أقامت إيران معسكرات على طول حدودها الشرقية بسبب سيطرة طالبان على افغانستان الفترة الماضية، ونظم مئات الأفغان الذين يعيشون في إيران مسيرة احتجاجية أمام بعثة الأمم المتحدة في طهران الأحد ضد طالبان.
إيران تقيم معسكرات على طول حدودها الشرقية
وندد المتظاهرون بعودة طالبان إلى السلطة وطالبوا الأمم المتحدة بفرض عقوبات على باكستان لعلاقتها بالجماعة السنية المتشددة.
وكُتب على أحد الملصقات التي حملها متظاهر شوهد في الصور التي نشرتها وكالة أنباء الطلاب الإيرانية "إن طالبان هي نفسها داعش".
ووردت أنباء عن احتجاج أفغاني آخر يوم الاثنين في مدينة قم الدينية.
ويخشى العديد من الأفغان الذين يعيشون في إيران - كلاجئين مسجلين ومهاجرين لأسباب اقتصادية - على الأقارب والأصدقاء، وخاصة النساء، في ظل حكم طالبان.
وطالب أكثر من 1200 ناشط إيراني وأفغاني في رسالة يوم السبت الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية والجهات الفاعلة الوطنية والدولية بـ "اتخاذ إجراءات مسؤولة" من أجل السلام في أفغانستان وحماية مصالح وحقوق شعبها، وخاصة النساء.
وتؤكد الرسالة على تأثير الحرب على النساء الأفغانيات "بفقدان كرامتهن الإنسانية... خلال دورة العنف التي لا تنتهي، والفصل العنصري الجنسي، والاختطاف، والاغتصاب، والعبودية، والفقر المدقع والظلم".
وتطلب الرسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، و"المجتمع الدولي" "سماع أصواتنا قبل أن تصبح البلاد كارثة أكبر على النساء، والتدخل لحماية حقوق الشعب الأفغاني.
واضطلعت الأمم المتحدة بمجموعة متنوعة من البرامج في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2002، بعد أن صادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تدخل الولايات المتحدة وقوة المساعدة الأمنية الدولية لحلف الناتو اللاحقة، لكن الوجود العسكري الأمريكي، الذي كلف 2 تريليون دولار، فشل في هزيمة طالبان، التي نمت قوتها بشكل مطرد، وتراجعت معنويات القوات الحكومية الأفغانية بشكل متزايد منذ اتفاق الرئيس دونالد ترامب لعام 2020 مع طالبان لسحب القوات الأمريكية.
ونفذ الرئيس جو بايدن خطة خروج ترامب، ويبدو أنه يعتزم تقييد مشاركة الولايات المتحدة في الضربات الجوية أو تدخل القوات الخاصة ضد التهديدات المتصورة من طالبان أو القاعدة أو مسلحين آخرين.
ودعا الموقعون على الرسالة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحثوا جميع أطراف النزاع على ضمان "الحق في الحياة والأمن، والمساواة في الحقوق، والقضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة، وحرية التعبير، والحق السياسي والاقتصادي والاجتماعي"
ووصفت الرسالة الحق في العمل والمشاركة في جميع جوانب الحياة بأنه غير قابل للتفاوض ودعت إلى إنشاء "بعثة لتقصي الحقائق للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي ترتكبها طالبان وقوات المتمردين الأخرى ومتابعتها".
أثارت المكاسب الإقليمية التي حققتها طالبان - حيث سيطرت على هرات هذا الأسبوع وتقوم الدول الغربية بإجلاء موظفيها من كابول - بعض الاهتمام الدولي بوضع المرأة الأفغانية.
موقف الحكومة الانتقالية
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم حركة طالبان الأفغانية لوكالة "رويترز" الإخبارية، إنه لن تكون هناك حكومة انتقالية في العاصمة أفغانستان.
ومنذ قليل، قال وزير الدفاع الأفغاني بسم الله محمدي، إن رئيس أفغانستان أشرف غني "قيد جهود القوات الأمنية وباع البلاد"، بعد مغادرته العاصمة كابول أثناء تقدم حركة طالبان نحو المدينة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر طبية أفغانية قولها إن "أكثر من 40 جريحا في اشتباكات بضواحي العاصمة كابول".