مع نهاية الأسبوع الماضي، كشفت تقارير اقتصادية أن أسعار الخبز على وشك الارتفاع عالميًا، إذ يُواجه ثلاثة من أكبر مصدري القمح في العالم وعلى رأسهم كندا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، نقصًا في الإنتاج ومخاوف تتعلق بالجودة.
كما أن الأسعار وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها من عدة سنوات، بعد أن عصف الجفاف بالمحاصيل في كندا والولايات المتحدة خلال الصيف، وبعد الشتاء القارس الذي ضرب المحصول في روسيا. ويتوقع المحللون أن ترتفع الأسعار للمستهلكين خلال الأسابيع المقبلة، ما يزيد الضغوط على البلدان الأقل دخلا، خاصة المستوردة للقمح، وفق ما ذكرته التقارير.
وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتأتي تلك الأنباء فيما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس على ضرورة إعادة تنظيم الدعم. وكان الرئيس السيسي قد شدد مؤخرا على ضرورة زيادة سعر رغيف الخبز المدعم، وذلك للمرة الأولى منذ عقود، من أجل استمرار إنتاجه بكفاءة وتوجيهه لمستحقيه.
وتعمل الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، حيث أن إنتاج مصر من القمح 9 ملايين طن سنويًا تقريبا، بينما يبلغ حجم الاستهلاك 18 مليونًا، وتقوم الدولة بقطاعيها العام والخاص بسد هذه الفجوة عن طريق استيراد من 9 إلى 10 ملايين طن سنويًا.
وتقوم الدولة ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية بإنتاج من 250 إلى 270 مليون رغيف مدعم يوميًا، وذلك من خلال 30 ألف مخبز بلدي، لصالح 71 مليون مواطن مقيد على بطاقات الدعم. وتدعم الدولة رغيف الخبز سنويًا بحوالي 50 مليار جنيها سنويًا.
إلى ذلك، قال علي مصيلحي، وزير التموين، إن فاتورة استيراد القمح انخفضت بنسبة 13% في العام الجاري، تماشيًا مع خفض الواردات من سلع أولية رئيسية أخرى، مضيفًا أنه تم عمل نظام معلوماتي متكامل لإحكام الرقابة على إدارة ونقل وتداول الأقماح، أدى ذلك كله إلي تخفيض فاتورة الاستيراد.
وأضاف، أن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، رفعت طاقة الطحن لديها إلى 3.4 مليون طن وتهدف لبلوغ خمسة ملايين وإن احتياطيات البلاد من القمح تكفي ستة أشهر ونصف الشهر من الاستهلاك.
وشدد وزير التموين، على ضرورة وجود رؤية علمية حقيقة للتوسع في المحاصيل وتوافرها مع سد الفجوات ووجود المخازن الاستراتيجية وهو ما حدث في المشروع القومي للصوامع وهو المخزن الاستراتيجي للسلع مثل محصول القمح، كما أصبح هناك قدرة تخزينية كبيرة للمحصول بـ3.4 مليون طن بعد أن كان في عام 2014، حوالي 1.4 مليون طن للقمح، وهناك خطة كبيرة للوصول لـ5 ملايين طن خلال 3 سنوات، موضحًا أن هناك اكتفاء ذاتيًا بنسبة 50% من القمح مع تنوع المصادر في العديد من المناطق.
كما قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن الدلتا الجديدة ستُعيد الريادة الزراعية لمصر مع زيادة الرقعة لنحو 2 مليون فدان على الأقل بطرق زراعة حديثة وطرق ري متطورة وتكاملية.
وتوقع أبو صدام، أن يتغير وضع الاستيراد بمصر مع ضخامة المشروعات الزراعية الجديدة بمصر لتحقيق أقصي استفادة من وحدتي الأرض والمياه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية ومواكبة التضخم السكاني الكبير، والحد من استيراد السلع الغذائية الزراعية.
وأضاف، أن أزمة الزيوت في طريقها للحل أيضًا بعد نجاح استزراع نبات "الكانولا" غرب المنيا، ويحتل المرتبة الأولى في استخدامات الزيوت في كندا وثاني أكثر الزيوت استخدامًا في أمريكا، ويستطيع تحمل العطش والجفاف مع قابلية الزراعة في المناطق الجديدة.