أكد أسماعيل تركى ، الباحث في الشؤون السياسية، أن النظرة العميقة لتقدم حركة طالبان، تشير إلى أنها تحقق نجاحات مهمة على الأرض قائلا: "التدقيق في تحركات طالبان، يشير إلى أنها تريد السيطرة على مناطق جغرافية بعينها، من بينها كابول"، لافتا إلى أن سيطرة الحركة على كابول سيجر عليها، غضب خارجي، لن تستطيع مواجهته.
وحول الهدف الرئيسي حاليا للحركة، قال تركى: "هي تريد أن تصبح قوة ذات تأثير شديد في مستقبل الدولة والمنطقة، وبالتالي لا يمكن بأي حال تجاهلها، خلال أية مفاوضات لإعادة الاستقرار لأفغانستان، بحيث إذا لم تستطع حكم الدولة بقوة السلاح، فإنها ستتمكن من ذلك، عن طريق ما تحصل عليه من مكاسب سياسية بالتفاوض، مع الحكومة التي يعترف بها المجتمع الدولي.
داعش وطالبان
وبينما يرى البعض أن العداوة بين طالبان وداعش، تمنع تنفيذ السيناريو الخاص باجتماع الدواعش في أفغانستان، وصف أسماعيل تركى هذا الطرح بالساذج، مضيفا: "داعش ليس لديه إلا قبول وجود طالبان، التي تعد الجهة الوحيدة حاليا القادرة على احتضان التنظيم، ومنحه قبلة الحياة".
وتابع: "مصالح الحركة والتنظيم ستجبرهما على التلاقي، بحيث تستفيد الحركة من حشد عناصر التنظيم، ووضعهم في الخطوط الأمامية، واستخدامهم في العمليات الوحشية التي اعتادوا على تنفيذها، في مقابل توفير الأمن للتنظيم".
وأردف: "كما أن الحديث عن تغول داعش على طالبان، مردود عليه بأن طالبان لن تسمح لداعش باسترداد كامل قوته داخل أفغانستان، وإنما ستقويه أمام عينيها، حتى تستخدمه درعا لمواجهة التهديدات الخارجية، لذا أرى أن كلا الطرفين سيحرص على توازن يجعل لا أحد منهما قادر على التخلي عن الآخر".
من جانبه قال محمد ربيع الديهي،الباحث فى شئون الحركات الإسلامية إن مخاطر الانسحاب الامريكي من افغانستان ستهدد العالم اجمع بل قد تؤدي الى تهديد التوازن الاقليمي والدولي خاصة وان الانسحاب الامريكي يأتي في ظل تصاعد الجماعات الارهابية في افغانستان بداية من القاعدة ووصولا لداعش فسيطرة طالبان والتي لا تختلف كثيرا عن تلك الجماعات الارهابية من حيث فكرها وطريقة تفكيرها ينذر بمخاطر عديدة أولها هو احتمالات ان تكون افغانستان هي مفرخة للأعمال الارهابية حول العالم وتصبح افغانستان هي مصدر تهديد للامن والاستقرار العالمي في اطار كونها ملاذ وداعم للعناصر الإرهابية.
واضاف الديهي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هناك مخاطر كبيرة عن الحقوق والحريات في افغانستان والذي سوف تنتهكه تلك الحركة فبعض الحقوق التي حصلت عليه المرأة في افغانستان سوف تنهار.
وأشار ، الي أن تصاعد العنف والارهاب في الاقليم عموما وفي العالم بصفة عامة، وأن سيطرة طالبان على اغلب مدن افغانستان واحتمالات سقوط العاصمة كابول في يد طالبان هي مؤشر خطير يؤكد ان المرحة المقبلة سوف تكون فارقة في عمر وتاريخ الحركات الجهادية المتطرفة بصفة عامة وفي حركة طالبان بصفة خاصة، وكذلك في عمر الاستقرار والامن الاقليمي نتيجة مساعي طالبان للوصلو للحكم والسيطرة الان على البلاد ولكن تبقي تحركات طالبان حتي الان مقلقة للولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو خاصة وان امريكا لم تنهي عملية الانسحاب حتي الان ومازال لها قوات في افغانستان وهو الامر الذي يجعل الحركة تتعامل بحساسية مع العاصمة كابل حتي يتم اخراج اخر جندي امريكي في نهاية اغسطس الجاري.
وتابع، أن الرئيس غني اعلن استقالته يدل على أن طالبان استولت علي كابول وبذلك ينتشر السلب النهب والفوضى في المدينة وقد فرضت الداخلية الأفغانية حظر التجوال في كابل اعتبارا من الساعة التاسعة من مساء اليوم الاحد.
في المقابل قال هشام العلي، باحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن دخول طالبان كابول يعني فشل السياسة الامريكية في المنطقة ويذكرنا بهزيمة الولايات المتحدة في فيتنام في القرن المنصرم ... وأشار، الي أن هذا الحدث يذكرنا بتخلي واشنطن عن التزاماتها بامن الخليج في عهد ارئيس الجمهوري السابق ترامب, حيث وصل التوتر في المنطقة الى مستوى خطير ما اصاب المعنيين بالصدمة.
وأضاف العلي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن العالم علي اعتاب نظام عالمي جديد سوف تتخلى فيه واشنطن عن التزاماتها العسكرية وتلقيها على اعقاب دول وقوى المنطقة واهمها روسيا والصين وايران ودول الخليج كون الاتجاه الحالي هو اتجاه القوة الاقتصادية ضد المنافسين ما يدفع الولايات المتحدة للاهتمام بدعم الجانب الاقتصادي الذي استنزفه الانتشار العسكري في العالم فيما ستساهم السياسة الامريكية الجديدة في استنزاف قوى المنطقة في الصراعات التي وصلت الى نقطة اللاعودة.. هذه الرسالة الامريكية كان على دول المنطقة استيعابها منذ الانسحاب الامريكي المفاجئ من سوريا في نهاية العقد الماضي.
ويرى الدكتور إسماعيل تركي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن عدة دول في المنطقة العربية، تخشى من أن تكون عودة طالبان إلى الحكم، إيذانا بعودة المد الأصولي من جديد، إلى المشهدين العربي والإسلامي، بعد أن كان قد خفت كثيرا، بفعل الهزائم المتتالية، التي تعرض لها تنظيما القاعدة وما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
ورغم التأكيدات من حركة طالبان خلال زيارة للصين، الأربعاء 11 أغسطس، من أن الجماعة لن تسمح باستخدام أفغانستان، كقاعدة للتآمر ضد أي دولة أخرى، إلا أن أحداث التاريخ، ربما تبرر الهواجس، التي تشعر بها عدة دول عربية، تجاه عودة طالبان مرة أخرى إلى حكم أفعانستان.
ويتذكر كثيرون ممن يثيرون تلك المخاوف، كيف تحولت أفغانستان إبان الحرب الأفغانية-السوفيتية،إلى نقطة استقطاب للجماعات "الجهادية"، التي جاءت من العديد من الدول العربية، وكيف انتشرت أفكار تلك الجماعات في العديد من الدول العربية، وسعت لتغييير ثقافة العديد من المجتمعات، كما دخلت في مواجهات مع أنظمة تلك الدول، ويعتبر هؤلاء أن عودة طالبان من جديد، إلى حكم أفغانستان، ربما يحول البلاد من جديد إلى نقطة تجمع، للجماعات المتطرفة والإرهابية، من العديد من الدول العربية.