يعتبر الشاعر صلاح عبد الصبور واحدا من أهم الشعراء والمثقفين في مصر والوطن العربي، وقد تعددت مواهبه بين الشعر والكتابة والصحافة، وبقيت أعماله خالدة يستفيد منها جيل بعد جيل.
ويقول الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إن الشاعر صلاح عبدالصبور، كما نعرف جميعا، إسهاما إبداعيا وثقافيا كبيرا، سواء فى دواوينه الشعرية، أو فى مسرحه الشعرى، أو فى مقالاته.
وكما اتصل شعر عبدالصبور بدوره الكبير فى تأسيس جماليات حركة شعرية كبيرة وجديدة، ارتبط مسرحه الشعري أيضا بنقلة مهمة فى المسرح الشعرى العربى، تجاوزت الإسهامات السابقة التى ارتبطت بأسماء أحمد شوقى، وعزيز أباظة، وغيرهما من الرواد الأوائل.
وأضاف "حمودة"، أنه من القيم الإبداعية المهمة فى مسرح عبدالصبور الشعري، وفى شعره، ما يرتبط باحتفائه بقيمة "الحوارية" التى حرص خلالها على أن يتضمن إبداعه، فيما يتضمن، حضورا حقيقيا لأصوات أخرى غير صوته، أو ينطوي صوته هو نفسه على تساؤلات وتأملات تسمح بحضور مشترك، متحاور، بين الذات والآخرين.. ويمكن أن نلحظه، بوضوح، فى مسرحياته الشعرية.. ومنها (مأساة الحلاج)، و(الأميرة تنتظر)، و(مسافر ليل)، و(ليلى والمجنون)، و(بعد أن يموت الملك).. بل يمكن حتى أن نلحظ هذا فى بعض قصائد دواوينه الشعرية الخالصة.
وأوضح "حمودة"، أن عبد الصبور انطلق فى مسرحياته من تساؤلات أساسية: حول مدى تحرر المسرح الشعرى العربى من تقاليد الشعر العربى الذى ظل فى أغلبه، خلال عصور طويلة، شعرا غنائيا أحادى الصوت.
وقال الناقد الأدبى الدكتور أحمد درويش، إنه بصفة عامة الشاعر صلاح عبد الصبور كان مثقفا كبيرا وموهوبا فكان يستطيع انا يتابع موهبته من خلال القراءة والنمو بها حتى يصل إلى القارئ بعمل جيد، فكان مجددا لكنه فى إطار الاستيعاب العميق لروح التراث الشاعرى العربى وامتد ذلك لمفهوم التراث الشعري لافاق ابعد فاهتم بالتراث الفلسفى والتراث الصوفى.
وأضاف "درويش"، أن من يقرأ لصلاح عبدالصبور حول تجربته الشعرية يرى القدر الكبير الذى استفاده من الفلاسفة القدماء والمتصوفة العرب كما أنه استفاد أيضا من قراءاته العميقة لكتابات المتصوفة والشعراء العرب فى فترات النهضة وطور أفكاره بجرأة شديدة فصنع جسرا ملائما بين اللغة العربية وأصولها وفصاحتها وصورتها الحية.
وأوضح "درويش"، أن عبد الصبور استفاد من قراءاته الأجنبية وقراءاته فى التراث الرومانسى ومن كتابات الشعراء العرب في العصر الجاهلى فاستطاع أن يحدث نقلة نوعية كبيرة فلم يتنكر للتراث وعرف كيف يمثل روح التراث العربي من خلال شاعر عربى واع ومثقف.