أكد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة نادر نور الدين، أن إثيوبيا تحتاج إلى ما يقرب من 50 عاما حتى تتمكن من تشغيل سد النهضة، حيث إن سير إثيوبيا بالمعدل الحالي في التخزين يعني أنها تحتاج 50 سنة من أجل تخزين 75 مليار متر مكعب لتشغيل، الذي وصفه بأنه سد ضخم على دولة صغيرة لا تستطيع إدارته أو تنفيذه.
وقال نور الدين خلال تصريحات تلفزيونية: "إثيوبيا تسرعت في إنشاء السد، والدليل انه قد مر 11 عاما على بدء تشييده ه لكنها لم تخزن أكثر من عشرة مليارات متر مكعب، فما يحدث ما هو إلا ضجيج حول مشروع قومي فاشل".
وأشار نور الدين، إلى أن إثيوبيا قد فشلت في إجراء عملية الملء الثاني، وخزنت كميات هامشية من المياه، تقل عن 2.5 مليار متر مكعب.
وتابع: "مياه النيل الأزرق ومياه الفيضان جاءت إلى مصر عالية وبالفعل ضُخت مياه كثيرة لغسيل النهر وتجديد دورته"، مؤكدا : "سنكون قادرين على تخزين كميات أكبر في بحيرة السد العالي".
وفي وقت سابق عزلت سيول جارفة 5 قرى في شرق ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة السودانية الخرطوم، حيث تواجه الآف الأسر أوضاعا صعبة حسبما أفادت فضائية “ سكاي نيوز ”.
وأبلغ مصعب يوسف رئيس لجنة سكان المنطقة، بأن أكثر من 12 ألفا من سكان تلك المناطق يواجهون أوضاعا إنسانية بالغة الخطورة، بعد أن تسببت تلك السيول في إغلاق الطرق المؤدية إلى المدن المجاورة التي يعتمدون عليها في تقديم الخدمات الصحية والحصول على السلع الغذائية والخدمات.
وقال يوسف: "بات الأطفال والنساء وكبار السن يفترشون المياه حيث تهدمت معظم المنازل بشكل كامل وحتى تلك التي لم تتهدم لم تعد صالحة للمأوى وأصبحت قابلة للانهيار في اي وقت".
وتعيش معظم مدن ومناطق السودان حالة استنفار كبرى بسبب السيول والأمطار الغزيرة التي تواصل هطولها منذ يوم الثلاثاءـ في ظل تردي مريع للطرق والبنيات التحتية وتدهور كبير في الخدمات الصحية.
وإضافة إلى الامطار، يتزايد خطر تكرار كارثة فيضانات العام الماضي التي كانت الأكبر في تاريخ البلاد؛ حيث اجتاحت 16 ولاية من مجمل ولايات البلاد البالغة 18 ولاية، وأدت إلى مقتل نحو 117 شخصا، ودمرت أكثر من 100 ألف منزل بشكل كامل أو جزئي، إضافة إلى مئات المدارس والمنشآت الخدمية والتجارية.
ووفقا لأحدث بيانات صادرة عن وزارة الري السودانية، فقد باتت العاصمة الخرطوم على بعد 56 سنتيمترا فقط من أعلى مستوى فيضان على الإطلاق والبالغ 17.66 المسجل في العام 2020.
وبالتزامن مع الجهود الشعبية والرسمية التي تبذل لمنع تكرار أضرار فيضانات العام الماضي؛ هطلت يومي الاثنين والثلاثاء أمطار تبعتها سيول غزيرة، مما أحدث أضرارا بالغة في عدد من مدن ومناطق البلاد، وحولت معظم شوارع وأحياء العاصمة إلى بحيرة من المياه.
وتضاربت الأنباء حول الخسائر البشرية والمادية؛ ففي حين تحدثت تقارير عن وفاة أكثر من 30 شخصا في مختلف أنحاء البلاد؛ إلا أن الأرقام الرسمية تتحدث عن أقل من 10 حالات وفاة منها 6 حالات بولاية الجزيرة؛ كما ارتفع عدد الأسر الفاقدة للمأوى إلى أكثر من 4 آلاف اسرة في مختلف أنحاء البلاد؛ وفقا لبيانات حصل عليها موقع سكاي نيوز عربية من نشطاء في عدد من المناطق المتأثرة في ولايات الجزيرة ونهر النيل والشمالية وسنار والنيل الأزرق والقضارف في شرق البلاد.
ووفقا لبيان محدث صادر عن وزارة الري السودانية، فقد استقر منسوب النيل في ولاية الخرطوم الأربعاء عند 17.10 متراً، متجاوزاً منسوب الفيضان بـ 60 سنتمتراً ومبتعدا بمقدار 56 سنتيمترا فقط عن أعلى مستوى للفيضان في البلاد على الإطلاق والمسجل في اغسطس من العام الماضي.
وطالبت لجنة الفيضانات السودانية القاطنين في الخرطوم وشمالها اتخاذ كافة الاحتياطات الآزمة حمايةً للأنفس والممتلكات.