على مدار سنوات ثلاث، أجرت حكومة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مفاوضات مع حركة طالبان، احتضنتها العاصمة القطرية قطر، أسفرت عن اتفاق وقعه الطرفان في في التاسع والعشرين من فبراير عام 2020م.
مايكل ريتشارد بومبيو، وزير الخارجية السابق في حكومة دونالد ترامب الجمهورية، وقع الاتفاقية على رأس الوفد الأمريكي، ورغم اختلاف إدارة ترامب الجمهورية وبايدن الديمقراطية في الرؤى الخارجية المتباين، إلا أن الاتفاق الذي وقعه الجمهوريين، مرره الديمقراطيين، ونفذوه حرفيًا ليتوج بسقوط العاصمة كابول في يد طالبان، وهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي هُمش بشكل رئيسي رغم مخالفة ذلك للاتفاقية.
سقوط كابول بيد طالبان، لم يكن مفاجأة، كان تحصيل حاصل لتوقيع اتفاقية السلام بين الولايات المتحدة، وبين طالبان، وكان بداية لسقوط أفغانستان بشكل كامل.
البنود الخمسة
تضمن الاتفاق خمسة بنود أساسية تعهدت الولايات المتحدة بتطبيقها - وقد حدث بشكل ما-:
- انسحاب جميع القوات الأجنبية (الأمريكية وغيرها) من أفغانستان في غضون 14 شهرًا.
- تخفض الولايات المتحدة قواتها في أفغانستان إلى 8600 في غضون 135 يومًا بدءًا من تاريخ توقيع الاتفاق.
- تسحب الولايات المتحدة والتحالف قواتهم من 5 قواعد عسكرية في غضون 135 يومًا.
- ألغاء العقوبات الأمريكية عن أفراد طالبان بحلول 27 أغسطس 2020م.
- إطلاق سراح إلى 5 آلاف سجين من طالبان، وألف من سجناء الطرف الآخر بحلول 10 مارس 2020م.
في المقابل فإن تعهدات طالبان لم تتجاوز ضمانات أمنية للولايات المتحدة الأمريكية، وإضافة لعقد محادثات سلام مع حكومة الرئيس أشرف غني- الأمر الذي لم يحدث-.
نص اتفاقية السقوط
وجاء نص اتفاق السلام بين طالبان والولايات المتحدة كالتالي:
اتفاق إحلال السلام في أفغانستان بين إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة ومعروفة باسم طالبان، والولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 29 فبراير 2020، الذي يوافق 5 رجب 1441 بالتقويم الهجري القمري و10 حوت 1398 بالتقويم الهجري الشمسي - تقويم يعمل به الأفغان والباكستانيون والإيرانيون وضعه العالم الفارسي عمر الخيام بمساعدة سبعة من علماء الفلك-.
يتضمن اتفاق السلام الشامل 4 أجزاء:
- ضمانات وآليات تنفيذ تمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعة أو فرد ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
- ضمانات وآليات تنفيذ وإعلان جدول زمني لانسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان
- بعد الإعلان عن ضمانات الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية، والجدول الزمني بحضور الشهود الدوليين، والضمانات والإعلان بحضور الشهود الدوليين أن التراب الأفغاني لن يتم استخدامه ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها، ستبدأ إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان، المفاوضات بين الأفغان مع الأطراف الأفغانية بتاريخ 10 مارس 2020، الذي يوافق 15 رجب 1441 بالتقويم الهجري القمري و20 حوت بالتوقيت الهجري الشمسي.
- سيكون وقف دائم وشامل لإطلاق النار بندًا على جدول أعمال الحوار والمفاوضات بين الأفغان. وسيبحث المشاركون بالمفاوضات الأفغانية موعد وشكل وقف إطلاق نار دائم وشامل، بما في ذلك آليات التنفيذ المشتركة التي سيعلن عنها مع الانتهاء والاتفاق على مستقبل الخارطة السياسية لأفغانستان.
الأجزاء الأربعة مترابطة وسيتم تنفيذ كل جزء منها وفقا للجدول الزمني المتفق عليه والشروط المتفق عليها. والاتفاق على الجزئين الأوليين يمهدان الطريق للجزئين الآخرين.
يلي ذلك نص الاتفاقية الخاصة بتنفيذ الجزأين الأول والثاني
يتفق كلا الطرفين على أن هذين الجزأين مترابطان. وتنطبق التزامات إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان في هذا الاتفاق على المناطق الخاضعة لسيطرتها لحين تشكيل الحكومة الإسلامية الأفغانية الجديدة ما بعد التسوية على النحو الذي يحدده الحوار والمفاوضات بين الأفغان.
الجزء الأول:
الولايات المتحدة ملتزمة بسحب جميع القوات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في التحالف، بما في ذلك جميع الأفراد المدنيين غير الدبلوماسيين، والمتعاقدين الأمنيين الخاصين، والمدربين والمستشارين وموظفي خدمات الدعم، من أفغانستان، في عضون 14 شهرا بعد إعلان هذا الاتفاق، وستتخذ الإجراءات التالية في هذا الخصوص:
- الولايات المتحدة وحلفاؤها والتحالف ستتخذ الإجراءات التالية في الأيام الـ135 الأولى:
- سيخفضون عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 8 آلاف و600، وسينخفض بشكل متكافئ عدد قوات حلفائها والتحالف.
- ستسحب الولايات المتحدة وحلفاؤها والتحالف جميع قواتهم من 5 قواعد عسكرية.
- مع الالتزام والعمل على تعهدات إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف الولايات المتحدة بها كدولة ستنفذ الولايات المتحدة وحلفاؤها والتحالف في الجزء الثاني من هذه الاتفاقية التالي:
- ستكمل الولايات المتحدة وحلفاؤها والتحالف سحب جميع القوات المتبقية من أفغانستان في غضون الشهور التسعة والنصف المتبقية.
- ستسحب الولايات المتحدة وحلفاؤها والتحالف جميع قواتهم من القواعد المتبقية.
ج- الولايات المتحدة ملتزمة ببدء العمل بشكل فوري مع جميع الأطراف المعنية على خطة لإطلاق سراح السجناء السياسيين والمقاتلين كتدبير لبناء الثقة بالتنسيق والموافقة مع جميع الأطراف المعنية.
سيُطلق سراح ما يصل إلى 5 آلاف سجين من إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف الولايات المتحدة بها كدولة والمعروفة باسم طالبان، وما يصل إلى ألف من سجناء الطرف الآخر بحلول 10 مارس / آذار 2020، في أول أيام المفاوضات الأفغانية، ويوافق ذلك 15 رجب 1441 بالتقويم الهجري القمري، و20 حوت 1398 بالتقويم الهجري الشمسي.
وتهدف الأطراف المعنية للإفراج عن بقية السجناء على مدار الأشهر الثلاثة التالية. وتلتزم الولايات المتحدة بإكمال هذا الهدف.
كذلك تلتزم إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة بأن سجناءها المفرج عنهم سيكونون ملتزمين بالمسؤوليات المذكورة في هذه الاتفاقية حتى لا يشكلوا تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.
د- مع بدء المفاوضات بين الأفغان، ستبدأ الولايات المتحدة بمراجعة إدارية للعقوبات الأمريكية الحالية وقائمة المكافآت ضد أفراد إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان بهدف إزالة هذه العقوبات بحلول 27 أغسطس 2020م، والذي يتوافق مع 8 محرم 1442 على التقويم الهجري القمري، و6 ساونبولا 1399 على التقويم الهجري الشمسي.
هـ- مع بدء المفاوضات بين الأفغان، ستبدأ الولايات المتحدة بالتواصل الدبلوماسي مع الأعضاء الآخرين بمجلس الأمن الدولي وأفغانستان لإزالة أفراد إمارة أفغانستان الإسلامية التي تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان من قائمة العقوبات بهدف تحقيق ذلك بحلول 29 مايو 2020م، الذي يوافق 6 شوال 1441 بالتقويم الهجري القمري، و9 جاوزا 1399 بالتقويم الهجري الشمسي.
و- ستمتنع الولايات المتحدة وحلفاؤها عن التهديد او استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية او الاستقلال السياسي لأفغانستان أو التدخل في شؤونها الداخلية.
الجزء الثاني:
بالتزامن مع الإعلان عن هذه الاتفاقية، ستتخذ إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان الخطوات التالية لمنع أي جماعة أو فرد، بما في ذلك القاعدة، من استخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها:
- لن تسمح إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان أيا من أفرادها أو أفراد الجماعات الأخرى، بما فيها القاعدة باستخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
- سترسل إمارة أفغانستان الإسلامية التي تعترف الولايات المتحدة بها كدولة والمعروفة باسم طالبان، رسالة واضحة بأن أولئك الذين يشكلون تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها ليس لهم مكان في أفغانستان وستصدر تعليمات لأفرادها بألا يتعاونوا مع الجماعات أو الأفراد الذين يهددون أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
- ستمنع إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف الولايات المتحدة بها والمعروفة باسم طالبان أي جماعة أو فرد في أفغانستان من تهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها وستمنعهم أيضا من تجنيدهم وتدريبهم وتمويلهم ولن تستضيفهم وفقا للتعهدات الواردة في الاتفاقية.
- إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف الولايات المتحدة بها والمعروفة باسم طالبان ملتزمة بالتعامل مع طالبي اللجوء أو الإقامة في أفغانستان وفقا لقانون الهجرة الدولي والتعهدات الواردة في هذه الاتفاقية حتى لا يشكل هكذا أشخاص تهديدا على أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
- لن تمنح إمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف الولايات المتحدة بها والمعروفة باسم طالبان تأشيرات سفر، أو جوازات سفر، أو تصاريح سفر أو أي من الوثائق القانونية الأخرى لأولئك الذين يشكلون تهديدا على أمن الولايات المتحدة وحلفائها للدخول إلى أفغانستان.
الجزء الثالث:
ستطلب الولايات المتحدة إقرار واعتراف مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة بهذه الاتفاقية.
الولايات المتحدة وإمارة أفغانستان الإسلامية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان يسعيان لعلاقات إيجابية مع بعضهما ويتوقعان أن تكون العلاقات بين الولايات المتحدة والحكومة الإسلامية الأفغانية الجديدة بعد التسوية التي يحددها الحوار والمفاوضات بين الأفغان إيجابية.
ستسعى الولايات المتحدة إلى التعاون الاقتصادي من أجل إعادة الإعمار مع الحكومة الإسلامية الأفغانية الجديدة ما بعد التسوية التي يحددها الحوار والمفاوضات بين الأفغان، ولن تتدخل في شؤونها الداخلية.
تم التوقيع في الدوحة بقطر، بتاريخ 29 فبراير 2020، والذي يوافق 5 رجب 1441، على التقويم الهجري القمري، و10 حوت 1398 على التقويم الهجري الشمسي، باللغات الباشتو والداري والإنجليزية.