الدكتور أحمد العليمى، باحث مصرى، تخرج فى كلية الزراعة، جامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير فى تغذية الدواجن من الجامعة نفسها، عن دراسته لتحسين أعلاف دجاج إنتاج اللحم (دجاج التسمين)، ثم تهافتت عليه الدول الغربية للاستفادة من علمه وأبحاثه، فاختار أن يتوجه إلى الولايات المتحدة، لاستكمال أبحاثه والحصول على درجة الدكتوراه.
حصل العليمى على 6 جوائز أمريكية مرموقة، تتويجًا لعمله على تطوير تغذية الأبقار، وهما جائزتان دوليتان، من الجمعية الأمريكية لعلوم الحيوان، أكبر تجمع يضم علماء الحيوان من كل التخصصات، وحصل على جائزه التميز العلمى، وجائزة السفر الدولى، نتيجة لجهوده فى تحسين إنتاجية البقر الحلاب وحيوانات التسمين من أمريكا.
وأجرى الدكتور أحمد العليمى، على مدى السنوات الماضية، دراسات متقدمة لتحسين جودة أعلاف الحيوانات فى جامعة (الينوى) الأمريكية، التى توجت بحصوله على درجة الدكتوراه، فى تخصص تغذية الحيوان بتقدير ممتاز.. مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالى:
■ فى البداية؛ كان لنا سؤال عن البحث الأخير، الذى هز الأوساط البحثية فى العالم والخاص بالإنتاج الحيواني؟
- قديما كانت هناك مجموعه من الدراسات المتقدمة لاستخدام التغذية فقط لتمد الجسم بما يحتاج إليه، ولكن مع البحث وجدت أنه يمكن استخدام التغذية فى زيادة مناعة الجسم حيث تستطيع مهاجمة الفيروسات في الجسم بصوره عامة للإنسان والحيوان، لتزيد من مناعته، خاصة فى الفترة الحرجة، وهى ما قبل الولادة وما بعدها، وهو ما يحتاج معه إلى تقوية المناعة، ومن هنا جاءت فكرة البحث؛ حيث توصلت إلى طريقة بها تزداد قوة مناعة الجسم مع التغطية الغذاثية المطلوبة.
■ وما هى المادة التى تناولها البحث، والتى تزيد من قوة مناعة الجسم مع التوفير في تكلفة الغذاء؟
- المادة التى توصلت اليها عن طريق البحث والتى تم الإعلان عنها مؤخرا هى جزء من الاحماض الأمينية الموجوده فى الجسم، ومن أهمها: حمض (الميثونين)، وهو موجود بالفعل فى الجسم، لكن تناوله أو إضافته على الوجبة الأساسية، يساعد على تقوة الجهاز المناعى، ويقلل من الاحتياج إلى أغذية بديلة، قد تكون باهظة الثمن، وهو من العناصر التى تركيزها قليل ولا تحتاج إلى إضافات معها، وهو ما يساعد على زيادة الإنتاج بالنبسه للحيوان ومضاعفته مع قلة تكلفته.
■ وما الفكرة الأساسية للبحث؟ وكيف يتم تطبيقها على أرض الواقع؟
- الفكره الأساسية هى استخدام (الميثونين) فى طعام الأم، وذلك خلال الثلاثة أسابيع الأولى قبل الولادة، وتابعنا تأثير ذلك على الجنين، وعلي الأم، وذلك بالنسبة للحيوانات، فما يهمنا هو زيادة الإنتاج، حتى تتم الاستفادة به، ولاحظنا أنه يزيد من اللبن المستخرج من الحيوان، إضافة إلى قيمته وجودته، وتم تطبيق ذلك على أرض الواقع فى الخارج، وأثبتت التجارب مضاعفة الإنتاج الحيوانى بشكل واضح.
■ وما العائد من البحث على المجتمع المحلى والدولة؟
- العائد اقتصادى بحث حيث إن إضافة (الميثونين) على الغذاء للحيوان يزيد من الإنتاج، وكذلك يحسن من صحة الحيوان، بما يكون له مردود واسع، وغزارة فى الإنتاج، من حيث الكم والكيف، والعائد غير المباشر انه يستخدم لتحسين الصحة؛ حيث إنه يساعد على تحسين المناعة، الأمر الذى يجنب حدوث أمراض فيما بعد، كما يوفر أموالا طائلة لعلاج الحيوان، مع رفع مناعته وتحسين صحته، إضافة إلى تحسن صحة الأجيال الجديدة، وازدياد معدلات النمو بعد الحصول على (الميثونين) من الجينات والصفات الوراثية للأم.
■ وهل تمت الاستفادة من البحث بالفعل فى مصر وخارجها أم ما زال البحث قيد التجربة؟
- تمت الاستعانة بالبحث، خاصةً وأن تلك هى المرة الأولى التى يتم تجربة البحث فيها على الإنسان والحيوان، ولذا فإن هناك توجها من وزارتى الزراعة والصحة الأمريكية، لعمل خطة طموح بتكلفة ملايين الدولارات، لكى يجدوا العناصر الغذائية، التى تحسن من صحة الإنسان والحيوان فترة الحمل والولاده، مما سوف يساعد على تحسين الصحة العامة، وهو ما يحتاج معه الاستعانة بـ(الميثونين).
■ ما أهم الأبحاث التى قمت بها مؤخرا؟
- قمت بإعداد أبحاث خاصة بزيادة قوة ومناعة الطيور، مع زيادة العائد من إنتاجها، وتم نشر البحث فى أكثر من مكان، وعرض على منح فى المانيا وهولندا والتشيك، وذلك لإضافة جزء بحثى ينقصهم هناك، وعملت هناك على جزء خاص، باستخدام التغذية لتحسين مناعة الإنسان ووقايته من الأمراض.
وتم إجراء أبحاث على الأغذية التى تقلل من أمراض الدماغ ثم عرض على العمل فى ٦ جامعات فى أمريكا واخترت جامعة (الينوى الأمريكية)، وتركزت الأبحاث التى قمت بها هناك على تحسين العلائق المقدمة للأبقار الحلابة أثناء فترة الحمل وبعد الولادة، بما يسهم فى تحسين الحالة الصحية والإنتاجية للأبقار وكذلك العجول الناتجة من تلك الأبقار.
ومن هنا بدأت فى العمل على الجزء الخاص بالإنتاج الحيوانى حيث اننا نعانى من أزمه كبرى بالنسبة للتغذية التى تصل تكلفتها إلى ٧٠٪ من إجمالى المصروف على الإنتاج الحيوانى.
■ وماذا عن الدراسات الأخيرة التى أجريتها والخاصة بزيادة الإنتاج الحيوانى؟
- قمت بإجراء أبحاث عن مجموعة من التغيرات فى القناة الهضمية والتى تساعد الأبقار المتميزة على تعظيم الاستفادة من الغذاء المأكول رغم قلته بما يحافظ على إنتاج اللبن واللحم دون تأثر.
وترجع اهمية تلك الدراسات انها تساعد فى الكشف المبكر عن تلك الابقار المتميزة مباشرة بعد الميلاد بما يقلل من تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ ويعود بزيادة الربح للمنتجين.
■ وكيف نستطيع توفير (الميثونين) فى مصر؟
- الميثونين مكون من دره وفول صويا، وهو موجود، ويستطيع التاجر الحصول عليه، لكنه منتج غير محلي، حيث يتم استيراده من الخارج، لذا فإنه فى الفترى الحالية نقوم على أبحاث كيفيه إبجاد بديل محلى؛ حيث هناك أكتر من مشروع لإيجاد حلول محلية ومنتج مصرى، يقوم بنفس الوظائف التى يقوم بها (الميثونين)، حتى لا نكون تحت رحمة المنتج الخارجى.
■ وبعد عودتك من الخارج هل وجدت مرونه فى العمل فى مصر؟
- بالفعل؛ حيث إن المركز القومى للبحوث، يوفر كافة الامكانيات المطلوبه للبحث، مع توفير المناخ الجدى والملائم، بالإضافة إلى أن الدولة تسعى جاهدة لزيادة مخصصات البحث العلمى فى المرحلة المقبلة.
إضافة "الميثونين" لمضاعفة الإنتاج وتحسين السلالات
تلقيت عروضًا للعمل فى 6 جامعات بأمريكا فاخترت “الينوى”.