" تعال خد فلوسك".. ما سبق كان نص حوار مقتضب خلال اتصال هاتفي دار بين شاب يعمل بتجارة الماشية، وآخر يمتلك محل جزارة بنطاق منطقة الجيزة، بعد وجود خلافات مالية بينهما، فرح الجزار بما حدثه به الأول وقرر الذهاب للحصول على أمواله التي لطالما فشل استعادتها من الأول، لكنه لم يدر أن هذا المشوار يكتب الفصل الأخير من حياته، عقب قيام تاجر الماشية بقتله وإلقاء جثته في أحد الشوارع المهجورة، لتبدأ بعدها سلسلة الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
البداية بتلقى رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها عثور الأهالي علي جثة أحد الأشخاص ملقى في شارع مهجور بدائرة القسم، وعلي الفور انتقلت قوة أمنية برئاسة النقيب عمر مبارك معاون مباحث قسم شرطة الجيزة، إلي محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة أحد الأشخاص به آثار ذبح بمنطقة الرقبة وملقي بشارع مهجور بدائرة القسم، وبعمل التحريات تم التوصل إلي هوية المجني عليه وتبين أنه يعمل جزار
وبإبلاغ اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والذي كلف بتشكيل فريق بحث يضم مفتشي القطاع وضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وتوصلت جهود فريق البحث إلي أن وراء ارتكاب الجريمة تاجر ماشية بسبب خلافات مالية بينه وبين المجني عليه، وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان القسم
وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة حيث أقر بأنه مدين للمجني عليه بمبلغ مالي ودائم مطالبته به أمام الناس.
وأضاف المتهم أن المجني عليه أهانه أكثر من مرة بسبب ذلك الدين، الأمر الذي أثار حفيظته وعقد العزم علي قتل المجني عليه والتخلص من مطالبته الدائمة، وفي سبيل ذلك استدرجه بزعم سداد الدين بحجة أنه دبر له المبلغ وأنه سيعيده إليه، "تعال خد فلوسك" وأثناء استقلالهما دراجة نارية قام بمغافلة المجني عليه وأخرج من طيات ملابسه سلاح أبيض "مطواة" وقام بذبحه من الخلف وقام بالقائه في الشارع المهجور محل العثور على الجثة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.