لقى ما لا يقل عن 28 شخصاً لبناني مصرعهم وأصيب 79 آخرون في انفجار خزان وقود بشمال البلاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وذكرت مصادر عسكرية وأمنية أن الجيش اللبناني كان قد صادر خزان وقود أخفاه أشخاص يعملون في السوق السوداء وكان يوزع الوقود على السكان عندما وقع الانفجار.
وأعلن الدفاع المدني اللبناني السيطرة على النيران بشكل تام، فيما تستمر عمليات المسح الميداني لمحيط الحادث والبحث عن المفقودين.
ووجه الرئيس اللبنانى ميشال عون بفتح تحقيق فى الحادث. كما دعا إلى اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع، في قصر بعبدا، للبحث في تداعيات الانفجار.
وحذر عون من تسييس حادث الانفجار واستغلال دماء الضحايا لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته - على حد وصفه.
وأكد عون في أنه سبق وعرض في الجلسة الأخيرة للمجلس تقريراً عن الوضع في منطقة الشمال، وتحديداً أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني، وطلب من قادة الأجهزة الأمنية الاجتماع للتنسيق في ما بينهم ودراسة الأمر لاتخاذ ما يلزم.
من جانبه اعتبر حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن ماحدث في عكار هو مأساة إنسانية سببها الفساد.
وقال في تصريحات صحفية: "ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانيّة، تسبّب بها الفساد الّذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانيّة"، فيما قال سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق أن انفجار صهريج الوقود في مدينة عكار لا يختلف عن مجزرة مرفأ بيروت.
بدوره قال الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة فى لبنان، إن اتصالات تجري مع مصر ودول أخرى لنقل الحالات الخطرة إلى الخارج.
ولفت إلى أن لبنان يمر بأزمات كبيرة وكثيرة، مؤكداً أن وزارة الصحة تقوم بجهد كبير في عملها، سواء مواجهة فيروس كورونا الذي يضرب العالم أو انفجار مرفأ بيروت، موضحاً أن الوضع الصحي في لبنان بات خطيراً للغاية.
وناشد وزير الطاقة اللبناني "تزويد المستشفيات ومراكز الصليب الأحمر في الشمال بالكهرباء"، كما أكد أن ما حدث "كارثة حقيقية كانفجار بيروت".
وناشد أمين العام للهيئة العليا للاغاثة بلبنان اللواء الركن محمد خير، جميع الجمعيات والمنظمات الدولية العاملة في لبنان تسليم ما توافر لديها من أدوية وأمصال ومستلزمات طبية خاصة بمعالجة الحروق من الدرجة الثانية والثالثة الى مستشفيات عكار وطرابلس، والتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة بهذا الخصوص، وفق موقع النشرة اللبنانى.
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في تغريدة على تويتر إن "مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ"، في إشارة إلى انفجار مرفأ بيروت العام الماضي داعيا المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم الرئيس ميشال عون إلى تحمل المسؤولية والاستقالة.
وأعلن الحريري، عن مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لعلاج المصابين، وتعويض أهالي الضحايا، مضيفا أن الجهات المختصة في المملكة الأردنية الهاشمية أفادت بتقديم كميات من الأدوية والإسعافات التي يتطلبها علاج المصابين.
وأكد الحريري أنه أجرى سلسلة من الاتصالات شملت عدداً من الدول الشقيقة، والتي أسفرت عن تأمين مساعدات عاجلة للمصابين وأهل الضحايا، وذلك في إطار الجهود لمواجهة تداعيات كارثة عكار.