قضت محكمة جنايات القليوبية، بالسجن المؤبد 25 عامًا، على عامل، لاتهامه بقتل صاحب كوافير بمنطقة المرج لخلافات مالية بينهما.
بدأت الواقعة عندما استيقظ أهالي منطقة العزبة البيضاء بالمرج، شارع عباد الرحمن، على جريمة قتل بشعة لشاب في العقد الثالث من عمره إثر إطلاق النار عليه في منطقة البطن.
وأبلغ الأهالي قسم شرطة المرج، وحضر فريق من المباحث الجنائية والنيابة العامة لمحل الواقعة، لفحص الجثة وكشف ملابسات الحادث.
وبفحص الجثة تبين أنها لشاب يدعي يعقوب الأشخاص في العقد الثالث من العمر مقتول وبه إصابات متفرقة في يده ورجله.
وكثفت الأجهزة الأمنية من جهودها وقامت بتمشيط المنطقة وتم التحفظ على كاميرات المراقبة المتواجدة بالقرب من موقع الحادث، وتبين أن إحدى تلك الكاميرات رصدت الجريمة، فتم التحفظ عليها وتفريغ محتوياتها.
وبتفريغ الكاميرا؛ ظهر أحد الأشخاص مستقلا دراجة بخارية واستغل ذهاب المجني عليه إلى منزل أهل زوجته فاستوقفه بالشارع ودار بينهما حديث لمدة قاربت الـ15 دقيقة ليقوم بعدها الشخص المجهول بإخراج سلاح ناري ويوجهه باتجاه المجني عليه مطلقا عليه النار وسقط المجني عليه غارقا وسط بركة من الدماء وفر المتهم هاربًا.
وتم نقل الجثة إلى المستشفى اليوم الواحد بالمرج، وبعمل التحريات، وبسؤال الشهود، تبين قيام أحد الأشخاص بالضرب والهروب بسرعة.
وبإجراء التحريات السرية، وجمع المعلومات اللازمة، تبين وجود خلافات مالية بين المجني عليه، وأحد الأشخاص يدعى خ. م، 38 سنة، عامل، حيث قام الأخير باقتراض مبلغ مالي من المجني عليه، على سبيل السلف، على أن يقوم بردها في غضون 10 أيام من الاقتراض.
إلا أن المتهم لم يف بموعد السداد وتهرب من المجني عليه أكثر من مرة ليقوم الأخير بالذهاب إلى منزل أسرة المتهم مطالبا إياه برد المبلغ، ونشبت بينهما مشادة كلامية قام على إثرها المجني عليه بمعايرة المتهم بالمبلغ المالي الذي اقترضه منه أمام زوجة المتهم وجيرانه، وغادر بعدها المجني عليه منزل المتهم مطالبا برد المبلغ خلال يومين على أقصى تقدير.
وكلفت النيابةُ العامة، المباحث بجمع التحريات حول الشخص، وسرعة القبض عليه، وبعد إعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة ألقي القبض على المتهم، الذي أنكر في البداية معرفته بالمجني عليه أو صلته بالجريمة.
وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات، ومدى التطابق الشكلي بين المتهم، وبين الشخص الظاهر في فيديو كاميرا المراقبة المتحفظ عليها؛ أقر بارتكاب الجريمة، قائلًا: "مكنتش جاي أقتله.. كنت عاوزه يأجل سداد الفلوس اللي استلفتها منه فرفض محستش بنفسي إلا وأنا بقتله".
وبسؤال المتهم عن السلاح المستخدم في الجريمة، وسبب تواجده معه؛ أكد المتهم أن السلاح أخذه من أحد الاشخاص بغرض بيعه مقابل الحصول على نسبة من ثمنه، يقوم بعدها بسداد الدين للمجني عليه، ولكن ما أن عرض المجني عليه أن المتهم لم يحضر المبلغ المطلوب، فقام بتوجيه السباب للمتهم، وما أن علم بقصة السلاح معه هددته قائلا: "طالما مجبتش الفلوس أنا هروح دلوقتي لأقرب قسم شرطة وأبلغ عنك وطالما مش عارف آخد فلوسي منك هحبسك".
وقال المتهم في تحقيقات النيابة، إنه خشي من افتضاح أمره أو أن ينفذ المجني عليه تهديده بالإبلاغ عنه، فلم يشعر بنفسه إلا وقد أخرج السلاح وأطلق منه عدة طلقات استقرت في بطن المجني عليه فأودته قتيلا.
كانت النيابة العامة استدعت زوجة المجني عليه للاستماع لأقوالها، قائلة: "بعد ما خلص الشغل جاي ياخدني عشان الوقت اتأخر سمعت بخبر الوفاة".
واستمعت النيابة لعدد من جيران المجني عليها، وشهود العيان ممن عثروا على الجثة، والتي تبين أنها لشاب في العقد الثالث من العمر يدعى، ي. ع. أ، صاحب محل كوافير رجالي.
وأكد شهود العيان أن كل معرفتهم بالحادث هو سماعهم لدوي طلق ناري في الساعات الأولى من صباح يوم الواقعة، وبعد أن توجهوا لمصدر الصوت، عثروا على جثة المجنى عليه.
وقال أحد شهود العيان، إن المجنى عليه كان حسن السمعة وأنه فتح محله بالمرج الجديدة بالقرب من الدائري قبل الواقعة بنحو 3 أشهر، وأن لديه طفلين، ٥ سنين و٣ سنين.
وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد انتهاء الصفة التشريحية وإحالة المتهم لمحكمة الجنايات.
