قال كومسا ديريبا زعيم جيش تحرير أورومو في إثيوبيا، إنهم اختاروا الانضمام إلى جبهة تحرير شعب التيجراي، على الرغم من المعارضة الشديدة لها على مدار أكثر من ثلاثة عقود حينما كانت تتولى التيجراي السلطة في البلاد.
وأكد كومسا ديريبا أن السبب الذي دفع جبهة تحرير الأورومو للانضمام إلى التيجراي، هو الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وإسقاط حكومته لوقف الأزمة التي تمر بها إثيوبيا، وفقا لتصريحات "ديريبا" لوكالة "رويترز".
وأعلنت جبهة الأورومو أمس الأول الأربعاء التحالف العسكري مع جبهة تحرير شعب التيجراي، ضد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وأكد زعيم جيش تحرير أورومو كومسا ديريبا، المعروف أيضًا باسم جال مارو، لوكالة أسوشيتيد برس في مقابلة اليوم الأربعاء: "الحل الوحيد الآن هو الإطاحة بهذه الحكومة عسكريًا، والتحدث باللغة التي يريدون التحدث بها".
وقال ديريبا إن الاتفاق تم التوصل إليه قبل أسابيع قليلة بعد أن اقترحته قوات تيغراي، وأضاف دريبا "اتفقنا على مستوى من التفاهم للتعاون ضد نفس العدو وخاصة في التعاون العسكري". وأشار إلى أنهم يتشاركون المعلومات ويقاتلون بالتوازي، منوها إلى أن المحادثات جارية بشأن تحالف سياسي أيضًا، وأكد أن مجموعات أخرى في إثيوبيا منخرطة في مناقشات مماثلة: "سيكون هناك تحالف كبير ضد نظام أبي أحمد".
وكان المتحدث باسم قوات تيجراي جيتاتشو رضا، أكد لوكالة أسوشييتد برس الأسبوع الماضي قائلا "نعم، نحن نعمل مع بعض الأشخاص" في السعي للتوصل إلى ترتيب سياسي، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وأوضح دريبا أن الموافقة على مقترح التحالف مع قوات التيجراي أمر تطلب بعض التفكير، حيث "ارتكبت التيجراي العديد من الفظائع" ضد شعب الأورومو خلال فترة حكم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ولم يتم حل المشاكل التي خلقتها، إلا أنه قرر أنه من الممكن العمل معًا، على الرغم من وجود بعض الشكوك، "آملا أن تكون جبهة تحرير شعب التحرير قد تعلمت درسًا".
وأضاف "لا أعتقد أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي سترتكب نفس الأخطاء ما لم تكن قد فقدت عقولها، وإذا فعلوا ذلك، فستكون هناك فوضى في إثيوبيا ويمكن أن تنهار كدولة".
ودعا آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، في بيان له الثلاثاء الماضي، الشعب الإثيوبي للانضمام إلى الجيش للقتال ضد جبهة تحرير شعب التيجراي، بعد توالي انتصاراتها في إقليم الأمهرة وعفار.
وقال آبي أحمد "الآن هو الوقت المناسب لجميع الإثيوبيين المؤهلين الذين بلغوا سن الالتحاق بقوات الدفاع والقوات الخاصة والميليشيات وإظهار حب الوطن"، زاعما أن جبهة تحرير التيجراي، يتلقى المساعدة من "أيادي أجنبية".
وأضاف "البلاد بأكملها يجب أن تقف وراء معركة هزيمة جبهة التيجراي، ومن المتوقع أن يساهم الإعلام والفنانين والناشطين السياسيين في تعزيز دعم الشعب للبلاد".
وأكد على أنه "يجب على كل إثيوبي العمل بشكل وثيق مع قوات الأمن ليكونوا عيون وآذان البلد من أجل تعقب وكشف جواسيس وعملاء جبهة تحرير تيجراي الإرهابية"، وفق زعمه.
وتصاعد التوتر في إثيوبيا خلال الآونة الأخيرة بعد هروب الجيش الإثيوبي من إقليم التيجراي، نهاية يونيو الماضي، إثر سيطرة جبهة تحرير شعب التيجراي على العاصمة ميكيلي، وأسر 8 آلاف جندي من الجيش الإثيوبي، وبدأت العرقيات الإثيوبية الأخرى بإيعاز من آبي أحمد، في حمل السلاح لمواجهة "التيجراي" التي أعلن قادتها استمرار تقدمهم وحربهم ضد الجيش الإثيوبي.
وأكدت منظمة العفو الدولية، الأربعاء، أن الجيش الإثيوبي إلى جانب الجيش الإريتري وميليشيات الأمهرة، ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، خلال حربهم ضد إقليم التيجراي الواقع شمال إثيوبيا والتي بدأت في نوفمبر من العام الماضي.
وقالت العفو الدولية في تقرير لها "ارتكبت القوات التي تقاتل لدعم الحكومة الفيدرالية عمليات اغتصاب واسعة النطاق ضد النساء والفتيات من عرقية تيجراي" وأوضحت "من بين الجناة أعضاء من قوات الدفاع الإريترية وقوات الدفاع الوطني الإثيوبية والقوات الخاصة لشرطة أمهرة الإقليمية، وهي ميليشيا أمهرة غير رسمية".
ونوهت إلى أنه "بالنظر إلى سياق وحجم وخطورة العنف الجنسي المرتكب ضد النساء والفتيات في تيجراي، فإن الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".