ارتكبت جماعة الإخوان الإرهابية مئات الجرائم ضد الأقباط فى وقت قياسي، وأهدرت مع سبق الإصرار والترصد مكتسبات المواطنة ودعوات مدنية الدولة، التى صاحبت أحداث يناير، وبدأت ألاعيب الإخوان لتأجيج مشاعر الطائفية، وتهميش الأقباط رافعين شعار «فرق تسد» ورغم أنهم ارتدوا أقنعة مزيفة مدعين عبر نشاط مكثف، وزيارة إلى الكاتدرائية، قبل رحيل البابا شنودة الثالث، بثلاثة أشهر، وتحديدًا فى عيد الميلاد المجيد، وقبلها تم تصدير صور البابا شنودة مع المرشد، وحاول الإخوان التجارة بزيارة نفى البابا شنودة الثالث لاحقًا علمه بها، بل قيل إنها كانت زيارة المؤامرة، وأنه تم خداع البطريرك الراحل، حيث تسلل المرشد، وكان لقاء ظهرت ملامحه على وجه البابا شنودة، وكأنه يتنبأ بكوارث واعتداءات حدثت لاحقًا.
وبالفعل وفى نفس الشهر جاءت حادثة إطفيح الشهيرة لتظهر تحريضا ممنهجا من جماعة الإخوان وتغذية الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين وإطلاق شائعات كارثية ونتج عن ذلك اشتباكات وهدم كنيسة أطفيح فى مشهد صعب وثبت بعد ذلك أن الجماعة أحضرت أشخاصا لتنفيذ عملية الهدم وأصيب فى الحادث ٩ أقباط وتم حصارهم أكثر من شهر، وتدخل المجلس العسكرى بعد يومين لحماية المواطنين، وأعاد بناء الكنيسة وسط تحريض إخوانى مستمر على عدم شرعية بنائها.
اعتداءات وتحريض على كنيسة مارمينا إمبابة
تورط الإخوان وذيولهم فى كارثة الاعتداء على أقباط إمبابة، وحرق كنيسة مارمينا، ووقتها قام المجلس القومى لحقوق الإنسان برئاسة محمد فائق، بإعداد تقرير شامل، واتضح للجنة أن الأحداث بدأت بتجمع بعض المواطنين أمام كنيسة مارمينا بإمبابة، بزعم وجود زوجة رجل يُدعى ياسين ثابت، بداخل الكنيسة؛ مطالبين بدخول الكنيسة وتفتيشها واصطحابه إياها.
وعلى إثر ذلك تجمع حولهم بعض أهالى المنطقة من قليلى الوعي والبلطجية، الأمر الذى قابله تجمع من قبل المسيحيين بالمنطقة، والمنطقة المحيطة لكنيسة مارمينا ومع تواجد تجمع المسيحيين بالكنيسة والمسلمين من حولهم ارتفعت المشاحنات بين الطرفين، وخرج أحد الأشخاص وأطلق عيارا ناريًا فى الهواء، كان الشرارة التى فجرت الوضع، وتحول الموقف إلى اشتباك بمختلف أنواع الأسلحة والحجارة وقنابل المولوتوف بين الطرفين، الأمر الذى أدى إلى وقوع عدد من القتلى والمصابين.
واتجه بعض المتواجدين أمام كنيسة مارمينا من المواطنين إلى كنيسة العذراء بإمبابة، والتى تبعد عن الأولى نحو 2كم، فى مسيرة على الأقدام تضم ما يزيد على 100 شخص، وأثناء سيرهم قاموا بالاعتداء على عدد من المحال التجارية للمسيحيين، ووصلوا إلى كنيسة العذراء وتمكنوا من دخولها، وكان متواجدًا بها المواطن صلاح عزيز، خادم الكنيسة، الذى توفى حرقًا داخل الكنيسة.
وتم إضرام النار فى المبنى المكون من خمسة طوابق من أعلى إلى أسفل ويتضح من شهادات شهود العيان أن ألسنة اللهب كانت كثيفة، بما يرجح استخدام مواد تساعد على الاشتعال، وأنه تم نهب كل ما بالكنيسة من أدوات إلكترونية وغيرها، واستمرت وقائع الاعتداء على كنيسة العذراء نحو 45 دقيقة، من الساعة 11:30 م، يوم السبت، إلى الساعة 12:15 من صباح يوم الأحد.
واندلعت أعمال عنف طائفى فى عام 2011 بمنطقة إمبابة، التابعة لمحافظة الجيزة، أودت بحياة 13 شخصًا.
الانفلات الأمنى يغذى مخطط الإرهابية
ساعدت حالة الانفلات الأمنى على نجاح مخطط الجماعة الإرهابية، لإثارة الذعر بين الأقباط والاستمرار سرا فى التحريض، وترك الفتاوى التكفيرية التى كانت أشد قسوة من العمليات الإرهابية، وللأسف استهدفت الحملة المسعورة الجيش متمثلا فى المجلس العسكرى والأقباط وليس الأرثوذكس فقط بل جميع الطوائف والشرطة، وإظهارها على أنها عاجزة عن حماية الشعب.
وبدأت بالفعل تظهر ميليشيات الإخوان، وخاصة فى أحداث الاتحادية، وظهور تصريحات كارثية من الإرهابى خيرت الشاطر، الذى ظهر فى تصريحات، وجهه القبيح، وتحريضه الطائفي، ووصف المتظاهرين أمام قصر الاتحادية بأنهم نصارى، ويمثلون ٨٠ فى المائة من المتظاهرين، وبعدها خرج البلتاجى ليقول إن من ينظم المظاهرات «أقباط رافضين الشرع وحكم الشريعة!».
الاعتداء على الكاتدرائية
بعد سلسلة من التصريحات الطائفية تعرضت الكاتدرائية المرقسية، لأول اعتداء فى تاريخ الكنيسة المصرية، ورغم الإدانة الظاهرية للاعتداءات من الجماعة ولكن تصريح عضو الجماعة عصام الحداد، كشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، فقد أدان الأقباط، وحملهم مسئولية الاشتباكات فى تصريح صادم أثار غضب الكنيسة.
وحاول مرسى تدارك الأمر وعلاج الكارثة، ولكن الفضيحة كانت أقوى مع رفض تام من الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، حضور الاجتماع مع مندوبى الرئاسة الإخوانية، التى أرسلت وقتها وفدًا، التقى عددًا من آباء الكنيسة، بينما أعلن البابا تواضروس اعتكافه، اعتراضًا على الاعتداء الممنهج من بلطجية برعاية إخوانية.
وكان موقف المجلس الملى العام للكنيسة موقفا تاريخيا حيث حمّل مرسى وجماعته المسئولية الكاملة عن غياب العدل، والأمن، والصمت عن «التواطؤ المشبوه»، لبعض العاملين بأجهزة الدولة التنفيذية عن حماية أبناء الوطن، وممتلكاتهم، ودور عبادتهم، وطالبوا بالتحقيق المستقل فى الأحداث، ومحاسبة الجناة، ومن حرضوهم، ومن تقاعسوا عن منعهم، ومن تستروا عليهم، وأنهم فى حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف.
وأكد المجلس أنه لن يقف مكتوف الأيدى تجاه استمرار العنف الطائفى، والتحريض عليه، وعدم المساواة فى تطبيق القانون على أبناء الوطن؛ مشيرًا إلى أنه على ثقة وإيمان أن جموع الشعب بكل طوائفه لن يقبلوا الظلم الواقع على المسيحيين والعنف الممنهج ضدهم، والتقاعس المخزى للسلطات والقيادات السياسية عن ردع المعتدين، وتحقيق العدل واحترام القوانين والمواثيق الدولية والإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
تحريض مستمر وتوثيق برلماني
استمر تحريض الجماعة الإرهابية على الأقباط وقدمت الكنيسة المصرية عدة بيانات أدانت فيها التحريض الممنهج، ورحبت بالتضحيات من أجل الوطن، واكتملت الصورة بتوثيق برلمان ٣٠ يونيو، وأعضائه لجرائم الإخوان ضد المصريين المسيحيين، خاصةً بصعيد مصر، وتم تقديم ملفات كاملة إلى الأمم المتحدة، والكونجرس الأمريكي، وخاضت مصر معركة كبيرة، فضحت فيها فاشية الجماعة، وإثارتها النعرات الطائفية، وتبرير العنف ضد دور العبادة، والتى نتج عنها ١٥٣ ضحية و٩٤ كنيسة.