أعلن حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو" الإثنين، أن انسحاب الحلف من أفغانستان مستمر، فيما وجه الحلف رسالة تحذيرية لحركة طالبان.
وقال مسؤول في الحلف، لوكالة "رويترز" للأنباء،: "مهمة الدعم الحازم لحلف شمال الأطلسي مستمرة وسحب قواتنا مستمر".
وأضاف قائلا: "لا يوجد حل عسكري للصراع، ويجب على طالبان أن تفهم أن المجتمع الدولي لن يعترف بها مطلقا إذا رفضت العملية السياسية وحاولت الاستيلاء على البلاد بالقوة... وعليها أن توقف هجماتها وأن تشارك في محادثات السلام بحسن نية".
يأتي ذلك فيما قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارنباور، الإثنين، إن حركة طالبان لا يمكن هزيمتها، إلا بمهمة قتالية أخرى صعبة وطويلة للغاية.
جاء ذلك ردا على مطالبات بإرسال مهمة جديدة للجيش الألماني لـ أفغانستان، في ظل التقدم الميداني الذي تحرزه حركة طالبان الإرهابية، ومخاوف سقوط البلاد بالكامل في أيديها.
وكتبت الوزيرة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "هل المجتمع والبرلمان مستعدان لإرسال الجيش الألماني إلى حرب والبقاء هناك لجيل آخر على الأقل مع العديد من القوات؟"، مضيفة "إذا لم يكن الأمر كذلك فإن الانسحاب المشترك مع الشركاء يبقى القرار الصائب".
أعلنت حركة طالبان التي تقاتل الحكومة الأفغانية أنها سيطرت على إيبك سادس عاصمة ولاية في شمال البلاد، وذلك في تقدم متواصل منذ مع بدء انسحاب القوات الدولية.
وكانت الحركة قد أعلنت في وقت سابق من اليوم سيطرتها على 5 عواصم لولايات أفغانية؛ بعد أن استولت على 3 منها في اليوم السابق.
وأضحت 5 من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، تحت سيطرة طالبان، هي: زرنج (ولاية نمروز) وتالقان (تخار) وشبرغان (جوزجان) وساري بول وقندوز عاصمتا الولايتين اللتان تحملان نفس الاسم.
وبفارق بضع ساعات بين الأمس واليوم استولى مسلحو طالبان بعد قتال عنيف على قندوز، التي كانوا يحاصرونها منذ بضعة أسابيع، ثم سيطروا على ساري بول، وتالقان عاصمتي الولاياتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.
وتشكّل السيطرة على قندوز أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في مايو مع بدء انسحاب القوات الدولية، الذي يجب أن ينتهي بحلول 31 أغسطس.
وبعد قندوز، سقطت ساري بول أيضًا في أيدي طالبان، وكان مقاتلو الحركة قد استولوا يوم السبت الماضي على شبرغان معقل زعيم الحرب الشهير عبد الرشيد دوستم.
وقد يكون عجز السلطات في كابول عن السيطرة على شمال البلاد أمرا حاسما لفرص الحكومة في البقاء.
ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينيات.
وحكمت طالبان البلاد بين عامي 1996 و2001 وفرضت تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية، قبل أن يطيحها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتتعرض قندهار (جنوب) وهرات (غرب)، ثاني وثالث مدن البلاد، لهجمات طالبان منذ أيام عدة، على غرار ما يحصل في لشكركاه (جنوب)، عاصمة إقليم هلمند، أحد معاقل الحركة.
وفاجأت سرعة تقدم طالبان المراقبين وكذلك قوات الأمن الأفغانية على الرغم من المساعدة التي تلقتها من القوات الجوية الأمريكية.