دائمًا ما ينصحنا ديننا بالتأمل والتدبر في خلق الله وفي أنفسنا، ففهم الإنسان للبيئة المحيطة به بدأ بالتأمل والتجربة والتعلم، وهذا ما دفع المصور المصري "أحمد عباس"، لعمل سيشن أو جلسة تصوير، يظهر فيها ما أسماه "فن الله"؛ حيث يعرض السيشن جزءا من فن الله (عز وجل)، وإبداعه في خلق وتجانس الإنسان مع الطبيعة والحيوانات بصورة فنية مذهلة.
ويقول أحمد عن السيشن: "الفكرة أتت إلى عندما كان هناك العديد من مشاريع التصوير التي كنت أريد أن أنفذها منذ عام ٢٠١٩ معظمها يتحدث عن الاختلاف حولنا وتناقش فكرة التأمل أو إعادة النظر في هذه العناصر.
وأول مشروع أنفذه فعليًا كان في عام ٢٠١٩؛ ولكن كانت تناقش فكرة مرض البهاق ويعتبر مرض البهاق متشابه مع الطبيعة فمرض البهاق يترك بقعا في الجسم تشبه خرائط العالم فقمت بالاستعانة بهذه الخرائط ودمجها مع الصور لتظهر أن الشخص المصاب بالبهاق يحتوي هذه الخرائط".
ويتابع: "يناقش المشروع الحالي فكرة التأمل والتجانس بين الطبيعة والبشر، فمرضى البهاق يعتبرهم المجتمع مختلفين عن البقية فكانت الفكرة أن نضع مريض البهاق في بيئة تشبهه لإظهار التجانس لأن بعض الناس عند مشاهدة مريض البهاق يُمكن أن تنفر منه أو تنظر إلى الموضوع بسخرية، ولكن مع إعادة النظر إلى الأمر يظهر هنا الشيء الجمالي والفني".
ويضيف أحمد: "غرض فن التصوير عمومًا هو أن يدفع الناس إلى البحث عن الشيء الذي يتم تصويره وهو ما نحاول تحقيقه، وهدفي في هذا السيشن هو دفع الناس للقراءة عن البهاق ومعرفة أنه مجرد مرض جيني لا يجب أن يدفع الناس للنفور منه وهو غير معدٍ".
ويستطرد: "عندما تري عناصر الطبيعة الثلاثة في الصور، مثل الموديل مريض البهاق والحيوان مريض البهاق يدفعنا للتأمل والتدبر في خلق الله"، ويستشهد بقول الله تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ ، أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.
وعن التعليقات على الصور؛ يقول أحمد: "الجميع ظن أن جبال الملح التي تم تصوير السيشن فيها ليست في مصر ولكن جبال الملح هذه موجودة في مصر".