكون اختيار الكلية أو الجامعة بالتشارك بين الطالب وولى بحيث يكون رأي الطالب هو الأساس، وليس العكس، ونحن في الوقت الحالي نتمتع في مصر بتوع كبير فى الكليات والجامعات التكنولوجية التى تتناسب مع متطلبات سوق العمل التي تفرض علينا دراسة برامج تعليمة جديدة، حتى أنه لا قيمة للدراسة فى كلية الطب أو الهندسة دون التمكن فى دراسة التكنولوجيا المتقدمة، ودون امتلاك القدرة على الممارسة باللغات الأجنبية".
تأهيل الطلاب لسوق العمل
من ناحيته يقول الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوى ورئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن مراحل التعليم الأولى فى مصر، الابتدائية والإعدادية والثانوية، لا تُتيح للطلاب تكوين ميول مهنية من صغره، وهو ما يدفع الغالبية العظمى من خريجي الثانوية العامة إلى الاختيار العشوائى للكليات أو فى ضوء توجيهات أولياء الأمور حتى دون رغبة من الطالب نفسه. وأوضح لـ«البوابة» أن تأهيل الطلاب فى مصر لسوق العمل يبدأ من المراحل المبكرة للتعليم، بحيث تتيح المرحلة الابتدائية اكتشاف قدرات التلميذ وتساعده على تنميتها، إلى أن يصل للمرحلة الثانوية فيكون توجه الطالب واضح.
ويستكمل: "من يكون ميوله الإنشاءات والهندسة سيتجه مباشرة بنفسه إلى كليات الهندسة، أما صاحب الميول العلمية فسيتجه إلى كليات الطب، ومن رغبته رياضية سيتجه لكلية التربية الرياضية، ومن لديه ميول فنية وموسيقية فسيتجه للمعاهد المتخصصة".
وأشار الخبير التربوى إلى أن اختيار خريجى الثانوية العامة للكليات حاليًا يحكمه مجموع الطالب ورغبة ولى الأمر، وهو أسلوب خاطئ للاختيار، موضحًا: "يجب أن يكون اختيار الكلية فى ضوء الميول المهنية والاهتمامات والقدرات للطالب مُنذ الصغر، ولكن لأن المدرسة لا تهتم بهذا الجانب سيكون الحسم فى البيوت بناءً على المجموع ورغبة الأهل".
وطالب "مسعد"، بضرورة توفير أنشطة للتلاميذ بداية من المرحلة الابتدائية مرورًا بالمرحلة الإعدادية وصولًا بالثانوية العامة، بهدف تنمية قدرات الطلاب التي من شأنها تحديد مصير الطالب مستقبلًا، منوهًا بأن الأسر المصرية يقع على عاتقها تأهيل الطالب ومتابعته مُنذ الصغر لمعرفة اهتماماته، وهو ما يسهل عملية اختيار الكلية المناسبة له، وليس فرضها على الطالب دون رغبة منه.
اختبارات القبول داخل الجامعات
بدوره، يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، إنه هناك اختبارات للقبول داخل الكليات المختلفة قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة، وهذا يعنى أن المسئولين أرادوا إجراء هذه الاختبارات للطلاب كي يعرفون قدراتهم ومهاراتهم الدراسية وفى سوق العمل فيما بعد.
ويلفت عبد الحميد، إلى أن اختبارات القبول داخل الجامعات أمر مفعل في مختلف الجامعات على مستوى العالم، وهي أمر ضرورى جدًا للطلاب، كى لا يضع "شماعة" فشله على إجباره على دخول الكلية بسبب مجموعه فى الثانوية العامة من خلال مكتب التنسيق، فإن هذه الاختبارات تتم في الكليات العسكرية والفنية وكليات الفنون الجميلة، والتى تراعي أنه هناك الحد الأدنى للمجموع وميول وقدرات الطالب بشأن الدراسة داخل الجامعة قبل الالتحاق بتلك الكليات.
ويواصل لـ«البوابة»، أن قدرات وميول الطالب تُقاس بأكثر من طريقة، وأن المجموع ليس مؤشرا مفيدا لقياس القدرات الخاصة بطلاب الثانوية العامة، ولكن الأهم هى اختبارات القبول داخل الكليات المختلفة على مستوى الجمهورية، والتي تحدد عما إذا كان الطالب يصلح وتتوافق قدراته الذهنية والفكرية والعملية مع الكلية أم لا.
ويؤكد عبد الحميد، أن الطالب هو الذى سيخوض التجربة ويدرس داخل الكلية التى اختارها وفقًا لقدراته ومن ثم ستؤهله لسوق العمل فى مختلف المجالات، مشددًا على ضرورة تعليم الأطفال الحرية منذ الصغر، وكونها مسئولية كبيرة ولابد أن يتحملوا نتيجة اختياراتهم، وفيما يخص الكليات العلمية، فهناك أعداد معينة للدخول لهذه الكليات مثل الطب والهندسة والصيدلة.
اكتشاف ميول وشغف الطلاب
كما يؤكد الدكتور على عبد الراضى، استشاري العلاج والتأهيل النفسى، أن طلاب الثانوية العامة عليهم اختيار الكلية التى يرغبون الدخول إليها وفقًا لقدراتهم وإمكانياتهم، وأن يرى نفسه داخل هذه الكلية ويحقق طموحاته من خلال الدراسة بها، فإن كل كلية تشمل مجموعة من التخصصات التي تتناسب مع قدرات الطلاب المختلفة.
ولفت استشارى العلاج والتأهيل النفسي إلى أن الطلاب بحاجة إلى اكتشاف احتياجاتهم وشغفهم فى الدراسة وسوق العمل بعد ذلك، ونوعية الدراسة التى يرغبون فى دراستها بالجامعة، والتى تناسب مهاراته الموجودة، والمهارات التي يحتاج لتعلمها داخل الكلية كى يستطيع تلبية احتياجاته الدراسية.
ويستكمل عبد الراضي لـ«البوابة»، أن خريجى الثانوية العامة عليهم اختيار طموحهم وشغفهم، والتفكير فى المستقبل وما تحققه الكلية لهم مستقبلًا، والاستفادة من هذه الدراسة فى مجال سوق العمل.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، إن العديد من الطلاب يتجهون لاختيار يختارون الكلية التى يدخلونها من دون النظر إذا كانت هذه الكلية ستكون سببا فى إيجاد فرصة عمل فى المستقبل أم لا، لذلك نجد أن نسبة البطالة زادت بصورة مبالغ فيها في الفترة.
ويؤكد مغيث لـ«البوابة»، أن السبب الرئيسى في ذلك أن معظم الطلاب الذين تخرجوا من تلك الكليات كانوا طلابًا فى كليات ليست مطلوبة فى سوق العمل، لذلك يجب أن يكون هناك بحث جيد من قبل الطلاب وأولياء الأمور لاختيار كليات مطلوبة فى سوق العمل لأن معظم المهن الموجودة فى الوقت الحالى ستنقرض ويكون هناك نظام جديد للتعليم موضحًا أن العمل فى الفترة القادمة سيعتمد بشكل كبير على الكمبيوتر أو الروبوت لذلك لا بد من البحث عن كليات تستخدم تلك التكنولوجيا مثل كلية الحاسبات والمعلومات وقسم أمن المعلومات بكلية حاسبات ومعلومات.
انخفاض التنسيق
فيما يقول الدكتور كمال عبيد، الخبير التعليمى، إن التعليم يختلف كليًا وجزئيًا عن الفترة الماضية لأسباب عديدة سواء كان بسبب نظام التعليم فى الفترة الحالية أو بسبب عدم أقبال جزء كبير على التعليم بسبب عدم وجود فرص عمل لخريجى الجامعات.
وتابع عبيد لـ«البوابة نيوز»: "لذلك أقول لأولياء أمور خريجى الثانوية العامة إنه يجب عليهم عدم الاعتماد على الكليات التقليدية مثل كليات التجارة والحقوق وغيرها من الكليات التى لا يوجد له فرص عمل في الوقت الحالي"، مشيرًا إلى أن تلك الكليات مجرد وسيلة للحصول على شهادة تمنح صاحبها وجاهة اجتماعية فقط لا غير، بل يجب أن يكون هناك عناية من قبل أولياء الأمور بأبنائهم بالبحث عن كليات مطلوبة في سوق العمل فى الوقت الحالى، مؤكدًا أن الكليات المطلوبة في سوق العمل حاليًا كليات الحاسبات والمعلومات وكليات الذكاء الاصطناعى.
وأضاف عبيد، أن نسب القبول بالجامعات والمعاهد الحكومية ستختلف كثيرًا هذا العام عن العام الماضى، موضحًا أنه من المتوقع أن ينخفض التنسيق هذا العام بمعدل يتراوح بين ٣ إلى ٥٪، وذلك طبقًا لنتاج هذا العام.
كليات وتخصصات تتناسب مع سوق العمل
بعيدًا عن كليات القمة، ترشح «البوابة نيوز» لخريجى الثانوية العامة عددا من الكليات التي تقدم مناهج دراسية تُناسب سوق العمل بجانب كليات التربية الرياضية "بنين وبنات"، والفنون الجميلة "فنون وعمارة"، وكلية التربية الفنية، وشعبة التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية وهى كالتالى:
كلية علوم ذوى الاحتياجات الخاصة والتأهيل بجامعتى بنى سويف والزقازيق، كلية الثروة السمكية بجامعات قناة السويس وأسوان وكفرالشيخ، كلية الذكاء الاصطناعى بجامعات القاهرة وكفر الشيخ وسوهاج، قسم علوم الصحة الرياضية بكلية التربية الرياضية، كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بنى سويف.
وكذلك، معهد النباتات الطبية والعطرية فى جامعة بنى سويف، معهد دراسات وبحوث تكنولوجيا السكر، قسم الإعلام الأفريقى بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، برنامج التكنولوجيا الحيوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، برنامج الترجمة التخصصية من وإلى الألمانية بآداب القاهرة "ساعات معتمدة"، برنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها بآداب القاهرة.
وأيضا، كلية تكنولوجيا وصناعة الطاقة بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، كلية تكنولوجيا وصناعة الطاقة بجامعة الدلتا، كلية الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان، كلية التعليم الصناعى.
كما يأتي ضمن الترشيحات، برنامج جورجيا بكلية التجارة جامعة القاهرة "ساعات معتمدة بمصروفات"، معهد المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجامعة بنى سويف، معهد الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة المنصورة، كلية رياض الأطفال، معهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية، المعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، كلية التكنولوجيا والتنمية بجامعة الزقازيق، كليات ومعاهد التمريض المختلفة، مركز بحوث ودراسة التنمية الريفية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، كلية الهندسة الإلكترونية بمنوف، كلية العلوم التطبيقية بجامعة المنوفية، معهد دول حوض النيل بجامعة الفيوم.
كليات وبرامج «الجامعات التكنولوجية» فى مصر
ترشح «البوابة نيوز» عددا من الكليات التكنولوجية التى تم إنشاؤها وفقًا لقانون رقم 72 لسنة 2019، وتُتيح للطلاب الملتحقين بها الحصول على البكالوريوس، والالتحاق بسوق العمل فى المهن التكنولوجية، مثل "كبير تكنولوجيين أو مساعد مهندس"
جامعة القاهرة التكنولوجية الجديدة
كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، تضم برامج "تكنولوجيا المعلومات والطاقة الجديدة والمتجددة – الأوتوترونكس- الميكاترونكس - تكنولوجيا الأطراف الصناعية - تكنولوجيا الغاز والبترول".
جامعة الدلتا التكنولوجية
كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بقويسنا، تضم برامج: «الأوتوترونكس - تكنولوجيا المعلومات «الميكاترونكس».
جامعة بنى سويف التكنولوجية
الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة، تضم برامج: «الميكاترونكس».