هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من الأراضي الأفغانية، اليوم الأحد بعد فشله في تحقيق المعادلة السياسية مع حركة طالبان التي استولت علي عدد كبير من المناطق، ودخولهم العاصمة الأفغانية كابول.
انتخب أشرف غني والذي يعد أشهر الأكاديميين مرتين رئيسًا لأفغانستان، حيث أتت الانتخابات بغني أول مرة في عام 2014، وتولى المنصب خلفا لحامد كرزاي الذي قاد أفغانستان بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
أصبح وزيرًا للمالية في أفغانستان في 2002 لكنه اختلف مع كرزاي. وعين في 2004 مستشارا لجامعة كابول، كما أقام مؤسسة بحثية مقرها واشنطن عملت على سياسات تهدف لتمكين بعض أفقر شعوب العالم.
وفي 2009 ترشح غني، المنتمي لعرقية البشتون التي تشكل الأغلبية في البلاد مثل كرزاي، لخوض سباق الرئاسة لكنه جاء في المركز الرابع ولم يحصل سوى على أربعة بالمئة فقط من الأصوات على مستوى البلاد.
وواصل العمل في أدوار مهمة في أفغانستان شملت رئاسته هيئة تشرف على انتقال المهام الأمنية من حلف شمال الأطلسي للأفغان.
ولأن الدستور الأفغاني منع كرزاي من الترشح لولاية ثالثة، دشن غني حملة انتخابية ثانية ناجحة في 2014 كما أعيد انتخابه في 2019.
وبذل غني جهودا لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 عامًا، وكانت انتهاء الحرب أهم أولوياته، على الرغم من استمرار هجمات طالبان على حكومته وعلى قوات الأمن، وبدأ العام الماضي محادثات سلام مع الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.
ومع ذلك، فإن طالبان لم تقبل أبدًا بغنى، المعروف بتقلب مزاجه مع ميله للتفكير بعمق، ولم تحرز محادثات السلام تقدما يُذكر.
شعرت الحكومات الأجنبية بالإحباط بسبب بطء تقدم المحادثات، وزادت الدعوات المطالبة بتشكيل حكومة مؤقتة لتحل محل إدارته.
وخلال فترة رئاسته، تمكن غني من تعيين جيل جديد من الشبان الأفغان المتعلمين في مناصب قيادية في وقت كانت مفاصل السلطة في البلاد تسيطر عليها حفنة من شخصيات النخبة وشبكات المحسوبية.