أصدر الدكتور جمال سند السويدي، الخبير الاستراتيجي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كتابا جديدا يرصد فيه مخاطر جماعة الإخوان تحت عنوان "جماعة الإخوان في دولة الإمارات العربية المتحدة..الحسابات الخاطئة".
يقدِّم الكتاب دراسة لتجربـة "جماعـة الإخوان" فـي دولة الإمارات العربية المتحدة، تغطّي فراغًا بحثيًّا كبيرًا بشأن هذا الموضوع؛ إذ إن هذه التجربة لم تُدرَس سابقًا دراسة كافية؛ واقتصـر مـا ورد بشأنها على مقالات صحفيَّة، وتغطيات إعلاميَّة، أو دراسات جزئيَّة؛ فضلًا عن الحديث الشفهيّ الذي دار، ولا يزال، حول "جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي"، التي استغلَّت البيئة السياسية والاجتماعية على مدى ثلاثة عقود في التمدُّد وتعزيز الوجود؛ حتى ظنت أن ساعدها قد اشتدَّ؛ وانتظرت أيَّ أزمة كي تعلن نيَّاتها الحقيقية؛ لكنَّ هذا لم يتحقق لها.
ترتكز فكرة الكتاب على نشأة جماعة الإخوان وتاريخها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ مستهدفًا دراسة ممارساتها، وتشريح سلوكياَّتها ورؤاها الفكرية والسياسية؛ منطلقًا من الإدراك التامِّ أن أفكار جماعة الإخوان المسلمين لا تعبّر عن الإسلام، ولا تعكس صورته النقية؛ لأن الاستسلام لمزاعمها في هذا الشأن إساءة بالغة إلى الدين الحنيف. ويهدف الكتاب إلى إثبات أن أحد أهم أسباب تدهور جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي هو حساباتهم الخاطئة، وعدم امتلاكهم الرُّؤى السياسية الواقعية للتعامل مع متطلَّبات القيادة والحكم؛ وقد ظهر ذلك جليًّا من خلال حساباتهم الخاطئة في فهم أحداث الربيع العربي، وكذلك عدم قدرتهم على فهم عريضة عام 2011م في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي اعتقدوا أنها الطريق إلى السلطة والحكم.
ويناقش المؤلف، في الفصل الأول من الكتاب، تاريخ جماعة الإخوان من حيث النشأة والتأسيس والانتشار، كما يناقش أهداف الجماعة، ووسائلها لتحقيق هذه الأهداف، وفكرها، ومنهجها، ورؤيتها لنظام الحكم بشكل عام، وكذا موقفها تجاه الأحزاب والشورى والديمقراطية، وصولًا إلى مشاركة الإخوان في السياسة، وانخراطهم في مؤسسات سياسيَّة مثل المجالس النيابية والتشريعية والتنفيذية؛ من أجل التعرُّف إلى دلالات ذلك، والنَّسَق العام الحاكم للجماعة في هذا الشأن. كما يستعرض الفصل التجربة السياسية لجماعة الإخوان في دول عربية وإسلامية عدَّة؛ ليختبر مدى صحة الافتراض القائل إن "جماعة الإخوان قد أثبتت فشلها في الحكم".
ويخلُص الفصل إلى أن تاريخ جماعة الإخوان يتضمَّن تضاربًا هائلًا، وبونًا شاسعًا بين المبادئ والتطبيق، وبين المثاليَّة الخطابيَّة والانتهازيَّة التنفيذيَّة؛ فالجماعة لم تتوانَ طوال تاريخها عن استغلال الظروف ومعطيات الواقع لتحقيق مآربها والسعي وراء أهدافها من دون أيّ قراءة حصيفة للمتغيرات المحيطة بها، وتُراهِن على المهارات الخطابية الإنشائية لرموزها وقياداتها في استقطاب العواطف واللعب على المشاعر من دون عمل جادّ على أرض الواقع.
وفي الفصل الثاني من الكتاب يعود بنا المؤلف إلى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وفي الفصل الثالث يبيّن المؤلف كيف حاولت جماعة الإخوان إطاحة حكومة دولة الإمارات.