ألقى الشيخ حامد نور الدين، إمام وخطيب مسجد المنشية الجامع في العاصمة طور سيناء، خطبة جمعة اليوم، بعنوان “من دروس الهجرة النبوية.. “التخطيط واعتماد الكفاءات” ، مؤكدا أن التخطيط سلوك إسلامي قويم، ومنهج رشيد حث الإسلام على ممارسته في جميع شؤون الحياة؛ لأنه بالتخطيط يحقق المسلم فعالية في عمله وإنتاجه، وكفاءة في أدائه، ومشيرا إلى أن التخطيط الإسلامي هو: “ إعمال الفكر في رسم أهداف مشروعة؛ مع تحديد الوسائل المتاحة وفق الموارد المتاحة شرعا، وبذل الطاقات في استثمارها؛ لتحقيق الأهداف في أقل وقت ممكن، مع تعليق النتائج بقضاء الله وقدره”
واستعرض نور الدين كيف وضع النبي صلى الله عليه وسلم خطة متينة محكمة بهجرته إلى المدينة بداية من نوم سيدنا علي - رضي الله عنه- على فراشه صلى الله عليه وسلم مغطيًا رأسه، وعبدالله بن أبي بكر كان يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها فإذا اختلط الظلام تسلل إلى الغار وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر؛ فإذا جاء السحر رجع مصبحا بمكة، وكانت عائشة وأسماء يصنعان لهما الطعام ثم تنطلق أسماء بالسفرة إلى الغار؛ ولما نسيت أن تربط السفرة شقت نطاقها فربطت به السفرة وانتطقت بالآخر؛ فسميت بـ( ذات النطاقين )، ولأبي بكر راعٍ اسمه عامر بن فهيرة ، كان يرعى الغنم حتى يأتيهما في الغار فيشربان من اللبن، فإذا كان آخر الليل مر بالغنم على طريق عبدالله بن أبي بكر عندما يعود إلى مكة ليخفي أثر أقدامه وغيرها من أساليب الخطة المحكمة.
وقال نور الدين إن هذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم ، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه؛ في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل؛ واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولًا وآخرًا .