توفي اللواء حسني حسين مساعد مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بمنطقة جنوب الصعيد السابق، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 59 عاما، الذي كان يعد علم من أعلام شرطة السياحة بالأقصر وأخلص الرجال في تاريخ هذا المجال على مستوى الجمهورية، ومن المقرر أن يتم تشييع جثمانه مساء اليوم بمسقط رأسه بقرية الحمر والجعافرة بمركز قوص بمحافظة قنا.
ترجل الفارس عن جواده
قضى اللواء حسني حسين، ما يقرب من 35 عاما في العمل بوزارة الداخلية معظمها في قطاع السياحة والآثار، وساهم بشكل كبير تأمين المزارات السياحية والفنادق والمحافظات السياحية مثل الأقصر وقنا وأسوان، وأشرف على تأمين العديد من المؤتمرات منها المؤتمر الإسلامي العالمي بالأقصر وأسوان وتعامد الشمس مرتين بمعبد أبو سمبل سنويا وزيارة الرئيس السيسي والرئيس الصيني للأقصر، وجميع مهرجانات السينما الأوربية والإفريقية منذ انطلاقها وبطولة العالم للبلياردو، وعدد كبير من البطولات والزيارات الهامة، وكان يقابل العديد من السائحين في المعابد والفنادق ويحرص بشكل دائم على التقاط الصور معهم لطمأنتهم بأن مصر آمنة، كما أشرف على تأمين زيارات العديد من الشخصيات الهامة من السفراء والقناصل وغيرها من المحافل الرسمية التي استضافتها محافظات الأقصر وأسوان، ولم يدخر جهدا طيلة فترة عمله في سبيل عودة السياحة لسابق عهدها من جديد.
مناصب وأوسمة
وبالنظر إلى السيرة الذاتية للفقيد الراحل اللواء حسني محمد حسين، نجد أنها تزخر بالمناصب والأوسمة التي تقلدها طيلة مسيرة حياته الشرطية، فهو ولد في 1 يوليو 1962، وحصل على ليسانس حقوق وليسانس علوم شرطية من كلية الشرطة عام 1984 بتقدير عام جيد، ثم التحق بالعمل بوزارة الداخلية في 25 يوليو 1984، وانتهت خدمته بها في 1 أغسطس 2016، وهو متزوج ولدية 3 أبناء ( محمد ودينا وحسام)، كما حصل اللواء حسني حسين، على العديد من الفرق التدريبية والشهادات والتكريمات، حيث اجتاز فرقة شرطة السياحة والآثار عام 1992، وفرقة الأمن والتحريات في جهاز الأمن الوطني عام 1997، والفرقة التأهيلية لضباط الأمن المركزي عام 1984 و1997، والفرقة التأهيلية لضباط السياحة والآثار عام 1992 وعام 1998، كما حصل على علاوات تشجيعية أعوام 1991 و2000 و2007 و2012.
وتدرج في المناصب، خلال عمله بالداخلية، حيث تولى مناصب عدة في الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار منذ التحاقه بها في 6 أغسطس 1998 وحتى 9 أغسطس 2014، من بينها مفتش مباحث السياحة والآثار ومساعد مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار لمنطقة جنوب الصعيد وغيرها من المناصب، ثم تولى منصب رئيس قسم تصاريح العمل بمديرية أمن الأقصر من 10 أغسطس 2014 لمدة عام، ثم عاد مجددا إلى الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار في أغسطس 2015 حتى أغسطس 2016، كما تقلد منصب مساعد مدير أمن قنا قبل أن يحال إلى التقاعد.
حملة شعبية لإعادته
ويعد اللواء "حسني حسين" من القلائل بمحافظات الصعيد إن لم يكن الوحيد بين المسئولين السابقين، الذي تم تنظيم حملة له على مواقع التواصل لإعادته للعمل بعد إحالته للتقاعد في عهد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية السابق، حيث دشن أهالي محافظة الأقصر في 13 أغسطس عام 2016 حملة شعبية على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعادة اللواء حسني محمد حسين، مساعد مدير عام شرطة السياحة والآثار لمنطقة جنوب الصعيد سابقاً، لمهامه بعد تقاعده المبكر عن العمل عن سن 54 عام.
ولاقت الحملة حينها قبولاً وتأييداً من العاملين بالقطاع السياحي بالمحافظة استنادا لخبرته في هذا المجال، حيث أشاد رواد الموقع بدور "حسين" في الحفاظ على سلامة وأمن المناطق السياحية والأثرية بالمحافظة خلال فترة توليه العمل بالإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بالمحافظة، مؤكدين أن قرار إنهاء عمله، سوف ينعكس بشكل سلبي على الحالة الآمنة بالمحافظة، وناشدوا الرئيس وقتها، بإصدار قرار رئاسي بإعادة مساعد مدير عام شرطة السياحة والآثار لمنطقة جنوب الصعيد سابقاً، لمهام عمله مجدداً.
ووجه أصحاب "الحملة الشعبية لعودة اللواء حسني حسين لوزارة الداخلية بالأقصر" نداء إلى اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية لعودة "حسين" مؤكدين أن له خبرة كبيرة جدا في هذا المجال كما كان متحدثاً لبقاً في العديد من البرامج الحوارية وواجهة مشرفة للسياحة، ولما قدمه من تفانى وإخلاص في عمله ولما له من دور فعال في تأمين المؤتمرات والشخصيات البارزة التي زارت جنوب مصر والحفاظ على الآثار من الضياع والسرقة مناشدين الرئيس السيسي بعودته إلى عمله في أقرب وقت آملين تلبية هذا المطلب الجماهيري لأبناء الأقصر.
سرادق عزاء على صفحته
منذ شهر ونصف، تحديدا في مطلع شهر يوليو الماضي، كان محبو الفقيد يهنئونه بمناسبة حلول عيد مولده الـ59، وبعدها كان آخر ما كتبه الراحل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تهنئة لنجله النقيب حسام حسني، بمناسبة ترقيته في حركة الداخلية الأخيرة، ولكن لم يمر أيام قليلة وانهالت المنشورات مرة أخرى ولكنها جاءت مفعمة بالحزن والمواساة بعد الإعلان عن وفاة اللواء حسني حسين، وتحولت صفحة الراحل إلى سرادق عزاء وتسابقوا لتقديم التعازي في وفاته واستدعاء ذكرياتهم معه، حيث عدد محبو اللواء الراحل صفاته، بأنه كان مخلص وأمين وطيب القلب وصادق اللسان ومحب لكل خير والمشارك الدائم في حفلات تكريم حفظة القرآن الكريم، كما أنه لم يكن يتأخر عن أي طلب.
بداية، نعاه اللواء علاء الطوخي حكمدار الأقصر قائلا "لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.. أنعي بمزيد من الحزن والأسى والقلب يعتصره الألم الأخ والصديق الوفي والصاحب الجميل معالي اللواء حسني حسين، الذي فقدناه اليوم أخا وحبيبا غاليا عرفنا منه حسن الخلق وعهدنا منه صالح العمل ولمسنا منه جميل القول وشهدنا منه لين الجانب وتعلمنا منه محبة الأصدقاء ونقاء السريرة.. غفر الله له واسكنه فسيح جناته وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة) ، وقال أشرف الهلالي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ميدان الجنوب بالأقصر (ما أرهب الموت وما أحقه وما أمره وما أقساه, انتقل إلى الرفيق الأعلى الأخ والقائد والحبيب "اللواء حسني حسين " فوالله ما كنت ألا صاحب وجه بشوش صاحب حضور دائم لا يتعب ولا يكل ولا يمل.. محب للحياة قوي الإرادة لم تستسلم للمرض قاومت وقاومت ولكنها.. مشيئة الله.. اللواء الحبيب تجمعت فيك كل الصفات الجميلة وأهمها محبة الناس.. بائس محروم من لم يسعد بمحبة الناس, وغير محظوظ في هذه الدنيا من لم يأنس ويشعر بلذة إسعاد الغير.. وكم هو إنسان محظوظ من أجمع الناس على محبته, وأنت أيها الغالي أجمع الكل على محبتك لا أذكر أن أحدا عرفك ولم يحبك, الصغير قبل الكبير, الكل يحب أن يراك, فقدناك ولكن تبقي سوي سيرتك العطرة تفوح في أرجاء كل الشوارع والطرقات التي كانت قدماك تخطوا بها، ولا نقول ألا ما يرضي الله).
وقال الضابط محمد أبو زيد، (انتقل إلي رحمة مولاه أخي الكبير وأستاذي الغالي اللواء حسني حسين علم من أعلام شرطة السياحة بالأقصر كنت أحدثه بالأمس ليلا، ولكنها إرادة المولي عز وجل عليه رحمة الله مثال الخلق والأدب الجم نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يصبر أبنائه ومحبيه)، فيما قال صلاح هاشم، أحد العاملين بالقطاع السياحي بالأقصر، (إن لله وإن إليه راجعون، رحل اليوم الصديق الإنسان اللواء حسني حسين بكل الحزن والأسى فقدنا رجل من أطيب القلوب وأفضل الرجال كان شهماً لا يتأخر في خدمة ومساعدة الجميع عرفناه نشط خدوم خلوق ندعوا الله أن يرحمك ويسكنك فسيح جناته ويلهم أسرتك الغالية الصبر).
وقال الصحفي حجاج سلامة، (فقدنا رجلا صادقا وإنسانا نبيلا)، وقالت أسما البتيتي (كان رجلاَ خلوقاَ داعماَ محباَ للناس كان طيباَ لم نرى منه إلا طيب وسيرة تحاكي مواقفه النبيلة في كل مكان وزمان، اللهم طيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً و أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين) ، فيما قال أشرف مسلم نقيب البازارات بالأقصر، (رحل اللواء حسني حسين رئيس قطاع شرطة السياحة والآثار، كان درع للعاملين بمجال السياحة ولم يقم بأذية أحد وأنا شخصيا وكنقيب البازارات اصطدمت معه مرات عديدة،
وكان رجلا متفهما ومراعيا للبعد الاجتماعي لأصحاب البازارات والعاملين بالمجال السياحي، وأنعيه نيابة عن أصحاب البازارات والبائعين والعاملين بالسياحة بإسنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر مع السلامة الأب والأخ والصديق حسني حسين).
وقال حسين الأقصري، أحد المواطنين (إنا لله وإنا إليه راجعون انتقل إلى رحمة الله اللواء حسني حسين حبيب الملايين صاحب الوجه الضاحك المبتسم، الرجل الخدوم والذي كان يؤدي عمله علي أكمل وجه، وكل من عمل بالسياحة وعرفه عن قرب، يدرك معني كل كلمة أقولها وأكثر كمان.. ربنا يرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة ونعيمها يارب.. ويصبر اهلك وكل من عرفك عن قرب يا رمز الاحترام والأخلاق)، كما نعاه حاتم الصغير وجميع العاملين بشركة مصر للصوت والضوء بالكرنك، داعين الله أن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
