فتح الشاب هشام زكي عينيه على الدنيا ليجد نفسه فى أسرة بسيطة الحال، فالأب عامل بسيط والأم ربة منزل، لا مكان للرفاهية بينهما، كل ما يسعون إليه هو توفير متطلبات الحياة اليومية فقط، الأمر الذي جعله يرتدي ثوب الرجال منذ صغره، ليسلك طريق الحلال بقصد مساعدة أسرته محدودة الدخل على الحياة القاسية.
مع الضوء الأول للشمس معلنة عن نهار جديد، كان يخرج "هشام زكي" للبحث عن الرزق، يجوب الشوارع والميادين أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء محملا بـ"بشاير الخير"، لتوفير متطلبات أسرته وشراء علاج والده المريض من خلال عمله كسائق على مركبة "توكتوك"،وما يتبقى يدفع به لوالدته لمساعدتها فى توفير شؤون الحياة.
مع مرور الأيام اشتد ساعد الصغير، وبسبب ضيق العيش قرر الشاب مغادره قريته الكائنه بمحافظة المنيا، والسفر نحو قاهرة المعز طامحا في الحصول علي فرصة عمل تدر عليه مبلغ مالي يكفي احتياجات أسرته، واستقر به الحال داخل منطقة المقطم، وراح يبحث عن عمل مناسب له، فلم يجد سوي عمله القديم في انتظاره مرة أخري، حيث نجح الشاب في شراء مركبة "توك توك" بالتقسيط للعمل عليها وجرت الأمور طبيعية، لا يشغل باله سوي كسب المال الحلال، لكنه لم يدر أن الراكضين خلف لقمة العيش أحيانًا يدفعون حياتهم ثمنًا في سبيل الحصول عليها، وهو ما حدث معه بالفعل، إذ استدرجه عاطل بحجة توصيله لأحد الأماكن، وقبل أن يصل به إلى المكان الوهمى الذى أرشده إليه، تعدي عليه بالضرب بـ"سلاح أبيض"، ثم ألقي جثته على جانب الطريق، واستولي على «"التوك توك"، وفر هارباً.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى قسم شرطة المقطم بلاغا من الأهالى وجود قتيل بأحد شوارع القسم بالانتقال، وبالفحص تبين وجود جثة سائق «توك توك» – مقيم بدائرة القسم، وبها إصابات عبارة عن «جرح بالرقبة»، وبسؤال شقيقه «عامل – مقيم بذات العنوان» قرر بخروج شقيقه المتوفي للعمل على مركبة «التوك توك» ملكه وعدم عودته، ولم يشتبه في أحد بارتكاب الواقعة.
و تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من تحديد مرتكب الواقعة «عامل - مقيم بدائرة مركز شرطة الخانكة بالقليوبية».
وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه، وكذا ضبط مركبة «التوك توك» المستولى عليه وتبين قيامه بتغيير معالم المركبة، وبمناقشته اعترف بارتكاب الواقعة وسرقة المركبة للعمل عليها وبالعرض علي النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات