تحتفل الهيئة العامة لقصور الثقافة اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد أنيس منصور الكاتب الصحفي والفيلسوف وأديب مصري، ولد في مثل هذا اليوم 18 أغسطس من عام 1924، بمحافظة الدقهلية.
حفظ منصور القرآن صغيرا بكتّاب القرية وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1947. عمل مدرسا للفلسفة الحديثة بكلية الآداب جامعة عين شمس فترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم والأهرام، وترأس تحرير عدة إصدارات، إلى أن أسس مجلة أكتوبر سنة 1976، كما شغل رئيس مجلس إدارة دار المعارف من العام نفسه حتى عام 1984.
تأثر منصور كثيرًا بالعقاد، وانتظم في حضور صالونه الأسبوعي، وسجل هذه الذكريات في كتابه "في صالون العقاد كانت لنا أيام".
وقد ألّف منصور أكثر من ثلاث عشرة مسرحية من أروع المسرحيات العربية وعرض منها الكثير على خشبة المسرح القومي.رافق السادات في زيارته للقدس عام 1977، وسافر إلى الكثير من بلدان العالم، وألف عدة كتب في "الرحلات" ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها: "حول العالم في 200 يوم"، "اليمن ذلك المجهول"، "أنت في اليابان وبلاد أخرى"، "بلاد الله لخلق الله".
واتقن منصور عدد من اللغات الاجنبية التي اعطته الفرصة من الاطلاع على ثقافات مختلفة ومتنوعة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، حيث ترجم أكثر من تسع مسرحيات بلغات مختلفة، وحوالي خمس روايات، ونحو اثني عشر كتابًا لأعظم فلاسفة أوروبا، كما ترجم كتاب "الخالدون مئة".
ومن مؤلفات انيس منصور : "عاشـوا في حياتي"، "دعوة للابتسام"، "الكبار يضحكون أيضًا"، "الذين هبطوا من السماء"، "الذين عادوا إلى السماء"، "يوم بيوم"، "الحائط والدموع"، "كل شيء نسبي"، "أعجب الرحلات في التاريخ"، "أرواح وأشباح"، "شبابنا الحيران"، "الوجودية"، "على رقاب العباد"، "ذلك المجهول"، "اقرأ أي شيء"، "عزيزى فلان"، "تكلم حتى أراك"، "لأول مرة"، "معنى الكلام"، "لعنة الفراعنة".. وغيرها الكثير من المؤلفات.
وتحولت بعض أعماله إلى مسلسلات درامية منها: "من الذي لا يحب فاطمة"، "حقنة بنج"، "اتنين.. اتنين"، "عريس لفاطمة"، "غاضبون وغاضبات"، "هي وغيرها"، "هي وعشاقها"، "القلب بدأ يدق"، "العبقري".
وحصل أنيس منصور على جوائز عدة خلال مسيرته منها: "جائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري"، "جائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي"، "الجائزة التشجيعية" من مجلس رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963، "جائزة الدولة التقديرية" في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1981، أيضا حصل على "جائزة مبارك في الآداب" من المجلس الأعلى للثقافة عام 2001، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وشُيّد تمثال تقديرًا له في المنصورة بشارع الجمهورية.
رحل عن عالمنا في 21 أكتوبر عام 2011 بعد عقود قضاها كاتبًا وصحفيًّا وأديبًّا، أثرى بها الحياة الأدبية بالكثير من الإصدارات الأدبية والفلسفية والصحفية، جعلت منه علامة لا تنسى في تاريخ الثقافة العربية.
وقد تم نشر بعض الأعمال المترجمة للراحل أنيس منصور ضمن سلسلة "روائع المسرح العالمي" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهي: "أمير الأراضي البور" تأليف ماكس فريش، "هي وعشاقها" تأليف فريدريش درينمات.