السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مراوغات الجماعة الإسلامية وفتنة قتل السادات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بمجرد إعلان مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية عام 1997م، انشقت الجماعات الجهادية بشأنها، فهاجم أحد قيادات القاعدة الجماعة قائلًا: "إنكم قد بنيتم مجدكم باغتيال السادات والآن تتبرءون من العملية.. هذا انهيار أم اعتراف بالخطأ؟!". 
 الحقيقة لا أعرف كيف يفكر بعض قادة الجماعة الإسلامية،  فينسحبون أحيانًا  لمعارك وهمية وأخرى محسوبة  لتوريطهم، يتهمون أي ناصح بأنه متآمر ضدهم ويعملون على حشد الرأي العام ضده وتشويهه وقولبة رأيه وكأنه هجوم على الدين لا سياسات الجماعة. 
من يتابع ردود فعل الجماعة الإسلامية علي حلقات المدعو تامر جمال عطوة كنانة أو "الجوكر" عن السادات واتهامهم بتدبير عملية اغتيال المشير أحمد بدوي ثم الرئيس الراحل السادات ثم الراحل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، يتبين له أنهم لم يتعلموا لا من التاريخ ولا حتى الجغرافيا!!. 
لقد كانت أكثر التعليقات توازنا في الحقيقة هي رد الشيخ عبود الزمر والذي نفي علاقة المخابرات الحربية وضلوعها في تدبير العملية بل وشهد شهادة ربما تكون جديدة  من نوعها على الرأي العام المصري، مؤكدًا أن وفاة المشير أحمد بدوي خالية من أي شبهة سياسية أو جنائية وكانت نتيجة وضع كمية كبيرة من التمر السينائي في الطائرة مما أفقدها توازنها عند الإقلاع  في إشارة إلى أنها معلومات قد  تخص المخابرات الحربية  يصعب الإفصاح عنها بالكامل، ومن الواضح أنه أشرف على التحقيق حولها باعتباره ضابط استطلاع، أو اقترب بشدة من صناع الحدث وقتذاك.  
كما جاء حوار  محمد الإسلامبولي  شقيق قاتل السادات  بموقع الجماعة الرسمي، ليضبط كثير من إيقاعات الحادث والتي تتفق مع الروايات الرسمية وأوراق التحقيقات، فقد وضعت بعض الروايات تقول: إن شقيقه قتل السادات لينتقم من اعتقاله والبعض الآخر يراها أسباب أيديولوجية. 
لكن اللافت للنظر عدم استثمار الجماعة الإسلامية لتلك الاتهامات لصالحها في التبرؤ من العنف وقتل السادات بل والاعتراف والتفاخر بالعملية! ووضع تصورات لا تفيد الجماعة ولا الحقائق التاريخية، كان ذلك خلال احتفالهم وتبنيهم  لشهادة  المنفلت والمنقلب على المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية القيادي الهارب عاصم عبد الماجد،  وهي الشهادة الكارثية  المليئة بالمغالطات وربما نقف عندها فيما بعد. 
الأهم  وهو القادم هو رد أحد قيادات الجماعة من جيل الثمانينيات،وهو جيل الوسط بين الجيلين،  وهو الأستاذ أحمد حسني والذي جسد ببراعة منقطعة النظير موقف الجماعة من السادات وموقف الجماعة وقياداتها الحالية والسابقة من الحقبة بالكامل لتكون حجة عليهم لا لهم، فالرجل اعتبار السادات يستحق عن جدارة "حكم الكافر" وأنه "أول المطبعين" وفي نفس الوقت "قائد  الحرب والسلام"!!، والحقيقة اهدي شهادة حسني لدعاة الهجوم على  عصر السادات باعتبارهم يرددون ان السادات تحالف مع الجماعات الإسلامية وقدم ما عرف بظاهرة دعاة السبعينيات.
هذه الشهادة التاريخية الهامة تدحض الاتهامات الموجهة للسادات، وتؤكد سذاجة الجماعات الإسلامية وفى نفس الوقت استغلال بعض دوائر الدولة لنشاطهم لضرب أهداف وتيارات سياسية أخرى؛  فأحمد حسني  راوغ مراوغة  يجب أن يحصل بها على جائزة فورية من الشيخ أسامة حافظ، وذلك حين غلّف الهجوم على عصر السادات من باب الدفاع عن الجيش، وغلف الدفاع عن الجيش باحترام الشعب المصري له،  وكله في ثوب التحليل المحايد الإيجابي السليم له مخرج وجواب . 
مراوغات بعض قادة الجماعة  لم تثنِ هجوم  قيادات القاعدة على وسائل التواصل الاجتماعي طوال الأسبوع الماضي من الهجوم عليهم  ، فحملت بعض الأصوات هجومًا عنيفًا علي آل الزمر ولا اعرف لماذا طال الهجوم  طارق  ايضًا ربما لأنه في الساعات القليلة الماضية استضاف هو وعناصر الجماعة  السيد ياسين أقطاي مستشار أردوغان لمزيد من المكاسب السياسية وتوفير فرص الحصول على الجنسية التركية  على حساب الجنسية المصرية  بعد أن تخلى الإخوان عنهم ليحصدوا خيبة الأمل بعد مساندتهم طوال السنوات الماضية للإخوان أو ما يسمى "الشرعية".  
لم يسلم أيضًا الدكتور ناجح إبراهيم من هجوم عناصر القاعدة، وأطلقوا عليه المنفلت والمنقلب على خياراته السابقة  رغم أنه لم يتناول قضية الاغتيال من قريب أو من بعيد وصل الأمر إلى  تكفير القيادي القاعدي أبو قتادة الفلسطيني لمجرد أنه قال: أنا أحب مرسي في أحد إصداراته الحديثة، فلا حقيقة عند القاعدة سوى عقيدة التكفير والتفجير. 
أظن المتابع جيدا للمعركة بين الجماعة والجوكر  سيخرج بكثير من النتائج، ويدرك من وراء  دفع الجماعة لهذا الاتجاه  بل والأهم سوف يعرف جيدا لماذا وضعت الدولة الحزب والجماعة على قوائم الحظر والإرهاب. 
لنصل في النهاية  لنعرف من المُفتَرَى عليهِ وَالمفتَرِي عَلينَا، ولا عزاء للمراجعات والمبادرات بعد ذلك !.