"الخال والد".. مقولة نسمعها دائما تتردد على ألسنة البعض لتدل على مدى أهمية العلاقة بين الخال وأبناء شقيقاته، ولكن ما نسمعه في الآونة الأخيرة من جرائم قتل بسبب خلافات مادية وأسرية أو خاصة بالخيانة والشرف وغيرها، تشير إلى أن الأمور تغيرت.
وما حدث بدائرة قسم شرطة منشأة القناطر يثبت ذلك، فقد قرر عامل بمزرعة قتل خاله بعدما هدده بالطرد من عمله بسبب زوجته.
التحقيقات التي أجرتها النيابة تظهر أن المجني عليه يدعى "ح. م" في العقد الرابع من العمر، وحضر من إحدي قرى الصعيد للبحث عن عمل، وبعد عدة أيام من البحث وجد إعلانا يطلب أفرادا للعمل في مزرعة بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بنطاق مركز منشأة القناطر.
وأضافت التحقيقات: أنه تقدم لتلك الوظيفة، وأصبح مسئولا عن شئون المزرعة، وأحضر عددا من أقاربه للعمل بتلك المزرعة، من بينهم نجل شقيقته "المتهم"، لكن مع مرور الأيام بدأت المشكلات تظهر بين المتهم وخاله، خاصة بعدما بدأت زوجة الأخير تتردد على المزرعة، لأن الشك بدأ يتسرب إلى قلب الخال بشأن وجود علاقة غير شرعية بين زوجته وابن أخته، الأمر الذي جعل المجني عليه يفكر في طرد المتهم من العمل، وعندما علم الأخير بما يدور في عقل خاله، قرر التخلص منه.
وتابعت التحقيقات، في يوم الواقعة انتهز المتهم نوم خاله ليلا، وأحضر فأسا وسدد له ضربة في وجهه فأصابته بجرح بالغ "قسمه جبينه نصين"، وانصرف بعدها ظنا بوفاته، إلا أن باقي العمال قاموا بنقله إلى مستشفى الشيخ زايد وفارق الحياة متأثرا بإصابته.
وقام العاملون بالمستشفى بإبلاغ الأجهزة الأمنية، التي قامت بعمل التحريات وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل شقيقته، بعدما نشبت خلافات أسرية بينهما.
عقب تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهم الذي أقر بجريمته، وأرشد عن الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة، وصدر قرار بحبس المتهم.
وفور ورود تقرير الطب الشرعي الذي أكد أن إصابة المجني عليه ناتجة عن الأداة التي استخدمها المتهم، بالإضافة إلى اعترفاته بقتل خاله انتقاما منه، وكذلك تسلم النيابة تحريات الأجهزة الأمنية والتي أثبت أنا المجني عليه هدد المتهم بطرده من العمل بسبب شكه في وجود علاقة بينه وبين زوجته، لذلك قرر المتهم قتله، وبناء على ذلك أمرت بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية بعد توجيه له تهمة القتل العمد.