قال الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي، بجامعة الزقازيق، إن الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل على إعادة رسم خريطة الجماعات الإرهابية في العالم، وتهيئة أماكن تمركزها ومآلات تأثيرها على الأمن الدولي، لصالح أهداف واشنطن.
وأيد العفيفي، الآراء التي تشير إلى وجود صفقة عقدتها الولايات المتحدة، مع طالبان، وأيضا مع عدد من دول العالم، بحيث يتم السماح لحركة طالبان بالسيطرة على أفغانستان، وتجربة وجود دولة أصولية تشبه إيران، في تلك المنطقة من العالم.
وحول أسباب هذه الصفقة قال العفيفي: "هذه الصفقة تحقق عددا من الأهداف للولايات المتحدة، أولا أن ستكشف عن حقيقة حركة طالبان، وفكرها المتطرفة، وأنها لن تستطيع أن تصبح دولة، كما أنه تفتح الباب إلى مواجهة مفتوحة بين الحركة، والشعب الأفغاني نفسه، بدلا من أن تضطر أمريكا إلى الاستمرار في هذه المواجهة بقواتها".
وتابع: "أيضا فإن سيطرة طالبان على أفغانستان، ستغري باقي القوى الإرهابية في العالم إلى التوحد، والتحالف مع طالبان، للاستفادة من إيجاد الحركة مراكز إيواء لهذه الجماعات المتطرفة على أراضي أفغانستان، فتكون واشنطن بالتالي قادرة على التعامل معهم في شكل كيان متحالف وربما موحد، لتستطيع أن تفرض على الحركة، اتباع سلوك معين يوالي السياسة الاستعمارية لأمريكا، وتستطيع معاقبها في الوقت ذاته إذا خرجت عن عباءة البيت الأبيض".
ولفت إلى أن هذا سيقود الولايات المتحدة، إلى صناعة شرطي جديد لها في العالم، يمكنها أن تشهره كسلاح في وجه القوى التي تناوؤها، خاصة على الحدود الروسية، والصينية.
