السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الشعر يجمعنا..  "بيديك مفتاح المدينة" للفلسطيني فايد إبراهيم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولًا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددًا ودائمًا كما النهر..

تنشر "البوابة نيوز" عددًا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميًا.

واليوم ننشر قصيدة بعنوان "بيديك مفتاح المدينة" للشاعر الفلسطيني فايد عبدالجواد إبراهيم، وذلك تزامنًا مع ذكرى ميلاده التي تحل اليوم الأحد.

دقي على باب الصباح

وكلّمي وجهي المسافر بين أشجار النخيل

وخذي يقينك من رؤى الأشياء

من أسمائها الأولى

ومن مجد البيارق والخيول

وخذي يدي تفاحةً

حملتْ على أغصانها الأيام يانعة الوعود

أمامك الأيام عابقة الشمول

وأمام جرحي نجمتان ترفرفان على المدى الصيفي

هل ضيعت مفتاح الدخول؟

هل غاب عنك اللغز في إسرائك الشاكي على أرض الذهول؟

ما غاضت الأنهار في مسراك

يا أم المواسم.. كل أغنية لها حقل

ولي مجد الفصول

وسرير قلبك لي

وأجراس التناغم والتفتح في رياض السلسبيل

فحفيف ثوبك بين أطفال النباهة

يوقظ الأقلام ناقعة الغليل

ورشاش همسك بين أزهار التألق

ينشر الأعلام فوق المستحيل

ويذيعني في موكب الأفراح أنداء لأضواء الخميل

فـ إلى متى ستظل تجذبني العيون إلى مناخات الذبول؟

وإلى متى سيظل ينهرني السؤال

ويُغرق الكلمات في غيب الرحيل.   

دقّي على باب الصباح

وكلمي الأشجار في عينيَّ عن وحي الدليل

ها أنت ترتسمين فوق الأفق سارية

لأحلام النخيل...

وتباركين الوقت

قد أفلحت في نجواك ياروح القتيل

يانسمة راودتُ فيها الفجر عن نفحي

وأطيافي النديه

يا بسمة أترعتُ من عنقودها كأسي

لوَحْي الأبجدية

يا وردة عبقت بأسراري

فراح النحل يجني ما تقول

ويزف آيات البشائر

سوف نخرج للهواء الطلق

من هذا الأفول

ونشدّ غصن الأمنيات

ونقطف الأثمار للنفس الزكية

دقّي على قلب الحبيب

ورتبي أرجوحة الزيتون للضيف المباركِ

لن يخاف القلب من عُرْي البراءة

لن يخون الزرع مسعاك الجليل

وستقرأ الأطيار بسملة الجمال لأفقها

الورديِّ

ها قد أينع الميعاد

وازدان السبيل

وكتبت اسمك فوق رايات البياض

حروف إسمك تستحيل تمائماً

وأغيب في سحر الرياض بداية

درباً يماماً عفّة

تاجاً وتاريخاً لأحلام الوصولْ,

فخذي مكانك واهنئي

هذا الرهان رهاننا

كل الغنائم باسمنا

كل الحدائق والبيادق

والسحاب السمح

والزهر الخجول

وأنا وأنت رسالة خضراء

إذ نسري بها

ويطل نور الله من أفق البيادرِ

تصدح الأرواح في كل المنابرِ

يعبق الإلهام

تنتعش السهول

وتميس في أثوابها الخضراء

وادعة الحمائمِ

كل قيسٍ يرتدي ليلاه

والليل الطويل

يفترّ عن حلم وديع

يخرج التاريخ من غيب السدول

مهراً يحمحم للسباق

يوشح الطرقات بالخط الجميل

ويجول في بستاننا

هذا الزمان زماننا

قمر وتفاح

ونجوى من بتول

وصدى تردده النبوءة لارتعاش الحلم

في الظل البليل 

باسم التراب قرأت وجهك

وانحنيت إلى الينابيع السخيه

أسقي جراح النرجس الموءود في عينيَّ

للأزهار في عينيك ترنيم ابتهالات

وإيماء ظليل

وبهاء صمت ينعش الأوتار

ما هذا الهديل؟

لحمامتيك طقوس أعيادي

ولي هذا الهديل

وفراشة تغفو على موج السنابل

أيقظي الجوريَّ في خديك

وامشي في الحقول

ريحانة تندى بنسمتها المباسم

يا ملاذ الحب من بؤس العويل

يا أول الأسماء

يا حواء بدء البدء

قلبي تربةٌ بكر

وأنت السلسبيل

وأنا هواؤك والشعاع

بحبنا تتعانق الأضواء

تتّحد السنابل والجداول

يحمل الإنسان أشربة العقول

ويزاحم الأرباب في رفد الهداية

هل يكون خلودنا مغنى لربات الجمال؟

وهل يكون عبورنا كشفا لأبعاد الكمال

بوحدة أبدية

تتعانق الآزال في معراجها

ويخف وزن الليل

تنحسر العيوب.