«الكلاب المسعورة» تواصل افتراس المصريين.. 4 حوادث و12 مصابا لحوادث العقر خلال أسبوعين فقط.. وخبراء يطالبون بالحد من تكاثر الكلاب الضالة وتوفير الأمصال وإنشاء شركة متخصصة في التعامل مع الحيوانات للحد من خطورة الإصابات.
يبدو أن شهر أغسطس سيكون شهر افتراس المصريين من الكلاب المفترسة، فخلال أسبوعين فقط وقعت 4 حوادث عقر من قبل كلاب ضالة للمواطنين في عدد من المحافظات، وراح ضحيتها 12 مصابًا معظمهم من الأطفال.
بدأت الحوادث مطلع الشهر الجاري عندما عقر كلب ضال 3 أطفال على الأقل في قرية البصارطة التابعة لمدينة دمياط، ونُقلوا إلى مستشفى دمياط التخصصي مصابين بإصابات مختلفة، وتبين من أقوال الأهالي هجوم أحد الكلاب الضالة على الأطفال في القرية.
وتراوحت الإصابات عقر في أجزاء مختلفة من الجسد، حيث جرى اسعاف الاطفال بقسم الاستقبال بالمستشفى وخروجهم بعد الاطمئنان على صحتهم.
وفي المنيا أصيب 5 أشخاص بإصابات خفيفة، إثر مهاجمة كلب ضال لهم في مركز ملوي جنوب المحافظة، حيث تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بإصابة 5 أشخاص بشارع اليوسفى بحى جنوب مدينة ملوي نتيجة هجوم حيوان كلب ضال، وتم نقل المصابين إلى مستشفى ملو العام، وتمكنت قوات الأمن من محاصرة الكلب.
أما في البحيرة فأصيب 4 أشخاص بينهم 3 أطفال بجروح، جراء عقر كلب مسعور أثناء سيرهم بالشوارع بدائرة مركز بدر.
وتلقت الأجهزة الأمنية بلاغا يفيد باستقبال مستشفى بدر المركزي 4 أشخاص بينهم 3 أطفال، مصابين بجروح متفرقة في أنحاء الجسم، نتيجة عقر كلب ضال، حيث حصلوا على الأمصال وعمل الإسعافات الأولية للمصابين.
وفي البحر الأحمر، عقر كلب ضال، طفلا في منطقة الإذاعة والتليفزيون بمدينة سفاجا جنوب المحافظة، وكشفت المعلومات الأولية أن الكلب هاجم الطفل أثناء ذهابه الي السوبر ماركت لشراء مستلزمات للمنزل، مما تسبب في إصابته إصابة بالغة، بأحد ساقية تم نقل الطفل لمستشفى سفاجا المركزي لعمل الجراحات اللازمة.
وتأتي هذه الحوادث إضافة لمجموعة من الحوادث التي توالت خلال الأشهر القليلة الماضية وكان أبرزها حادثة هجوم كلب مسعور على طفلة بمدينة المستقبل، خلال شهر مايو الماضي، وسبقها حادث إصابة 12 طفلا بإصابات متفرقة في هجوم لكلب ضال في قريتي منهرو ومنشأة الأمراء التابعتين لمركز أهناسيا.
وفي هذا الشأن يقول خبراء الطب البيطري والتنمية المحلية إن مشكلة الكلاب الضالة ليست بجديدة على مجتمعنا بل هي متواصلة خلال السنوات الأخيرة، وأن حلها يتطلب تكاتف الجهود من أجل الوصول لحلول جذرية تقضي على هذه الظاهرة.
وقالت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إن البحث عن حلول جذرية لأزمة الكلاب الضالة يتطلب حلولا جذرية على محورين، المحور الأول عن طريق اعتماد مناهج علمية مستدامة ضد تكاثر عدد الحيوانات الضالة.
وأضافت "زكي" أن هذا الحل يعد الأمثل، حيث أن الحلول التي اتبعتها الجهات التنفيذية خلال السنوات الماضية لم تحل المشكلة، داعية إلى البعد عن تسميم الكلاب الضالة، والعمل على تكثيف الجهود الخاصة بتوفير الأمصال المعالجة للسعر في أكبر عدد من المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى الجمهورية.
ولفتت الخبيرة البيطرية إلى أن الأزمة الأكبر هي الكلاب المشرسة وهي كلاب من فصائل وسلالات أجنبية يقتنيها بعض الأشخاص ويقومون بالمخالفة للقانون بتشريس هذه الكلاب وجعلها أكثر عدوانية وخطورة، وهو الأمر الذي يتطلب تفعيل القوانين الخاصة باقتناء هذه الحيوانات والعمل على منع استيراد هذه الأنواع من الكلاب الشرسة بطبعها، فهناك كلاب أليفة تصلح للاقتناء المنزلي، إلا أن هناك أنواعا خطرة للغاية وسلوكها الطبيعى شرس مثل الرود فايلر.
وشددت الطبيبة البيطرية على أن الحل لهذه الحيوانات هي وضع عقوبات رادعة لأي أشخاص يقومون بتشريس الكلاب أو تربية الأنواع الشرسة، ووضع ضوابط وعقوبات صارمة لاقتناء الحيوانات المفترسة وكذلك على الأماكن التي تعمل على تربية الحيوانات بدون تراخيص أو وعي كاف بالمخالفة للقانون.
ودعت "زكي" إلى العمل على نشر الوعي بين المواطنين حول تربية واقتناء الحيوانات والبعد عن الحيوانات المفترسة والشرسة التي تعد قنابل موقوتة في كل منزل.
من جهته، قال الدكتور حمدى عرفة، استاذ الإدارة المحلية بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، أن القضاء على مشكلة الكلاب الضالة والشرسة من شوارع ومحافظات مصر تتطلب تكاتف الجهود بين مختلف الجهات المعنية، مشددا على أن مسؤولي الخدمات البيطرية لا تستطيع بمفردها تحمل هذه المشكلة الكبيرة والمتشعبة.
وأضاف "عرفة" أن الأرقام الصادرة عن هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة تشير إلى أن أكثر من 430 ألف مواطن معظمهم من الأطفال تعرضوا للعقر من الكلاب الضالة خلال 2020، وهو الأمر الذي يحتم التعامل بجدية مع هذه المشكلة وبخاصة في المحافظات الأعلى تسجيلا للإصابات وهي البحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة.
وتابع: "حل المشكلة يبدأ من تعاون الجهات وإنشاء كيان مسئول عن التعامل مع الكلاب الضالة والشرسة حتى لو تطلب الأمر إسناد الموضوع بالكامل لشركة متخصصة في التعامل مع الحيوانات الشرسة من أجل وقف الحوادث المتكررة، والحد من الإصابات".