بعد مرور ثمانية أعوام على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر، تبرز تساؤلات مهمة عن مكانة جماعة الإخوان المسلمين، بعد انحصار تواجدها في الشارع المصري.
من جانبه قال هاني عمارة ، باحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الجماعة لم يعد لها شعبية على أرض الواقع، وأغلب ما يصدر عنها مجرد إشاعات لبث الاضطرابات في أرض الوطن فقط.
واضاف عمارة في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن تنظيم الإخوان يشهد حالة من التمزق والتفكك التنظيمي والفكري والانشقاقات أو الطرد المتعمد لعناصر التنظيم تعدها قيادة الإخوان نوعًا من تحصين التنظيم أو ما تبقى منه في محاولة لاستكمال مشروع الجماعة التخريبي داخل مصر.
وأشار، إلى أن التنظيم يسعى إلى تجنيد واستقطاب يستهدف الأجيال التي لم تتأثر بالفترة التي تلت العام 2011، ولم تعلم ما فعله الإخوان في مصر والمنطقة العربية.
ومن جانبه قال مصطفى كمال، باحث مساعد بمركز الأهرام للدراسات السياسية: إن انحصار نشاط وقدرة جماعة الإخوان يرجع إلى الاستهداف الإقليمي والشامل الذي كان على عدة مستويات: بدءًا من إعلان الجماعة تنظيمًا إرهابيًا في عدد من الدول من بينها مصر والسعودية والإمارات، وما تبع ذلك من الاستهداف الأمني والملاحقة القضائية، وتجميد الأرصدة، وتفكيك ومصادرة شبكة الخدمات الاجتماعية التي كانت تمثل رصيدًا شعبيًا هامًا للجماعة.
وأضاف كمال في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن هذه الجهود الرامية بنيت إلى وصف الجماعة بالإرهاب على فرضيتين أساسيتين:
أولهما: الربط بين الجماعة وبين ممارساتها للعنف من أجل تحقيق أهدافها السياسية، وهي الفرضية التي اعتمدت بالأساس على بعض الحوادث التاريخية، أو بعض الممارسات الحالية لتنظيمات ترتبط بشكل غير مباشر بالجماعة، أو ارتبطت بها سابقًا ثم خرجت من "عباءة التنظيم".
ثانيًا: اتهام أيديولوجيا الجماعة بأنها متطرفة وتكفيرية وأنها تنشر العنف والكراهية، بما يجعلها بوابة لتجنيد الأفراد للتنظيمات الإرهابية وإن لم تمارس هي العنف المنظم بذاتها