قبل عدة أشهر من الآن تسللت المشكلات تباعا إلى عش الزوجية بين الشاب الثلاثيني وزوجته، الأمر الذي استدعي تدخل العقلاء من العائلتين للصلح بينهما وإعادة المياه لمجاريها، وهو ماتحقق بالفعل حيث تعهد الزوج بحسن معاملتها، وجرت الأمور طبيعية، فالزوج يخرج للعمل صباحا لتوفير بضعة جنيهات يعود بها في المساء محملا بمتطلبات المنزل، ومن ثم الخلود إلى النوم لأخذ قسط من الراحة يمنحه القدرة على مواصلة العمل في اليوم التالي، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال، إذ تجددت المشكلات بين الزوجين مرة أخري، حتى عصفت بأركان المنزل، وراحت تمزق تلك العلاقة، لينفرط العقد رويدا رويدا، حيث تفاقمت الأمور سريعا، تركت علي أثرها الزوجة المنزل وتوجهت للإقامة في منزل أسرتها، ووصل قطار الزواج بهما قبل خمسة أيام إلي المحطة الأخيرة "الطلاق".
لم يتحمل الزوج الانفصال عن زوجته ورفضها العودة إليه مرة أخرى، فقرر الانتقام معتقدا أن والدتها "حماته" هي من حرضت نجلتها علي عدم الرجوع له، وفي سبيل ذلك انتظر والدة زوجته حال خروجها من المنزل رفقة بنته " فريدة" وتتبع خطواتها وما أن سنحت له الفرصة تعدي علي "الجدة" بسلاح أبيض، وألقي جثتها في مصرف مائي، كائن بمحل الجريمة، ثم امسك نجلته وألقى بها بذات المصرف، ولاذ بالفرار، وعقب العثور على جثماني الضحايا وبعد إبلاغ الشرطة، انتقل فريق من النيابة العامة لمناظرة جثتى المجنى عليهما، وتبين ان الجثة الأولى لسيدة مرتدية ملابسها ومصابة بجرح ذبحى بالرقبة وعدة طعنات بالجسد، و الجثة الثانية لطفلة فى ربيعها الأول لم تظهر عليها إصابات ظاهرية.
وبعمل التحريات أمكن تحديد هوية المجني عليهما وتبين أنهما "سالمه م" ربة منزل، وطفلة تدعي "فريدة" حفيدة المجني عليها الأولي لابنتها.
وبإبلاغ اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والذي شكل فريق بحث مكبر لسرعة كشف ملابسات وتفاصيل الواقعة والتي توصلت جهوده بعد التحفظ على الكاميرات وتفريغها أن وراء ارتكاب الجريمة عاطل والدة الطفل وزوج نجلة المجني عليها الأولي، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة وتحديد مكان المتهم أمكن ضبطه واقتياده إلي ديوان القسم.
وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة بسبب خلافات أسرية بينه وبين زوجته والتي انفصلت عنه قبل 5 أيام وأثناء محاولته إرجاعها لعصمته مرة أخرى رفضت هى ووالدتها.
واضاف المتهم أنه أعد العدة لقتل حماته والتربص بها وأنه كان تحت تأثير المخدر الذي قاده إلي ارتكاب جريمته، ويوم الواقعة ركض خلف والدة زوجته التي كانت في الشارع حامله طفلته وعند اقترابها من المصرف محل العثور علي جثتهما باغتها من الخلف بسلاح أبيض مطواة يذبحها من منطقة الرقبة وسدد عدة طعنات لها وألقاها داخل المصرف وكذا ألقى نجلته ولاذ بالفرار.
تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء رجب عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة والذي أحال الواقعة إلي النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.