الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

إدلب.. هنا أقيمت أولمبياد ضحايا الحروب

أولمبياد المخيم
أولمبياد المخيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هناك وعلى بُعد آلاف الأميال من طوكيو أقيمت أولمبياد أخرى من نوع خاص، هذه المرة كان البلد المستضيف هو نفسه ذاك البلد الذى لا يزال يعانى من سنوات عجاف لم تنته بعد، فعلى مرمى البصر تجد منافسة شرسة بين الخيام أبطالها أطفال ومشجعوهم أطفال يحملون علم تحت عنوان «أولمبياد المخيم».

«أولمبياد المخيم»

من رمى القرص والجمباز إلى ألعاب القوى وقفز الحواجز، تنافس ١٢٠ طفلًا نازحًا من ١٢ مخيمًا فى ١٠ رياضات ومسابقات مختلفة تحت مظلة «أولمبياد المخيم» لينتهى الأولمبياد بتكريم الفائزين بالمراكز الأولى فى كل لعبة.

بدأت الفكرة من مخيم اليمانى جنوبى قرية كفريا بريف إدلب الشمالى فى محاولة للفت أنظار العالم، إلى معاناة مئات الآلاف من سكان مخيمات شمالى غربى سورية.

قال إبراهيم سرميني، منسق النشاط فى منظمة بنفسج المنظمة للحدث لـ«البوابة نيوز»: «كان الهدف من إقامة هذه الأولمبياد هو تسليط الضوء على أطفال المخيمات فى سوريا ووضعهم المعيشى الصعب من جهة، ومن جهة أخرى إضافة البسمة على وجوههم فى ظل ما يعيشونه فى هذا المناخ الحار من صعوبة فى كل مناحى الحياة التعليمية والرياضية وغيرها.

وأضاف «سرميني»: «شارك فى الأولمبياد ١٢٠ طفلا من ١٢ مخيما بواقع ١٠ أطفال من كل مخيم تم تدريبهم على الرياضات من قبل مدربين محترفين، كما استطعنا -وبإمكانيات بسيطة ورمزية- تحويل تلك الساحة الترابية إلى ساحة رياضية مقسمة لعدة ملاعب لرياضات مختلفة ليبدأ الأطفال بالتنافس واللعب»، وشملت ألعابا منها القفز الطويل والرمح وكرة القدم والجرى والتنس والطائرة وغيرها.

وتراوحت أعمار الأطفال بين ٨-١٤ عامًا توزعوا بين منافسات مختلفة: رمى الرمح والأقراص، الوثب العالي، فنون الدفاع عن النفس، الجمباز، كرة الريشة (بادمنتون) والجرى والتسابق كخيول يحملون بين أيديهم مجسماتها الكرتونية، أما ملاعب كرة القدم فقد رسموا خطوطها بالطباشير الأبيض فوق التراب المحيط بالخيم، وعلى مقربة منها مضمار جرى مستطيل تملأه الحواجز.

وقال «سرميني»، كان هدفنا الأساسى هو إيصال صوت أطفال المخيم إلى المؤثرين وصناع القرار حول العالم للنظر بوضع الأطفال وكيف يعيشون حياتهم اليومية الصعبة والقاسية.

وقال أحمد، ١٢ عامًا، أحد المشاركين فى أولمبياد المخيم: «كل حياتنا بالصيف هنا عذاب وما فى مكان نلعب فيه إلا حول الزيتون، سعدنا كثيرًا اليوم وكان عندنا فرصة لنجرب أمورا جديدة لم نرها من قبل».

فيما قال إبراهيم، ١٢ عامًا: «كانت فرصة جديدة لي، لم أجرب أى شيء من هذه الألعاب سابقًا أنا أو الأطفال فى المنطقة هنا».

صورة من الفعاليات

وأسفر النزاع فى سوريا عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ عام ٢٠١١، وتستضيف محافظة إدلب نحو ثلاثة ملايين نازح يعيش أكثر من نصفهم فى مخيمات عشوائية فى ظل ظروف شديدة الصعوبة، وهم يعوّلون على المساعدات الإنسانية ومساهمات المنظمات غير الحكومية لتلبية حاجاتهم.

وكان ٩ من اللاجئين السوريين من أصل ٢٩ رياضيا ورياضية من ١١ دولة، دخلوا ضمن القائمة النهائية للفريق الأولمبى للاجئين فى دورة الألعاب الأولمبية «طوكيو ٢٠٢٠» كما تم اختيارهم من قبل المجلس التنفيذى للجنة الأولمبية الدولية من بين ٥٥ رياضيا مستفيدين من منحة الرياضيين اللاجئين التى تقدمها اللجنة الأولمبية الدولية.

بينما مثل منتخب سوريا فى أولمبياد طوكيو ٦ رياضيين فقط، وحصل على ميدالية برونزية واحدة فقط، توج بها الرباع معن أسعد فى مسابقة رفع الأثقال.

وتعد منظمة بنفسج المنظمة للحدث منظمة تطوعية تتألف من عدد من الشباب الطامح للعمل بشكل عفوى وتطوعى مع بداية الحراك السورى وتردى الوضع الإنسانى فى أواخر العام ٢٠١١ لتلبية الحاجات الضرورية وتغيير الواقع المأساوى الحاصل فى سوريا الذى استمر بالتدهور على كل المستويات مترافقا مع الاستجابة الدولية التى لم تكن كافية لتغطية الحاجات الأساسية، لاحقًا بدأت منظمة بنفسج عملها الرسمى أواخر العام ٢٠١٣ بالشراكة مع المنظمات الدولية حيث بدأ أول مشروع تعليمى فى منطقة المخيمات شمال سوريا لدعم مدرستين بميزانية قيمتها٣٠ ألف دولار تم خلالها دعم نحو ٤٦٢ طالبًا.