مآسي عديدة وحوادث ومحاولات للانتحار تتكرر سنويًا مع ظهور نتيجة الثانوية العامة، وسقوط بعض الطلاب أو حصولهم على درجات منخفضة لا تتناسب مع طموحاتهم وآمال أسرهم للدخول إلى الكليات التي يطمحون إليها، فبعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، أمس، والتي كانت صادمة وغير متوقعة لبعض الطلاب والأسر، أقدم بعض الطلاب على الانتحار بسبب سقوطهم في الامتحانات، حيث وقعت العديد من الحوادث في أقل من 24 ساعة.
وترصد «البوابة نيوز»، خلال التقرير التالي بعض حوادث الانتحار التي وقعت أمس بسبب نتيجة الثانوية العامة على مستوى محافظات الجمهورية، كالتالي:
انتحار طالب ثانوية عامة شنقا في قنا
عاش مركز «أبو تشت» بمحافظة قنا مأساة إنسانية، عندما أقدم الطالب «عبد الله. ع»، 18 سنة، على الانتحار شنقًا داخل منزله فور علمه برسوبه في الثانوية العامة، وحاولت أسرته إنقاذه ونقله إلى المستشفى إلا أنه قد فارق الحياة وتم إخطار النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية لدفن الجثة.
قفز طالبة بالثانوية العامة من الطالب السادس في المنوفية
ألقت طالبة بنفسها من الطالب السادس في مدينة سرس الليان، بمحافظة المنوفية، فور إعلان نتيجة الثانوية العامة، وعلمها ورسوبها في أكثر من مادة، وجرى نقلها سريعًا إلى المستشفى، إلا أن إصابتها الخطيرة أودت بحياتها، بعدما تعرضت لكسر في قاع الجمجمة، ونزيف داخلي، ولفظت أنفاسها الأخيرة بالمستشفى، وسط حالة من الحزن الشديد خيمت على أفراد أسرتها، وتوافد العشرات من الأهالي إلى المستشفى حزنًا عليها.
وفي المنوفية أيضًا في «سرس الليان»، لم تتحمل طالبة أخرى خبر رسوبها، ولم تجد أمامها سوى كمية من العقاقير الطبية، فتناولتها جميعها، وجرى نقلها إلى مركز السموم، لإنقاذ حياتها.
سقوط طالبة من الدور الخامس في القليوبية بعد النتيجة
ولقيت «ك. ن.»، طالبة في الثانوية العامة مصرعها في منطقة «بيجام» بشبرا الخيمة، في محافظة القليوبية، إثر سقوطها من الدور الخامس بمنزل أسرتها، وبينما أكد والدها وشقيقتها أنها كانت تقوم بنشر الغسيل وسقطت أثناء ذلك، ونفوا أن تكون قد أقدمت على الانتحار، بسبب نتيجة الثانوية العامة، إلا أن بعض الأهالي وأصدقائها أكدوا، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، أنها أقدمت على الانتحار لرسوبها في بعض المواد.
وتعليقا على هذه الحوداث يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إنه هناك ضغط نفسي كبير على الطلاب من قبل الأسر بسبب الثانوية العامة والنتيجة، تفاديًا لسقوط أبنائهم وفضيحتهم أمام الأقارب والأصدقاء والجيران، دون الالتفات إلى الضغط النفسي الذي يتم تشكيله على الطلاب، والتي تدفعهم إلى الانتحار بعد ظهور النتيجة في كل عام، مشيرًا إلى أن هذه الفئة من المراهقين في عمر الـ 18 عامًا ويعانون من عدم الاتزان وضغط نفسي كبير، وتكون حوادث الانتحار متوقعة بسبب الضغط النفسي عليهم من كافة الاتجاهات.
وأضاف صادق، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن طلاب الثانوية العامة يعانون من الضغوط النفسية سواء من انتظار إعلان النتيجة والمرور قبلها بالامتحانات والقلق الطبيعي منها، والضغط عليهم من الأسر، موضحًا أن الأزمة لا تكمن في التنسيق وخفض نسبته للتناسب مع درجات نجاح طلاب الثانوية العامة، مشددًا على الأسر ضرورة التعامل مع الثانوية العامة باعتبارها أمر طبيعي وبمنتهى البساطة لإنهاء الضغط النفسي على الطلاب.
ويضيف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أنه يوجد بين المراهقين فئة تسمى بـ"العُصابين" يعانون من الاضطراب والقلق من الأزمات التي يتعرضون لها، والتي قد تصل إلى مشاكل صحية مختلفة نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها، موضحًا أنه عند ظهور نتيجة الثانوية العامة يواجه العُصابين النتيجة ورسوبهم بمفردهم، ويتلاشى الأهالى أنهم من هذه الفئة، التي تجعلهم لا يفكرون سوى في الانتحار فقط.
ويوضح فرويز، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن فئة العُصابين في حالة الأزمات والمشكلات التي يواجهونها ينهرون سريعًا، وتخطر على تفكيرهم وذهنهم فكرة واحدة فقط، وهي الانتحار، وهذا مع حدث في حالات الانتحار التي وقعت في أقل من 24 ساعة، لافتًا إلى أن هذه الفئة لا تتواجد سوى في المراهقين فقط، مطالبًا الآباء والأسر باحتواء أبنائهم، وخاصةً من فئة العٌصابين وعلاج أزماتهم نفسيًا.