شيء ما جعلني أكتب على محرك البحث "غمض عينك تاكل ملبن" على عكس ما تعودنا سماعها في "موالد القرية" وتعلقنا بسماعها في أوبريت الليلة الكبيرة أشهر ما قدم مسرح العرائس.
كان زوج عمتي دائم ترديد الأغنية على مسامعي إذ كان يقطن في شارع شبرا وكلما كنت أزوره كان يقول لي: "يالا بينا يا مسعد نخرج شارع التروماي".
وكنت أغنى: "فتح عينك، تاكل ملبن.. فينك فينك.. تاكل ملبن.. اوعى لجيبك.. لا العيب عيبك، قرب... جرب... نشن... وسطن ايدك وسطن. إضرب.. البندقية: طاخ!.
كبرت وأنا أفتح كلتا عيناي وأصوب ونشاني لا يصيب.. أبذل الجهد فوق الجهد ولا أربح.. لم أكن أعرف مكمن الخطأ هل في فوهة قلبي أم في الهدف!.
بعدما ضاعت الكثير من الفرص ومرت العديد من المحطات.. وكفت عرائس الأوبريت عن الغناء.. وكففت أنا الغناء وغاصت روحي في العناء، وجدت ضالتي بالصدفة حينما اقترح على زميلي مشاهدة مسلسل أديب للراحل نور الشريف، وإذا بالصدفة أجده يتبنى وجهة نظري ويجادل صاحب عربة النيشان في أنه يكذب حينما يقول للمترددين عليه: فتح عينك تاكل ملبن، فتلك حيلة ليخسروا، أما الأصح أن ينادي:"غمض عينك تاكل ملبن".
يجادله صاحب عربة النشان: "ما انت فاتح عينيك الاتنين"، فيجيبه بكلمات من قلبي وعلى لساني:"أنا أفتح عيناي لأكون متفردا، فما جدوى أن أفعل مثل الجميع".
قبل موت إبراهيم عبد الله "نور الشريف" ينصح صديقه محمد "صلاح السعدني" بتلك النصيحة التي دفع عمره كاملا ليتعلمها: "يا محمد اتبع القانون، فلا يمكن أن تصل إلى الهدف وعينيك مفتوحتين، غمض عينك تاكل ملبن".
المشكلة أنني حينما اقتنعت واتبعت القانون أو غمضت إحدى عيناي كان" الملبن" قد ولى زمانه.. وصاحب عربة النشان اقتنع بما قلته بعد كل تلك السنوات وبات ينادي: "غمض عينك تاكل ملبن".. فاستجاب له الحظ وأغمض عني عيناه.