بعيدا عن تحليل الوضع الداخلى، والتحديات التى تواجة القيادة المصرية، وما أكثرها، والانتقادات الحقيقية والمزيفة التى تلوكها الألسن المأجورة منها وغير المأجورة، وبصفتى صحفى عجوز وإعلامى «بعض الوقت»، أؤكد وما يحدث الآن لا يتسم بالحكمة من البعض وإذا تطورت الأمور أكثر من ذلك سندفع جميعا ثمنا غاليا، ولعلنى أذكر الأجيال الجديدة أن الصراع العربى الإسرائيلى من 1948 وحتى الآن قد كلفنا «200 ألف» خسائر بشرية و600 مليار دولار وأربعة ملايين مشرد ولاجئ، فى حين أن حروبنا الأهلية المذهبية والأهلية فى السودان من 1956 وحتى إعلان دولة جنوب السودان، والعراق من 60 إلى 1991، ولبنان 1975 إلى 1990 واليمن الشمالى 1962 إلى 1972، وإلخ، قد كلفتنا خسائر بشرية مليون ونصف المليون و2300 مليار دولار، وثلاثة عشر مليون لاجئ ومشرد
وإذا توقفنا فقط أمام تكلفة الصراعات المذهبية فى العراق بعد سقوط بغداد وحتى ظهور داعش سنجدها: «الخسائر البشرية مليونا قتيل والمشردوون ثلاثة ملايين والمادية 1200 مليار دولار.
الآن ضاقت الشعوب العربية بتلك المنظمات مثال الأزمة في تونس والتي صارت اختبارا وجوديا للديمقراطية الفتية، والاستطلاعات اثبتت علي ان 82 % من التونسيين ضد حزب النهضة، إذ أثارت قرارات الرئيس سعيّد جدلا في صفوف الحزب. رئيس الحزب راشد الغنوشي الذي وصف القرارات بالانقلاب، خفف لهجته وأعرب عن استعداده لتقديم تنازلات بعد أن تخلي عنه معظم شباب النهضة.
وفي لبنان خرجت الجماهير ضد الطائفية ولكن القوي الدينية المسيحية مثل القوات اللبنانية وحزب الله عمقوا الاتجاهات الطائفية من موقفين متناقضين حتي يكاد لبنان ان يتحول الي دولة فاشلة تهددة المجاعة.
وفي مصر لاتكف القوي التكفيرية في اغتيالات وارهاب ضد الجيش والشرطة والمدنيين.
وفي سوريا يشن الجيش الحر التابع للإخوان والجماعات الإرهابية الأخري محاولات تقسيم سوريا رغم صمود الجيش العربي السوري.
هذة فقط عينات حالية لدور الاسلام السياسي في محاولات هدم الدولة المدنية العربية.
أما حروب داعش فقط فى السنتين الآخيرتين فهى كالتالى: «الخسار البشرية 750 إلفا، اللاجئون والمشردون 14 مليونا والخسائر المادية 1300 مليار دولار»، أى أن خسائر حروبنا الداخلية العربية العربية تمثل أربعة ملايين وربع المليون فى حين أن خسائرنا مع إسرائيل «200 ألف»، وخسائرنا المادية 4800 مليار دولار فى حين أن خسائرنا مع إسرائيل «600 مليار» وإذا وصلنا للمشردين واللاجئين من جراء حروبنا العربية العربية سنجدهم 27 مليونا، فى حين أن حروبنا مع إسرائيل شردت «4 ملايين فقط".
ناهيك عن حرب صدام وإيران وغزوه للكويت، أى أن خسائرنا من بعضنا البعض تبلغ عشرين مرة حجم خسائرنا مع العدو الصهيونى، وللأسف أن الـ«4800 مليار» كان يمكن أن تحدث تنمية وقفزة حضارية فى المنطقة، وأغلب هذه التكلفة من 1990 وحتى الآن دفعتها العربية السعودية، ولم أحسب بالطبع الحرب الأهلية الدائرة فى اليمن الآن.
العرب لا يعون الدرس، كل تلك الحروب الداخلية لم تستفد منها إلا إسرائيل التى تقدمت تكنولوجيا وعلميا بطريقة مذهلة، ونحن حتى الآن يتحاور بعضنا حول ملابس البطلة المصرية فريال أشرف الحائزة علي الميدلية الذهبية في أولميباد طوكيو في منافسات الكوميتيه سيدات، أو يجوز تهنئة المسلم للمسيحى فى الأعياد أم لا؟
ربي لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه.