كانت مخيمات اللاجئين فى سوريا محور اهتمام صحيفة«لموند» الفرنسية، نهاية الأسبوع الماضي، حيث نشرت تقريرين بشأنها كان الأول حول مخيم الهول الواقع شمال سوريا والذى يضم أكثر من ٤٠ ألف لاجئ عراقى ونحو ٢٠ ألف نازح سوري، فيما كان التقرير الآخر بشأن الإرهابيين الفرنسيين الموجودين فى سوريا.
ونقلت الصحيفة الفرنسية صورة قاتمة عن الأوضاع داخل مخيم الهول فى سوريا، والذى تنتشر فيه جرائم القتل والاغتيال، بسبب التدهور المستمر فى الوضع الأمني، ما تسبب فى رغبة قطاع كبير من اللاجئين بالهروب منه خوفا على حياتهم المهددة بشكل دائم.
تقول«لموند» إنه فى القسم الرئيسى من مخيم الهول فى شمال شرق سوريا، حيث يتكدس أكثر من ٤٠ ألف لاجئ عراقى ونحو ٢٠ ألف نازح سورى من الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، سمع الجميع عن عملية الاغتيال بالرصاص فى ٨ أغسطس الجارى لأحد أعضاء المجلس العراقى المسئولين عن التنسيق مع إدارة السجون الكردية، وثلاثة رجال معه، فى وضح النهار، فى الزقاق الرئيسى للسوق». وأضافت الصحيفة الفرنسية أن بعض الأشخاص أكدوا أن كل يوم هناك جرائم قتل فى المخيم»، عند سؤالهم من يقف وراء هذا الاغتيال»، وإشارة إلى أن«المخيم عبارة عن غابة من الوحوش.. لا ننام، كلنا خائفون من الاغتيالات، سواء أكان الناس الذين وقعوا فى المشكلات أو أولئك الذين ليس لديهم مشكلة.
ونقلت لموند حديث نازح سورى ينحدر إلى مدينة حمص قائلة«والدى قتل قبل خمسة أشهر وعمل أيضا فى المجلس العراقي، أطلقوا عليه الرصاص وقتلوه فى منتصف الليل فى الخيمة» وتوسل شاب عراقى يبلغ من العمر ١٨ عامًا من مدينة الموصل، أن يخرج من المخيم، حيث يزيد تدهور الوضع الأمنى وهو الأمر الذى لا يمكن تحمله»، فيما أكد أحد سكان حلب السورية أنه كان خائفًا من قوات الأمن الكردية أكثر من خوفه من إرهابي تنظيم داعش».
كانت المنظمات غير الحكومية الدولية الموجودة قدحذرت من زيادة الأعمال الإجرامية، فى مخيم الهول حيث ارتكبت ١١٧ جريمة قتل خلال عام ٢٠٢٠.
ودعت مفوضة مجلس أوروبا لحقوق الإنسان دينا مياتوفيتش فى يوليو الماضى الدول الأعضاء بالسماح للمقاتلين الأوروبيين الذين سافروا إلى سوريا وانضموا لتنظيم داعش الإرهابى بالعودة إلى بلادهم، وهى الخطوة التى تعارضها فرنسا وبريطانيا، فى الوقت الذى أكدت فيه الحكومة الألمانية أن مخيم الهول فى سوريا هو عبارة عن مدرسة إرهاب خطيرة.
وأوضحت مفوضة أوروبا لحقوق الإنسان أن«الوضع الصحى والأمنى القائم فى المخيمات يعرض حياة أولئك المعتقلين للخطر، ولا سيما الأطفال».
وأضاف البيان:«وضع كهذا لا يمكن أن يتوافق مع منع التعذيب أو المعاملة غير الإنسانية أو المهينة المنصوص عليه فى المادة ٣» من الميثاق الأوروبى لحقوق الإنسان». وأورد البيان أن«إخراج جميع الأطفال الأجانب من المخيمات أولوية مطلقة وإلزامية»، وإنه «يتعين ترحيل أمهاتهم معهم».
وأعادت ألمانيا وهولندا بعض مواطنيها الذين انضموا إلى داعش فى سوريا فيما أعادت دولا أخرى فقط الزوجات والأطفال.
ولجأت بعض النساء الأجنبيات اللواتى تربطهن صلات بتنظيم داعش الإرهابى فى مخيم الهول بسوريا إلى حيلة تمكنهن من الفرار من المخيم حيث يتزوجن برجال تواصلوا معهم عبر الإنترنت؛ حيث دفعوا رشاوى نقدية لتهريب النساء من الهول، وفقا لتحقيق أجرته صحيفة الجارديان البريطانية فى مايو الماضي.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الأموال التى أنفقت لتهريب مئات النساء من مخيم الهول وصلت إلى نحو نصف مليون دولار.
من مخيم الهول الذى يأوى النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، إلى مخيم آخر تحت حراسة القوات الكردية، هو «روج ٢» حيث يتصاعد التوتر بين الإرهابيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، حيث أعلن عدد من الإرهابيات ندمهن على الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، فيما لا يزال عدد آخر منهن موالين لداعش، وهو ما خلق توترا كبيرا بين الجانبين ينذر بأزمة خطيرة.
وتقول لموند اإن المخيم الذى يشبه السجن المكشوف والمحاط بأسوار من الأسلاك وأبراج المراقبة، احتجز فيه أكثر من ٨٠٠ عائلة أجنبية، تحت حراسة القوات الكردية، بينهن النساء اللواتى انضممن إلى تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب أطفالهن، ويوجد ما يقرب من ٩٠ امرأة ونحو ٢٠٠ طفل يحملون الجنسية الفرنسية، وغالبيتهم دون سن ٦ سنوات. وأضافت «لموند» أن خلف السياج تظهر مجموعة من النساء اللاتى يرتدين النقاب والحجاب الملون، إلى جانب مجموعة من الأطفال، ومعظمهم يرتدون ملابس جينز وقمصان ملونة، بالإضافة إلى وجود بعض الفتيات المحجبات، ويلعبون حول خزانات المياه والمراحيض.