تواصل حركة طالبان استغلال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتراجع قوات الجيش الأفغاني، غير المستعدة لمواجهة تلك الحركة المتوغلة في معظم أنحاء البلاد، وتستولي على عواصم الولايات الكبيرة والاستراتيجية في البلاد.
ويطرح ذلك التساؤلات حول سيناريوهات المواجهة الدولية لنشاط الحركة، وهل يمكن أن يقبل المجتمع الدولي أن تحكم طالبان دولة أفغانستان؟
وعلى الرغم من أن طالبان سيطرت على 5 ولايات فقط، من أصل 24 ولاية هي كل الدولة الأفغانية، فإن سيطرتها على ولاية قندوز تحديدا، يمثل تطورا خطيرا، في ظل الأهمية الجغرافية الاستراتيجية لهذه الولاية، وتحكمها في مفاصل الدولة.
قلق دولي
ويرى الدكتور محمد عثمان عبد الجليل، أستاذ التاريخ الآسيوي، أن تصاعد قوة طالبان، يمثل أمرا مقلقا للمجتمع الدولي، ولا سيما الصين، التي تعتبر طالبان عدوا لأمنها الحدودي.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي، لن يقبل أن تحكم طالبان أفغانستان، نظرا للعداوة التقليدية التي تكنها الجماعات التي تحمل فكر طالبان، للأوطان، وللجيوش النظامية، بالإضافة إلى رغبتها الدائمة في تصدير أهدافها إلى المجتمعات الأخرى.
وأشار إلى أن هناك بعض السيناريوهات التي يمكن توقعها في هذا الشأن، وأولها أن تحصل القوى الكبرى على تعهدات واضحة، وتبرم اتفاقات ملزمة، ولو سرا، مع الحركة بالحفاظ على الأمن الإقليمي، ومصالح هذه الدول في المنطقة.
وأضاف: "أما السيناريو الثاني، فيرتبط أن تتولى قوى بديلة للولايات المتحدة مواجهة طالبان، خاصة بعد أن اتضح أن واشنطن لا تريد أن تستمر في القتال بمفردها، في آسيا".
ولفت إلى أن السيناريو الثالث، هو أن يتم حشد عدد من القوى الدولية، في شكل تحالف يقوده حلف الناتو، من أجل فرض قيود على طالبان، وتوجيه ضربات عسكرية لها إذا لزم الأمر.