الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

«البوابة نيوز» تحقق فى لغز وفاة فتاة البساتين

محرر البوابة مع والد
محرر البوابة مع والد الضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت منطقة البساتين جنوب القاهرة، جريمة غريبة من نوعها، عندما لبست إحدى الأمهات عباءة الشيطان، وأقدمت على خنق ابنتها وإلقائها من الطابق السادس بمساعدة خال المجني عليها، فلم تقترف "دنيا" الفتاة صاحبة الـ17 ربيعا، ذنبا أو ترتكب جُرمًا، حتى تُقتل على يد والدتها وخالها، ويتم إلقاؤها من الطابق السادس، فكل ما فعلته أنها حاولت رفع الظلم عن نفسها ورفضت العريس الذي تقدم لخطبتها، وهو الأمر الذي قوبل بالعنف.
فبسبب غنى العريس وثروته الطائلة أجبرت الأم ابنتها على الموافقة واغتنام تلك الفرصة التي ستخرجهم من الفقر الذي يعيشون فيه، فلعنة المال أصابت الأم والخال وملأت قلبيهما بالسواد وأغشت أبصارهما.
الخال الذي يعتبر بمثابة الوالد، والأم التي هي مصدر الحنان، أقدما على خنق وضرب وإلقاء الفتاة من الطابق السادس بعدما فشلا في إقناعها بذلك الزواج.
تفاصيل الواقعة تكشفها "البوابة نيوز" من خلال مسرح الجريمة والحديث مع والد الضحية.
قال "أسامة.ن" والد الضحية، إنه ترك المنزل منذ نحو 3 أشهر، بعد سلسلة مشكلات كبيرة مع شقيق زوجته المسجل خطر، والذي اتهم سابقا في جريمة قتل وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما وكذلك قضية مخدرات وسجن فيها 6 سنوات، وكان كثير التشاجر معه ودائما ما كان يهدده بسبب خلافات أسرية فيما بينهما، لذلك قرر الأب في الفترة الأخيرة ترك المنزل، كي يمنع المشكلات، واستأجر شقة بمنطقة المنيل بدائرة قسم شرطة مصر القديمة، واصطحب معه نجله "محمد" صاحب الـ13 عامًا، بينما ظلت نجلته مع والدتها.
يوضح والد الضحية خلال حديثه لـ"البوابة نيوز" المشكلات التي كانت تحدث له من شقيق زوجته المسجل خطر والذي يدعي "كريم" وشهرته "روسيـا"، وأن دائما عائلة زوجته كانت تفتخر بما يفعله "روسيا" من بلطجة قائلا "كانوا بيتحاموا فيه". 
وأشار الأب إلى حبه لابنته قائلا: "كنت بحوشلها فلوس عشان تحقق حلمها"، فكان دائما يحاول جني المال من أجل تحقيق حلم نجلته وهو الالتحاق بإحدي أكاديميات الطيران، كي تصبح مضيفة طيران، وذكر أن نجلته كانت تستعد للصف الثالث الثانوي وكانت متفوقة، حيث إن المجني عليها حصلت على العديد من شهادات التقدير في اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية.
آخر لقاء بين الأب ونجلته
يستكمل والد الضحية حديثه قبل الحادث بيوم واحد، أثناء تواجده في عمله كموظف بأحد المستشفيات، رن هاتفه وإذا بشقيق زوجته يحدثه بعنف قائلا: "أنت لازم تشوف حل في بنتك دي هتطفش العريس" ليرد عليه "عريس ايه!" ليخبره خالها أنه تمت خطبتها في وقت سابق دون علم والد الفتاة، ليطلب منه الحضور فورا من أجل فهم الموضوع كاملا.. بالفعل دقائق معدودة وحضرت الفتاة بصحبة خالها إلى محل عمل والدها بالمستشفى.
وبمجرد وصول الفتاة والخال إلى محل عمل الأب، انهارت الفتاة بالبكاء وارتمت في أحضان والدها تطلب منه الإغاثة، وأوضحت أنها لا تريد ذلك الشاب الذي تمت خطبته عليها بالإجبار، قائلة: "إن خاتم الخطوبة زي النار في إيدي"، الأب كان في حالة ذهول أثناء استماعه لتلك الكلمات والموضوع من ابنته لأول مرة، قائلا: "إزاي تخطبوها من غير ما تعرفوا أبوها" ليرد عليه خالها "دا عريس جاهز ومعاه ورث 10 ملايين جنيه"، ليقول الأب: "لا يهم المال المهم الرضي والقبول"، بينما كانت عائلة والدتها تريد إتمام تلك الزيجة بأي شكل مهما كان سوف يكلفهم الأمر.
الفتاة صممت على رفضها لذلك العريس الثري المنطوي الشخصية الذي يميل دائما إلى العزلة، وقررت التخلي عن الشبكة ورميها على الأرض.
يوم الحادث 
بعد تمسك الفتاة صاحبة الـ17 عاما و3 أشهر بقرار رفضها للزواج، نشبت مشاجرة كبيرة بينها وبين خالها ووالدتها التي دائما ما كانت تضربها وتعنفها، ليتصل خال الفتاة بوالدها في السابعة والنصف صباحا، ويخبره بأنه إذا لم يحضر لإقناع نجلته بالزواج سيقوم بطعنها بالسكين، ليخبره الأب أنه وصل للتو إلى عمله بالمستشفى وطلب منه الانتظار حتى انتهاء "شيفت المستشفى" وأنه سيقوم بحل الموضوع في نهاية اليوم.
نصف ساعة فقط مرت على المكالمة الأولي، ليتلقى الأب مكالمة أخري في الثامنة صباحا، من أحد أقاربه يخبره بأن نجلته في المستشفى، ترك الأب كل ما بيده وتوجه إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد، والتي كانت تمكث بها جثة الفتاة، ليكتشف الفاجعة الكبرى وهي وفاة ابنته.

كذبة الانتحار
لم يتوقف عقل الأب المكلوم عن التفكير، فلم يصدق الرواية التي أخبروه بها أهل زوجته بأن نجلته ألقت بنفسها من الطابق السادس، ليرفض تماما تلك القصة، وأكد أن نجلته ملتزمة دينيا وحافظة لكتاب الله، وازداد الشك أكثر عند الأب حينما لاحظ إسراع زوجته وشقيقها في دفن الفتاة، وكأنهما يريدان أن يتغافلا عن الحدث، ولكن جاءت الصاعقة على المتهمين، حينما قرر مفتش الصحة أنه يشك في وجود شبهة جنائية في الوفاة وذلك بعد الكشف المبدئي عليها.
واستمعت نيابة البساتين الجزئية، إلى والد الفتاة المتوفاة، وقال الأب: إن أحد الشباب تقدم لخطبة ابنته منذ أكثر من شهرين، ولكنه رفض زواجه منها وتمني لها عريس أفضل، فوجد الأم تعترض على رفضه نظرًا لثراء العريس.
وأضاف: الأم كانت تراه عريسا مناسبا، فتشاجرنا سويا، ثم استعانت بعد ذلك بشقيقها الذي كان موافق أيضا على الزواج وتشاجرا معي حتى قاما بطردي من المنزل وتهديدي.

 

كانت نيابة البساتين الجزئية، قد أجرت تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، وتبين أن الحادث ليس انتحار وهناك شبهة جنائية في الواقعة، فأمرت بضبط وإحضار الأم والخال وقررت حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
واستدعت النيابة مفتش الصحة مكتشف الواقعة، حيث أبلغ بوجود شبهة جنائية في حادث مصرع المجني عليها، فأمرت النيابة، بانتداب أطباء شرعيين لفحص الجثة وإعداد تقرير حول سبب الوفاة وكيفية حدوثها.

وتبين أن الفتاة تقيم مع والدتها وتدعى "هبة" 42 سنة، ربة منزل وخالها ويدعى "كريم ر"، 33 سنة، عاطل، في شقتهم بمنطقة البساتين، وأن والدها ترك المنزل مع شقيقها الأصغر قبل الواقعة بشهرين ليسكن بمنطقة المنيل دائرة قسم شرطة مصر القديمة.
وتبين من التحقيقات والتحريات أن المجني عليها على خلاف بين والدتها وخالها منذ شهرين قبل الواقعة، بسبب رفضها ارتباطها بشاب من أهالي المنطقة، كما قاما بالتعدى بالضرب على والد الفتاة، وطرداه من المنطقة.
ويوم الواقعة حدثت مشاجرة بين المجني عليها وخالها وقام بالاتصال بوالدها وهدده بقتل ابنته إذا استمرت في رفض العريس، وبانتقال الأب إلى منطقة البساتين خوفا على ابنته علم بوفاتها.
وكان قسم شرطة البساتين تلقى بلاغا من مفتش الصحة، يفيد وفاة دنيا أسامة نبيل، 17 سنة، بدائرة قسم الشرطة، مؤكدا وجود شبهة جنائية. وعقب تقنين الإجراءات، تم استصدار إذن من النيابة بضبط والدة الفتاة وخالها، وقررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.

228980496_263675458903082_2210915717322911108_n
228980496_263675458903082_2210915717322911108_n