قال الشاعر جرجس شكري :"حين أعود إلي صلاح عبد الصبور وأتجول بين أعماله الشعرية والمسرحية ، بين الترجمات والمقالات النقدية التى كتب معظمها حول الشعر، يبدو لي أحد الرواد الكبار للشعر الحر أشبه بالمغنى الجوال شاعر الربابة لكنه يرتدي ملابس عصرية ويبشر برؤية حديثة ، نعم رأيته هكذا يغنى للحياة والناس، يغنى عن الحب والآلم والوجود عن كل شيء، حاولت أن أقرأه هامساً بعيني فقط كما أقرأ الشعر فلم أعرف ووجدتني أردد أشعاره كما كنت أفعل في الماضي وأنا في صباي ، شعرت أنني أقرأ شاعراً شفاهياً أقرب إلي اليوناني هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسة ، أو النسخة المصرية لشاعر الربابة لكن ليس بالفطرة ، بل الشاعر المثقف الذي جاء في لحظة تاريخية فارقة ليكون أحد رواد الشعر الحر ويخوض المعارك ليس فقط للدفاع عن تطوير الشكل الشعري والتحرر من قيود الوزن والقافية.
وأضاف شكري فى تصريحات صحفية ان صلاح عبد الصبور كانت رؤيته للواقع قد تجاوزت جيل الرومانسين إلي تفاصيل وهموم اللحظة الراهنة ، لذلك جاءت الكلمات في قصائده نضره ، طازجة ، تجسد صورة حية لوجدان الشعب المصري ، فيض من الشعر الوجداني بروح فلسفية حزينة ، فمنذ ديوانه الأول الناس في بلادى خلع الخرقة كما فعل صديقه الحلاج وقرر الالتحام بالناس ليلتف حوله العامة
وأشار الى أنه على الرغم من الطابع الفلسفي العميق الذي يميز شعره ، إلا أن بناء الحكاية كان يسيطر على كل قصائدة ، فثمة بطل رئيسي في أغلب القصائد بطل من العامة يعرفه الناس ، وكأنه يختار منهم من سيلعب دور البطولة في مسرح الكلمات.
