"الناجح ناجح في حياته.. والثانوية العامة ليست آخر المطاف".. فكم من طالب حطم الأرقام القياسية في مجموع الثانوية العامة لكنه فشل في الكلية التي التحق بها..! وكم من طالب لم يحقق مجموعا كبيرا، لكنه تفوق في الكلية التي التحق بها، وصار بعد ذلك عظيمًا يتمنى من يراه أن يسلم عليه..!
من هنا جاءت تعليقات أعضاء مجلس النواب على الثانوية العامة، مؤكدين أنها انطلاقة جديدة في الحياة العلمية، مطالبين بتصحيح المفاهيم المغلوطة، وعدم الانسياق وراء العادات القديمة التي من شأنها النظر للحاصلين على درجات منخفضة نظرة الفشل.
تصحيح المفاهيم المغلوطة
يقول النائب عادل عامر، عضو مجلس النواب، إن ملف الثانوية العامة يحتاج لإعادة نظر من الناحية الفكرية حكومةً وشعبًا، ويجب أن يكون الأمر أهون من ذلك.
واستنكر "عامر" في تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز"، القلق الذي ينتاب المنازل والأسر، مطالبًا بتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي يأتي في مقدمتها أن من لم يحصل على مجموع فوق الـ90% يعني بالنسبة له نهاية العالم، وتابع: "من خلال ممارسة الحياة، ومعايشتنا للمناخ التعليمي في مصر.. يظل الإنسان مهارات وقدرات وتأهيل ذاتي، وعلى الفرد أن يعمل على نفسه دائمًا ويطور من قدراته".
وأوضح أن التعليم يعني رفع قدرات ومهارات الإنسان، وهناك مثل شهير يقول: "يموت المعلم ولا يتعلم"، والإنسان كل يوم يتعلم، ويثقل نفسه، ويرتقي بمهاراته وقدراته، ويستطيع بجهده وعرقه أن يصنع نفسه وينجح ويتقدم".
وأكمل النائب: "العقاد لم يكن من أوائل الثانوية العامة، لكننا نرى الآن رسائل دكتوراه في علم العقاد، وكذلك بيل جيتس الذي لم يكن من حملة المؤهلات العليا، وها هو الآن من أثرى أثرياء العالم، ويمتلك مؤسسة عملاقة في عالم التكنولوجيا والبرمجيات".
وأردف: "هذه نماذج تجعلنا جميعًا لا نصاب بالإحباط ولا اليأس، ولا نتوقف عند أي نتائج، والإنسان قادر بعرقه وكفاحه أن يحقق ما يريد".
الثانوية العامة ليست آخر المطاف
و وصفت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب، انخفاض درجات الثانوية العامة هذا العام بالإيجابية، وذلك لوصول التنسيق لمستحقيه، موضحةً أنه ليس من الضروري أن يحصل الطالب علي درجات عالية حتى يلتحق بكليات القمة، فمن الممكن أن تكون لديه القدرات المهارية العالية التي تؤهله لدخول هذه الكليات، وإحداث نتائج أفضل من غيره الذي حصل علي درجات عالية.
وأكدت "محروس" في تصريح خاص، لـ"البوابة نيوز"، أن الثانوية العامة ليست آخر المطاف للطلاب، ولكنها انطلاقة جديدة في الحياة العلمية في مجال البحث العلمي، فيمكن الاجتهاد وبذل قصارى الجهد في الكليات والوصول لأعلى الدرجات العلمية لعلو المكانة والنهوض بالوطن، مطالبةً أولياء الأمور بعدم الانسياق وراء العادات القديمة التي من شأنها النظر للحاصلين على درجات منخفضة نظرة الفشل، ولكن عليهم دب روح الأمل وبث التفاؤل في وجوههم، وطمأنتهم لخلق جو يساعد على النجاح والارتقاء.
التمسك بالحلم والابتعاد عن المحبطين
في نفس السياق، قال النائب عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن طلاب الثانوية العامة نجحوا في التعلم بشكلٍ حديث عن طريق العديد من المصادر الرقمية، بعيدًا عن الحفظ والتلقين، وأبلوا بلاءً حسنا في أول اختبارات حقيقية لمستويات الفهم والتطبيق والتحليل، معربًا عن سعادته البالغة بنجاح الطلاب، لاسيما في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وتحديهم المستحيل لتحقيق آمالهم وطموحاتهم، وللمشاركة البناءة في بناء هذا الوطن العظيم.
وأوضح رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، في تصريحات صحفية له اليوم، أن التعليم شيء، والثقافة شيء، وطموحات الإنسان وأمنياته في الحياة شيء آخر مختلف، موجها النصح لجميع طلاب الثانوية بأن يكون النجاح بمثابة القاسم الوحيد والمشترك، وهدفهم الأساسي والرئيسي في مراحل حياتهم القادمة، والذي لا يرتبط أبدًا بمجموع أو بشهادة جامعية، مع ضرورة التمسك بالحلم والابتعاد عن المحبطين والفاشلين أعداء النجاح.