الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإدمان سفاح يطارد الأطفال.. الهبوط الحاد وضعف القلب أبرز نتائجه.. وخبير سموم: نسبة التعاطي في مصر وصلت 9%

مالتي ميديا
مالتي ميديا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل يومين تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا من كشف ملابسات واقعة إصابة طفل رضيع يبلغ من العمر عاما مصابا بالتسمم،  حيث كشفت الفحوصات الطبية أن الطفل الرضيع تناول مخدر الأفيون عن طريق الخطأ، حيث عثر عليه أمامه وتناوله دون إدراك ماهيتها، ومن ثم ألقت السلطات القبض على والد الطفل وجرى استجوابه لمعرفة كيفية وصول قطعة الأفيون لطفله الرضيع وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات.

وطبقا لدراسة مكتب هيئة الأمم المتحدة الخاصة بالمخدرات والجريمة، هناك مفاتيح سهلة لوقوع طفلك فى عالم الإدمان والمخدرات، حيث أكدت الدراسة أن 2% من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 19 عام فى مصر تعاطوا المخدرات، ولو مرة واحدة فى حياتهم، خاصة مع انخفاض سن التعاطى حتى الطفولة المبكرة، لذلك من باب الوقاية خير من العلاج، لابد من المشاركة الاجتماعية في مفردات الحياة اليومية حيث يشعر الطفل بقيمته، وأنه محل اهتمام، وتقدير والديه، أما بالنسبة للأطفال الرضع أو الأصغر سنا يمكن مراقبتهم لعدم التعرض لأي مواد مخدرة يتم تركها بالمنزل كما يحدث في كثير من الأحيان.

وتابعت الدراسة أن الإدمان للأطفال فى سن صغير له آثارًا ومضاعفات بالغة، خاصة عند الكبر مع تكرار التعاطي، وعدم التوقف لعلاج المشكلة، لذلك يجب التعرف على علاج الإدمان على المخدرات لأن الإدمان المخدرات يؤدى  إلى حدوث مشاكل صحية بدنية وعقلية، ويعتمد ذلك على نوع المخدرات المستخدمة، لاني يؤدي إلى فقدان الوعي، والغيبوبة، والإصابة بالأمراض المعدية، وأحيانًا إلى الموت المفاجئ، وخاصة عند أخذ جرعات عالية، أو إذا تم الجمع بين أنواع متعددة من المخدرات أو الكحوليات. 

وعندما تكتشف  أعراض الإدمان على طفلك أو أخذ مخدر لأول مرة عن طريق الخطأ، عليك بالذهاب إلى أقرب مستشفى علاج الادمان، وتشخيص حالة طفلك، ولا تتأخر فى استشارة متخصص فى مثل هذه الحالات، لأن مواجهة المشكلة والاعتراف بها ومعالجتها، أهم بكثير من انكارها أو تجاهلها وعدم التعرض لها.

وأوضحت الدراسة كلما غاب دور الأسرة في رعاية ورقابة الأطفال فى هذا السن، كلما تفاقمت المشكلة، وتنامى عدد المدمنين الأطفال، مراقبة سلوك الأبناء يعد عنصر فاعلًا فى المواجهة، ومحاربة الإدمان، وحتى ولو وقع الصغير فى براثن الإدمان، من السهل إنقاذه بسرعة من خلال مراكز علاج الادمان إذا تم اكتشاف الأمر بسرعة، لأن الإدمان هو مرض نفسي، ينتج عنه عدة تغيرات سلوكية بالنسبة للطفل الصغير على وجه الخصوص، كما يؤثر التدهور البدني للطفل على الحالة الصحية العامة له نتيجة تعاطي المخدرات، وتبدأ بضعف ووهن فى الجسم، وجود هفوات الذاكرة، وضعف الذاكرة للأحداث القريبة، صعوبة فى عملية التذك، فضلا عن تعب، فتور، خمول، وعدم الاهتمام بالصحة، إحمرار العين مع اتساع حدقة العين، وتمتد العلامات إلى التهتهة فى الكلام، وعدم ترابط الحديث. 

الدكتور محمد مصطفى 

وفي هذا السياق قال الدكتور محمد مصطفى، خبير السموم والمخدرات بمصلحة الطب الشرعى بوزارة العدل، مستشار صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إنه عند تعرض شخص غير مسئول للمادة المخدرة لابد من التوجه لمركز السموم لأنه القادر على التعامل مع مثل هذه الحالات وكذلك المستشفيات الكبرى والجامعية، حيث ان كل جرعة سامة لها مادة مضادة antidote، في حالة عدم التمكن من نقلها لأي مشفى يمكن ملئ بأكبر قدر ممكن من السوائل الامنة اذا كانت مياه او لبن واذا استطاع التقيء، واذا وصلت الحالة للتشنجات والغيبوبة لابد من تعليق المحاليل، او اعطاءه رأس الفحم.

وتابع: كل مخدر له مضاعفات مختلفة ما بين الهبوط الحاد بالدورة الدموية وهبوط القلب وتشنجات كل ذلك يختلف على طبيعة المادة وطبيعة الشخص، عند تناول الطفل أكثر من جرعة يمكن أن يتعرض للإدمان نتيجة توالي الجرعات، وهناك نوع آخر من الإدمان استخدام العقاقير والأدوية الصيدلانية بصفة دائمة ذلك يؤثر على الجهاز العصبي لاعتماده على المادة المخدرة ينتج عنه خلل في النوم وعدم الإدراك والنمو.

ويشير إلى أن نسبة التعاطي في مصر وصلت لأكثر من 9%، ولكن من المؤكد أن السن ما بين 12 و19 سنة هم الأكثر عرضة للتعاطي المخدرات.

الدكتور جمال فرويز

ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسى بالاكاديمية الطبية العسكرية، إن الطفل يتناول المادة المخدرة وهو لا يعرف ماهي قد يظن أنها "شيكولاته"، نتيجة أن الأب يجلب هذه الأشياء ويضعها في منزله كنوع من التفاخر والتباهي، وعلى الأم إدراك هذه الأشياء وعدم ترك الابن يأكل أي شيء أمامه، متابعا على أثر أخذ الطفل المادة المخدرة يدخل في غيبوبة وينقل لمركز السموم قد يتوفى الطفل أثناء نقله، مؤكدا أن أكثر الأماكن التي تحدث بها هذه المشكلات الصعيد ومنشأة ناصر وشمال سيناء.

وأضاف: عند نقل الطفل المتناول للمادة المخدرة لمركز السموم، يحاول الأطباء المحافظة على العلامات الحيوية للجسم وسلامة الدورة الدموية للمخ لعدم حدوث قصور بالدورة الدموية وكذلك عدم حدوث ضمور جزئي للمخ، من المعروف أنه عند أخذ طفل لمادة الحشيش والأفيون يمكن أن تتوقف عضلة القلب أو الوفاة أو هبوط شديد، متابعا أن الإدمان يحدث بعد اخذ 5 مرات متتالية من المخدر.