الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

هنيدي ينعش شباك التذاكر بـ "الإنس والنمس "

محمد هنيدي.. الانس
محمد هنيدي.. الانس والنمس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدو أنه سيظل يتحمل مسئولية عودة الإيرادات للسينما المصرية، ففى الوقت الذى كانت السينما تواجه شبح الانهيار، حيث عانت فى فترة التسعينيات من القرن الماضى من الكساد وعزوف الجمهور عن شباك التذاكر، ظهر هذا الكوميديان الموهوب، النجم محمد هنيدي، ليقود كتيبة إنقاذ هذه الصناعة العملاقة، وتحديدا عام ١٩٩٧، حينما شارك وقتها فى فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، مع محمد فؤاد وخالد النبوي، ليحقق هذا العمل إيرادات بلغت نحو ١٥ مليون جنيه، وهو رقم كان فى تلك الفترة فلكيًا، وذلك بالقياس بعدد دور العرض وسعر التذكرة.

وفى العام التالي؛ وبعد نجاح «إسماعيلية رايح جاي»، واصل هنيدى إيراداته الفلكية من خلال فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» الذى حقق ٢٧ مليون جنيه، هذا الرقم وإن تم تحطيمه عدة مرات عن طريق نجوم آخرين فى السنوات الأخيرة، إلا أنه يبقى الأعلى فى تاريخ السينما، وخاصة بعد أن وصل سعر التذكرة فى الوقت الحالي، إلى أكثر من أضعاف، ما كان عليه أيام عرض فيلم هنيدي، إضافة إلى أن عدد النسخ التى تعرض حاليًا تعد ضعف عدد النسخ التى كانت تعرض فى نهاية التسعينيات من القرن الماضي.

وبعد مرور ما يقرب من ربع قرن عقب الإيرادات الضخمة والانطلاقة القوية التى أبرزت اسم «محمد هنيدي» بشكل لافت للنظر من خلال فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، ثم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، يعود هنيدى مرة أخرى فى مهمة إنقاذ جديدة للسينما المصرية، وكأنه قائد كتيبة كوماندوز مهمتها فك طلاسم «الإيرادات».

عاد «هنيدي» هذا العام للسينما من خلال فيلم «الإنس والنمس»، بعد غياب أربع سنوات منذ أن قدم فيلم «عنتر ابن ابن ابن شداد» الذى قدمه عام ٢٠١٧، ويمارس هنيدى دوره كمنقذ مرة ثانية، بعد أن عانت السينما المصرية شأنها شأن السينما العالمية بسبب فيروس كورونا والتى أثرت بشكل سلبى على شباك التذاكر.

عودة هنيدى هذا العام حملت العديد من الجوانب الإيجابية، أهمها استعادة السينما عافيتها مرة أخرى والتنافس الشريف بين العديد من الأفلام منها «العارف» للنجم أحمد عز، و«البعض لا يذهب للماذون مرتين» للنجم كريم عبد العزيز و«مش أنا» للنجم تامر حسني، وأيضًا استعادة الكوميديان الكبير محمد هنيدى لذاكرة «عرش الإيرادات» التى سبق وتربع عليها فيما مضى من خلال مجموعة كبيرة من أفلامه.

وكان فيلم «الإنس والنمس» قد حقق إجمالى إيرادات وصلت إلى ١٦ مليون و٦٧٤ ألفا و٤٣ جنيهًا فى ٦ أيام وتحديدًا خلال الفترة من ٤ حتى ١٠ أغسطس الجاري، ليمنح هذا الرقم صناع الفيلم ثقة كبيرة فى حصد المزيد من الإيرادات خلال الفترة المقبلة، وخاصة أن موسم إجازات المدارس والجامعات لم ينته بعد.

يعد محمد هنيدى هو نجم جيله الذى ضم كتيبة كبيرة من النجوم، وجد فيهم صناع السينما فى هذه الفترة ضالتهم، ليخرجوا من حالة الكساد الشديدة التى كانت تعانى منها السينما إلى إيرادات خيالية، أدت إلى مزيد من الإنتاج السينمائي، حيث بدأ كل المشاركين مع هنيدى فى فيلم مثل «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» يحصلون على البطولة المطلقة فى أعمال أخرى.

فقدم أحمد السقا مجموعة كبيرة من الأعمال بعد أن تخصص وبرع فى أفلام «الأكشن»، وقدم هانى رمزى مجموعة أخرى من الأعمال الكوميدية، وأيضًا نفس الحال مع كل من شارك فى هذه الفترة، على سبيل المثال الفنان أحمد عيد الذى شارك مع هنيدى فى فيلم «همام فى أمستردام» بدور صغير قدم بعدها العديد من أدوار البطولة فى أعمال سينمائية تحمل اسمه، وهكذا الحال بالنسبة لعدد كبير من النجوم.

وظل «هنيدي» لفترة لا بأس بها متربعًا على شباك الإيرادات، وما زال يعد واحدًا من النجوم الذين يضعهم صناع السينما فى مصر والعالم العربى على قائمة أولوياتهم، وذلك بفضل الحضور الطاغى الذى يتميز به هنيدى لدى جمهور عريض فى مصر والعالم العربي.

ويعد هنيدى أيضًا من أبرز نجوم جيله الذين انخرطوا فى الاهتمام بالسوشيال ميديا، وأصبحت صفحته بمرو الوقت متنفسًا كوميديًا لكل متابعيه، فهو نشيط للغاية فى هذه المسألة، وهذا يعد ذكاء كبيرا منه، بسبب التأثير الكبير الذى أحدثته السوشيال ميديا بين فئة الشباب، فحافظ هنيدى على تواجده الدائم فى أذهان جمهوره، حتى لو كانت أعماله أقل حظًا عن ذى قبل.

ولد هنيدى يوم ١ فبراير عام ١٩٦٥، وبالرغم من أنه دخل فى فترة الخمسينات التى قد تجبر المنتجين والمخرجين على وضع هنيدى فى منطقة أخرى من الأدوار، لكن الله منحه الوجه الطفولى الذى يجعل الجمهور، وأيضًا صناع الأعمال الفنية على ثقة تامة بأنه من المنطقى جدًا أن يظل هنيدى يجيد تجسيد الأدوار التى كان من الممكن أن يجسدها فى فترة عمرية سابقة، وهذه ميزة قل أن تجدها فى العديد من الممثلين.

ظل هنيدى حارسًا أمينًا لمنطقة الكوميديا ويراهن على تلك المنطقة، حتى وإن أصابتها «لعنة» الإيرادات بعض الشيء، فهو يرفض الابتعاد عنها مهما حدث، لإيمانه بأن المصريين فى حاجة دائمة للضحكة والابتسامة، وما زال يجوب فى دروب الكوميديا يبحث عن الفكرة الجديدة ليقدمها سواء فى السينما أو من خلال الشاشة الصغيرة أو على خشبة المسرح.

قدم هنيدى على مدى مشواره، حتى الآن، ما يقرب من ٤١ فيلما سينمائيا، منها ١٧ فيلما بطولة مطلقة، كما شارك فى بطولة ١٨ مسرحية إلى جانب ١٢ مسلسلا، بالإضافة إلى ٩ أعمال رسوم متحركة، و١٣ مسلسلا إذاعيا و٥ فوازير منها ٣ جسد بطولتها، إلى جانب تقديمه بعض البرامج التليفزيونية.

هذا الرصيد الحافل من الأعمال ارتبط معظمه بالكوميديا، ليقتنص هنيدى ألقابا عدة من جمهوره ومحبيه، منها «ملك الكوميديا»، و«عميد الكوميديا»، و«نجم الألفية الجديدة»، و«قائد الجيل»، وغيرها من الألقاب التى تضع على عاتقه مسئولية كبيرة تجاه جمهوره، ومن جانبه يسعى جاهدًا ليكون على قدر هذه المسئولية.