فى إطار الاحتفاء بـ «الأيام الثقافية لسان بطرسبورج فى مصر» وضمن فعاليات عام التعاون الإنسانى بين مصر وروسيا، قدمت أوبرا سان بطرسبورج أوبرا «ريجو ليتو» للمخرج الكبير «يورى ألكسندروف» على مسرح الأوبرا الكبير بالقاهرة لأول مرة فى تاريخها، خلال يومى ١٠ و١١ يوليو الماضى.
ويعتبر «سان بطرسبورج» هو أول مسرح أوبرالى روسى يأتى إلى القاهرة بعرض مسرحى متكامل مكون من ١١٥ فنانًا، وقدم العرض بدعم من إدارة مدينة سان بطرسبورغ الروسية والسفارة الروسية والمركز الثقافى الروسى بالقاهرة.
أوبرا «ريجوليتو» هى دراما موسيقية فى ثلاثة فصول، لموسيقى «جوزيبى فيردي» ليبريتو «فرانشيسكو بيافى، وهى مقتبصة عن مسرحية «الملك يلهو» لفيكتور هوجو، ومن بطولة فرقة «أوبرا سان بطرسبورج» المسرح القومى لموسيقى الحجرة، وبقيادة المايسترو الكسندر جويخمان، وقد رُشح العرض لجائزة «القناع الذهبي» القومية الروسية.
واستطاع المخرج الروسى «ألكسندر» فى إظهار الطابع الدرامى لشخصيات المسرحية من خلال القالب الغنائى الأوبرالى وإبراز الصراعات النفسية الداخلية لكل الشخصيات والتى برزت من خلال الأداء المبهر لفنانى فرقة بطرسبورج، والعزف الموسيقى المبهر للأوركسترا بقيادة «ألكساندر جويخمان»، كما كانت الملابس أيضًا مبهرة من حيث مراعاة الحقبة التاريخية من خلال التصميم والألوان المستخدمة، وفخامة الخامات واستخدام الماسكات وأدوات التنكر.
وتدور أحدث المسرحية الدرامية فى قصر دوق مانتوا حيث يقام حفل براق ملئ بالمرح والضجيج والخمر ويغنى الدوق لضيوفه عن حياة الملذات والسعادة، ليظهر «ريجوليتو» المهرج فى بلاط القصر ويسخر من الجميع والكثير يكرهونه ويخافون منه إلا انه «ريجوليتو» هو المهرج المفضل لدى الدوق وملهمه فى كل مغامراته العاطفية ولهوه العابث، وهو صاحب أفكار أغلب مغامرات الدوق، الذى يقوم بإغواء أغلب النساء الذين يقعوا فى طريقة.
وكان لـ «ريجوليتو"ابنه تدعى «جليدا» وكانت تعيش حبيسة بناءً على تعليمات والدها، وكانت لا تعرف سبب إصراره على حبسها طوال تلك السنوات، وكانت عندما يعود إلى المنزل تلاحقه بالأسئلة عن سر سجنها، ليشاهد علامة للدوق التى تشير إلى رغبة الدوق فى لقاء «جليدا»، ويشعر بالخوف ويشدد على «جيوفانا» مربية ابنته بأن تكون أكثر يقظة فى المحافظة على ابنته، وبعد مغادرة ريجوليتو يظهر الدوق الذى تتذكره جليدا، حيث إنه قد رأته من قبل بداخل الكنيسة، وحلمت وبقاءه دون أن تخبر أحد عنه.
وفى نفس الوقت يقوم رجال الدوق وحاشيته بعمل مؤامرة حتى يستطيع الدوق الخوض فى إحدى مغامراته الجديدة وقاموا بالعبث مع مربية جليد «جيوفانا» ويقومون بسرقة مفتاح المنزل، ثم يقومون بخداع «ريجوليتو» ويوهموه بأنهم سيقومون بخطف الكونتيسة الجميلة «دى تشبرانو»، ويعصبون عينيه وأخبروه بان يصعد الدرج حتى ينتهوا من خطفها، ولكنهم يقومون بالتسلل إلى داخل منزله وقاموا بخطف «جليدا» ابنته، لينزع ريجوليتو العصابة عن عينية ويكتشف أنه تم خداعه.
ويتم حبس «جليدا فى إحدى غرف القصر، ويأتى رجال الحاشية على الدوق ليخبروه فى سعادة بما قاموا بفعله، ويسرع ليرى الفتاة المخطوفة، ويظهر ريجوليتو وهو يحاول أن يخبئ أحزانه ومعاناته، وينفجر ويصرخ «اعيدوا لى ابنتي» وتخرج «جليدا من باب الغرفة المجاورة وهى تبكى، وتخبر والدها عن تلك الليلة الرهيبة التى مرت بها وعن أول لقاء لها مع الدوق، ليتوعد رجوليتو بأنه سيأخذ بالثأر وينتقم لابنته، ويقوم بإرسالها بعيدًا ويتفق مع «سبارفوتشيلي» القاتل المأجور على أمر ما.
وفى أثناء استعداده لتنفيذ ما اتفق عليه مع ريجوليتو، يجد أن شقيقته «مادالينا» قد أعجبت بالدوق، وتتفق مع أخيها بأن لا يتعرض له بأى أذى، ويقرران بأن يقوما بخداع ريجوليتو، وألا يقوم بقتل الدوق ولكنهم يقومون بقتل أى شخص يقوم بطرق الباب، وتسمع «جليدا» المؤامرة وتقوم بالتضحية بنفسها لأنها أصبحت لا تطيق العيش فى هذا العالم السيئ، وتقوم بالتضحية بنفسها وتدخل البيت لتتلقى طعنة صاعقة من خنجر، ويأتى ريجوليتو ومعه النقود التى تم الاتفاق عليها ليصطدم بالحقيقة المرعبة، حيث يأخذ جثة ملفوفة مغطاة بداخل تابوت، وفى أثناء احتفاله بالنصر، يسمع صوت الدوق من الداخل وهو يغنى فى سعادة، ويقوم بفتح التابوت ليجد أن ابنته «جليدا» جثة هامدة بداخل التابوت وأنها قد فارقت الحياة، ليصرخ ريجوليتو فى فزع بأنها هذه هى اللعنة».