الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

عودة مشئومة.. «طالبان» في كابول

حركة طالبان
حركة طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع غروب شمس الثالث عشر من نوفمبر عام 2001، اكتمل انسحاب قوات «طالبان» من مزار الشريف وثماني ولايات تقع بين  العاصمة الأفغانية كابول والمزار وجلال أباد، بأوامر الملا «محمد عمر» زعيم الحركة، بعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان، عقب هجمات 11 سبتمبر.

وفي ساعات مبكرة من صباح الخامس عشر من أغسطس 2021، أضحت «طالبان» على مشارف العاصمة كابول مجددًا، مستفيدة من انسحاب القوات الأمريكية التي ظلت تدعم الحكومة طيلة عقدين.

طالبان

استسلام بلا قتال

وطالبت الحركة بتسليم العاصمة سلميًّا، من أجل تفادي القتال، إذ قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم «طالبان» في بيان، إن الحركة تُجري محادثات مع الحكومة من أجل انتقال سلمي، مبيّنًا أن طالبان ستسمح للمرأة بالعمل والتعليم بشرط ارتداء الحجاب، في محاولة لطمأنة الرافضين لعودة حكم طالبان.


وأفادت وزارة الداخلية الأفغانية بأن مقاتلي «طالبان» بدأوا في دخول العاصمة كابول من كافة الجهات، فيما أكدت الحركة أن الأوامر هي المكوث عند المداخل وعدم دخول المدينة، حيث تجري الولايات المتحدة نقل رعاياها ودبلوماسييها بطائرات مروحية.


وفي المقابل، دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني، قوات الأمن لضمان سلامة جميع المواطنين، والحفاظ على النظام العام في كابول.

فيما قال ناطق باسم الحركة إن المقاتلين تلقوا أوامر بالبقاء عند مداخل كابول وعدم دخول المدينة، بعد الانهيار الكامل للقوات الأمنية في البلاد، وكتب على تويتر: «الإمارة الإسلامية تطلب من جميع قواتها البقاء على مداخل كابول، وعدم محاولة دخول المدينة».


وبالتزامن مع تقدم قوات حركة طالبان، سُجل فرار عشرات الجنود الأفغان إلى جمهورية أوزبكستان المجاورة هربًا من الهجات الخاطفة التي تشنها طالبان، حسبما ذكرت سلطات طشقند في بيان الأحد.


وأوردت الخارجية الأوزبكية أن قوات البلاد المتواجدة على الحدود بين البلدين أوقفت 84 جنديًّا أفغانيًّا، وبدأت محادثات مع السلطات الأفغانية لتنسيق عودتهم إلى بلادهم.

طالبان


استراتيجية العودة إلى كابول

وفق دراسة بعنوان «العودة إلى كابول: استراتيجية طالبان للسيطرة على السلطة في أفغانستان»، بيّنت رانيا مكرم، الباحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التطورات الميدانية الأخيرة في أفغانستان أتاحت لحركة طالبان مساحات واسعة للتحرك في ظل ما حققته من نجاحات تمثلت في السيطرة على مفاصل البلاد الحيوية، فيما لم يتبق سوى استكمال السيطرة على العاصمة كابول التي بدأت في اجتياحها، لتعيد الحركة نفسها إلى السلطة مجددًا عقب عشرين عامًا من فقدانها.


ولفتت إلى أن المسار الأرجح للحركة هو استكمال السيطرة على العاصمة، وباقي المراكز الحيوية في البلاد، ما يؤدي إلى انهيار الحكومة الأفغانية، ومن ثم دفعها لتقديم تنازلات تُمكن طالبان من العودة إلى السلطة سلميًّا، نظرًا لاختبار الحركة سابقًا لتجربة الانعزال الدولي إذا ما اتجهت إلى الاستيلاء على كابول عسكريًّا، بما يعنيه ذلك من فقدان الشرعية التي فرضتها مفاوضات السلام مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي اتخذت قرارًا بإنهاء حقبة أفغانستان من تاريخها العسكري.

وتناولت الدراسة الآليات الرئيسية التي تتبعها حركة طالبان من أجل العودة، منها طمأنة دول الجوار عبر توجيه رسائل طمأنة من أجل دفع الدول إلى إجراء تغيير في موقفها باتجاه التعامل معها كطرف لا يمكن تجاهله، والحفاظ على مسارات التفاوض من خلال الانخراط في مباحثات مع عدة أطراف، كما تركز حركة طالبان جهودها القتالية بشكل ملحوظ للسيطرة على المعابر والولايات الحدودية؛ لضمان الموارد المالية اللازمة.

ومن بين الآليات المتبعة، السيطرة على المناطق الريفية الممتدة في أرجاء البلاد، والتي لا تتسم بالقدرة على المواجهة والمقاومة، لتحرز طالبان تقدمًا في هذا الإطار يمكنها الانطلاق منه إلي المدن، والمراكز الحضرية وتركيز تواجدها فيها من خلال عشرات نقاط التفتيش التي تهدف إلى تمشيط دائم للمناطق التي تمت السيطرة عليها بالفعل من ناحية، وعزل المناطق الأخرى التي لم تحصل عليها الحركة بعد من ناحية أخرى، لا سيما على الطرق المهمة مثل الطريق الرابط بين شمال وجنوب البلاد.

فإلى جانب كون هذه النقاط التفتيشية استعراضًا لقوة الحركة وسيطرتها على أغلب ولايات البلاد، فإنها تعمل على تقييد حركة السلطات الأفغانية، وعرقلة إمداداتها عبر الطرق الواصلة بين الولايات المختلفة.